صفحة الكاتب : مرتضى علي الحلي

((الامامُ عليُ بن الحُسَين:: زين العابدين(عليه السلام)))
مرتضى علي الحلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في إطلالة  معرفية وجيزة:في المنهج والإعتبار:
 
===========================
 
 
ولد الامام علي السجاد /ع/في الخامس من شهر شعبان من سنة  38 للهجرة في المدينة المنورة 
 
وهوالامام الرابع من سلسلة أئمة اهل البيت /ع/المعصومين
 
بنص القرآن الكريم الذي قال الله تعالى عنهم :
 
((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))الأحزاب33/
 
 
 
وهو/ع/مشمول قطعا بعنوان (أهل البيت المعصومين/ع/)
 
فعن ابن عباس قال في خصوص هذا النص القرآني الشريف:
 
 
 ( أنها نزلت في علي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم السلام ) 
 
ولا يقال : المراد بها (أي بعنوان (أهل البيت) النساء ، لأن صدر الآية ، وعجزها ، دال عليهن . ولأنا نقول : لا يلزم من ذلك ، إرادة النساء ، لأن الكناية صريحة في التذكير ، 
 
وليس يبعد أن يخرج من معناه إلى غيره ، ثم يعود إليه ،
 
 كما قال ابن عباس : نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة ، 
 
 
ومع انتفاء الرجس ، يكون ما أفتوا به حقا ، لأن الرجس يقع على كل ما يكره . 
 
 
هذا على مستوى مشموليته /ع/ بنص القرآن الكريم بالعصمة والإمامة المُنحفِظة  لأهل البيت المعصومين/ع/
 
 
 
أما على مستوى السنة النبوية الشريفة
 
فمنها قول النبي صلى الله عليه وآله :
 
 ( في كل خلف من أمتي عدل من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين ، وأن أئمتكم وقودكم إلى الله عز وجل فانظروا من توقدون في دينكم )
 
 
 
 
 
وقوله صلى الله عليه وآله :
 
 ( مثل أهل بيتي ، كمثل نجوم السماء ، فهم أمان لأهل الأرض ، كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النجوم ، طويت السماء ، وإذا ذهب أهل بيتي خربت الأرض ، وهلك العباد )
 
 وقوله صلى الله عليه وآله :
 
 ( إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وأنهما لن يفترقا ، حتى يردا علي الحوض )
 
 وقوله : ( يا علي الإمامة فيكم ، والهداية منكم )      
 
 
 
وقوله صلى الله عليه وآله 
 
( من أهل بيتي اثني عشر نقيبا نجباء ، محدثون ، مفهمون ، آخرهم ، القائم بالحق عليه السلام )
 
 وقوله صلى الله عليه وآله : 
 
( إن الله تعالى اختار من الأيام يوم الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر ، واختار من الناس الأنبياء ، واختار من الأنبياء الرسل ،
 
 واختارني من الرسل ، واختار مني عليا ، واختار من علي الحسن ، والحسين ، واختار من الحسين الأوصياء ، وهم تسعة من ولده ، ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين )  
 
/إنظر/المعتبر/المحقق الحلي/ج3/ص24 
 
 
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
 
 
(( اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم أخي علي بن أبي طالب أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهدنا فابني الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم ابني الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم فإذا استشهد فابني علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا علي ثم ابنه محمد بن علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وستدركه يا حسين ))
 
انظر/ كمال الدين وتمام النعمة /الصدوق /ص270 ،
وكشف النعمة : للإربلي/ص / 298 ،  
 
وفعلاأدرك الإمام الحسين /ع/حفيده الإمام الباقر/ع/
 
إذ تذكر الروايات أنه/ع/ولِدَ سنة 57/للهجرة وحضر الطف مع الحسين/ع/ وأبيه زين العابدين.سنة /61/للهجرة.
 
 
 وعن الحسين بن علي ( سلام الله عليهم ) أيضا  قال
 
 : دخلت على جدي رسول الله ( ص ) فأجلسني على فخذه
 
 وقال لي :
 ((إن الله اختار من صلبك يا حسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم ، وكلهم في الفضل والمنزلة عند الله سواء )).
 
إنظر/ينابيع المودة /البلخي القندوزي/ج2/ص105.
 
 
 
 
وعن عبد الله بن عباس قال 
 
(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول :
(( أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون ))
/كمال الدين وتمام النعمة/الصدوق/ص280.
 
 
 
 
 
وقال /الزهري/((لم أدرك أحدا من أهل هذا البيت أفضل من علي بن الحسين /ع/)/الأرشاد/المفيد/ص240.
 
 
 
 
 
 
 
 ومن هنا جسدت شخصية الامام زين العابدين ع حقيقة الانسان والإمام المعصوم العابد والملتزم بمنهج ربه تعالى   
 
حيث اعترف التاريخ المؤالف والمخالف
بإنه راى علي بن الحسين /ع/ كأنه النبي محمد/ص / في محراب عبادته في الثلث الاخير من الليل أو كأنه النبي في غار حراء
 
ويُذكَر أنه كان اذا يصلي تُحلق روحه الشريفة في ملكوت الله تعالى فلم تكن صلاته مجرد أن يقف ببدنه مستقبلا القبلة فحسب
 
بل كانت روحه تستقبل الله تعالى حقيقة وكان له من الذوبان والحضور الحقيقي في محضر الله تعالى ما لاينكر .
 
 
 ولذا لُقبَ ع (بزين العابدين) و(السجاد) فهو بحق كان امام المحبة والانسانية .
 
وقال الامام مالك  : سمي زين العابدين لكثرة عبادته /أنوارالإبصار/الشبلنجي/ص200.
 
 
 
 
ومن خصائصه/ع /كان اذا راى شخصا لااهل له او غريبا فقيرا او مسكينا او شخصا لايعتني به احد
 
 فكان يُظهر له المودة ويلاطفه
ويأتي به الى بيته /ع /
 
ويقول ابن اسحاق في هذا الشأن
((كان أهل بيت بالمدينة يأتيهم رزقهم وما يحتاجون اليه لايدرون من أين يأتيهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك)) الإرشاد/ المفيد /242.
 
وعن الإمام محمد الباقر/ع/قال::
((إنه /ع/كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره حتى يأتي بابا فيقرعه ثم يُناول من كان يخرج إليه وكان يُغطي وجهه إذا ناول فقيراً لئلا يعرفه))
/ مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج3/باب صدقة الإمام/ع/
 
وهذان النصان الوثائقيان يكشفان عن عمق الأخلاق والورع في كيانية الإمام علي بن الحسين/ع/ ومدى شعوره بحال الآخرين وترصد وضعهم المعاشي والعناية بهم إنسانيا وإجتماعيا 
 
فنحن بمسيس الحاجة لئن نلمس تلك الأخلاقية الشريفة في شخصياتنا الذاتية والمجتمعية في تعاطينا بعنوان الإسلام والإيمان مع الآخرين حياتيا. إنطلاقا من التأسي  المُرشَد إليه قرآنيا بمنهج القدوة الحسنة وأعني في المقام الإمام علي بن الحسين/ع/
 
 
 
 
 
 
ويذكر لنا التاريخ أيضا  أنه/ ع/ راى في يوم ما جمعا من المصابين بالجذام والكل كان يفر من الجذامى حتى لاتسري اليه العدوى ولكن
هولاء ايضا عباد الله هذا ما يراه/ ع/ فدعاهم الى بيته واعتنى بهم وكان بيته /ع/ يعرف ببيت المساكين واليتامى وبيت من لاحول له ولاقوة
 
 
 
فعن الإمام محمد الباقر/ع/قال عن أبيه/ع/
 
((أنه كان يعول مئة بيت من فقراء المدينة وكان يُعجبه أن يحضر طعامه الى اليتامى والفقراء والمرضى والمساكين الذين لا حيلة لهم وكان يُناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمله الى عياله من طعامه)
/مناقب آل أبي طالب/ابن شهر آشوب/ج4/ص154.
 
لاحظوا أحبتي كيف يؤسس الإمام /ع/ بنفسه ولوحده لما يصح أن نُسميه اليوم بالمصطلح الجديد (شبكة حماية إجتماعية)
أو(منظومة تكافل إنساني وإجتماعي)
فمئة بيت رقم كبير في قيمته ومعطياته وجوديا ومع هذا نرى الإمام السجاد/ع/ يتكفل بعناية مئة بيت حفظا عليهم من الضياع وصيانة لكرامتهم البشرية وتطبيقا معهم لعدل الله تعالى في عباده.
 
فأقول فلو تأسينا بإمامنا/ع/ وتكفلنا بيتٍ  واحدٍ فقط بحسب المكنة لكان الحال اليوم في مجتمعنا أفضل بكثير ومرضي عند الله تعالى
 
نعم هذه مفاهيم وسلوكيات يؤصّلها الإمام /ع/ في حياته كي تبقى قاعدة تستند إليها الدولة والإنسان في الفعل الاجتماعي والأنساني
 
وهذا السلوك الذي كان يُمارسه المعصوم مثل زين العابدين/ع/
 
كان في وقت عصيب أيام دولة الطاغوت والظلم الإموي حيث يُسيطر النظام فيه آنذاك على ثروات المسلمين ويصرفها في المحرمات
وعلى حواشيه وأتباعه تاركا الفقراء والمساكين يتضورون جوعا وحرمانا.
 
 
 
 
 
 
((بعضٌ مما قاله ومما رواه الإمام علي بن الحسين/ع/بخصوص الإمام المهدي/ع/))
===================================
 
 
 
عن علي بن الحسين عن أبيه /ع/
 
(( قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة /ع/ المهدي من ولدك))
/ أعيان الشيعة/السيد محسن الأمين/ج2/ص50.
 
 
وهذا الحديث تحديد قطعي لهوية الإمام المهدي/ع/ بمعنى كونه إمام معصوم ومنصوب ومنصوص عليه.
حتى لايحق للآخرين إنتحال هويته ظلما وزوار كما حدث في صقع التأريخ الماضي ويحدث مرارا .
 
 
 
 
  وقد ورد عن الإمام علي بن الحسين/ع/ من اخبار المهدي/ ع /
الكثير ونأخذ القليل للإختصار
 
 
فقد قال الصدوق في اكمال الدين وتمام النعمة بسنده عن الإمام  علي بن الحسين /ع/أنه قال
 
 
 ((القائم منا تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج وليس لاحد في عنقه بيعة))
 
وسبحان الله فهذه مفردة (لم يُولد بعد) ما زال يُرددها المنكرون لولادة الإمام المهدي /ع/ الى يومنا هذا 
 
والحال أنّ الإمام المعصوم/ع/يقول ((تخفى ولادته على الناس)) في تصريح منه بغيبة الإمام المهدي/ع/ وضرورتها حفظا على شخصه الشريف من كيد الأعداء
 
والدليل المفردة الأخيرة في ذيل الحديث هذا
((وليس لإحد في عنقه بيعة))
 
 
 
 
 
وذكر أيضا الشيخ  المفيد في المجالس بسنده عن الإمام علي بن الحسين /ع/
 
(( لتأتين فتن كقطع الليل المظلم لا ينجو الا من اخذ الله ميثاقه أولئك مصابيح الهدى وينابيع العلم ينجيهم الله من كل فتنة مظلمة كأني بصاحبكم قد علا فوق نجفكم بظهر كوفان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل أمامه معه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نشرها لا يهوي بها إلى قوم الا أهلكهم الله عز وجل ))
 
 
/نفس المصدرأعلاه/أعيان الشيعة/السيد محسن الإمين/ج2/ص50
 
 
 
وفي هذا الحديث الشريف يُبيّن الإمام زين العابدين/ع/ مدى خطورة الأمر في عصر الغيبة الكبرى وخفاء شخص الإمام المهدي/ع/ وحصول الفتن والتي تشتبه فيها الأمور وهي حقيقة فتنة وإختبار للمؤمنين في الكشف عن صدق إيمانهم وتقوية عقيدتهم بإمامهم الحق/ع/
ويبث الإمام علي بن الحسين/ع/ هنا بُشارة بحتمية الظهور الشريف للإمام المهدي/ع/ وظفره بالفتح المبين وهذه طمئنة من لدن معصوم/ع/ للمؤمنين بإمام الوقت والإنسان الإمام المهدي/ع/
 
 
 
 
 
 
(الامام علي  السجاد/ ع/معلم الاخلاق والحقوق)
=========================
 
 
إنّ من اروع ما تركه الامام السجاد /ع /للانسانية شيئين
 
 هما (الصحيفة السجادية) و(الصحيفة الحقوقية) فتضمنت هاتان الصحيفتان
المقدستان ارقى واقوم الاساليب التربوية والتعليمية والاخلاقية التي اعتمدها /ع /في تربية الانسان والمجتمع .
 
فمارس/ ع /الدعاء الملكوتي في الصلاة وما بعدها مضمنا تلك الادعية جواهر ولباب العلوم والمعارف والاخلاق والمناهج الصالحة
فكان الدعاء بالنسبة للامام السجاد /ع/ بمثابة (مخ العبادة) والروح المتحركة والناطقة في عالم الصلاة .
 
وراح/ ع/ يستثمر فرصة الادعية في الصلاة في وقته العصيب حتى تمكن من بث وضخ اغلب المعارف الالهية الحقة من التوحيد
والنبوة والامامة والعدل والمعاد والقيم والارتباطات بين الانسان وربه .
فالمتتبع لمنهج الصحيفة السجادية يلمس ذلك وجدانا .
 
وبالتالي ترك لنا /ع/ مخزونا اخلاقيا ومعرفيا كبير جدا وما علينا إلا الانتهال من
تلك الخُزانات العلمية التي امتازت بسداد نظرياتها وامكانية تطبيقها على مستوى حياة الفرد والمجتمع .
 
 
وما احوجنا الى ورقة عمل ملئت سطورها حكمةوحجة المعصوم /ع /التي لايفوت معها الغرض ولايضل من عمل بها ابدا
 
 
 
ففي عينة على دعاءه ومنهجه الأخلاقي إليك هذا النص عزيزي القارىء المؤمن./
وكان يدعو به كل ليلة يقول فيه :
 
(( إلهي غارت نجوم سماواتك ، ونامت عيون خلقك ، وهدأت أصوات عبادك ،
 
 وغلقت ملوك بني أمية عليها أبوابها ، وطاف عليها حراسها ، 
 
واحتجبوا عمن يسألهم حاجة أو يبتغي منهم فائدة ،
 
 وأنت إلهي حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم ، ولا يشغلك شئ عن شئ . أبواب سماواتك لمن دعاك مفتحات ، وخزائنك غير مغلقات ورحمتك غير محجوبة ، وفوائدك لمن سلكها غير محظورات . 
 
أنت إلهي الكريم الذي لا ترد سائلا من المؤمنين سألك ، ولا تحتجب عن طالب منهم أرادك ، لا وعزتك ما تختزل حوائجهم دونك ، ولا يقضيها أحد غيرك .
 
 اللهم وقد ترى وقوفي ، وذل مقامي   و   موقفي بين يديك ، وتعلم سريرتي ، وتطلع على ما في قلبي ، وما يصلحني لآخرتي ودنياي . 
 
إلهي وترقب الموت ، وهول المطلع ، والوقوف بين يديك نقصني مطعمي ومشربي ، وغصني بريقي ، وأقلقني عن وسادي ، وهجعني ومنعني من رقادي .
 
 إلهي كيف ينام من يخاف وثبات ملك الموت في طوارق الليل وطوارق النهار . ))
 
ثم يبكي/ع/ حتى ربما أيقظ أهله بكاؤه ، فيفزعون إليه ، فيجدونه قد ألصق خديه بالتراب وهو يقول :
 
 رب أسألك الراحة والروح والامن والأمان
 
إنظر /شرح الأخبار/القاضي النعمان المغربي/ج3/ص256.
 
 
وللإيجاز أترك التأمل في هذا النص إليك عزيزي المتلقي والقارئ اللبيب.
 
 
 
 
أما رسالة الحقوق القيمية فتلك رائعة اخرى من روائع السجاد/ ع /والتي اشتملت على اهم حقوق الله و الانسان والمجتمع والواجبات مع
الاخرين .
 
ويمكن لمن أرد التوسع الرجوع الى متنها وشرّاحه فسيجد المزيد من المعرفة والقيم التي لايجدها إلاّ في كتاب الله تعالى وسنة نبيه/ص/ والمعصومين/ع/.
 
 
 
 
 
(الامام السجاد /ع /قائد للمسيرة بعد الحسين/ ع/)
==========================
 
 
 
اقتضت الحكمةالالهية البالغة أن يبقى الامام السجاد ع حيا بعد المجزرة الدموية الاموية التي حلت ببيت النبوة والامامة الاطهار /ع/في كربلاء .
 
 ومن ذلك الوضع المأساوي نجا /ع/ بقدرة الله تعالى  
 
 فقد كان المرض الذي حل به اثناء واقعة الطف هو المبرر الشرعي
 لإسقاط واجب الجهاد بالسيف عنه .
 
وبعد احداث الطف مباشرة بدأ /ع /بالحركة الاصلاحية في المجتمع المسلم أنذاك وتلخصت حركته /ع /بمحورين ؟
1
 (المحور الاول)/ اكمال الشوط الرسالي الذي بدأه الامام الحسين /ع/ من قبل فعندها عمل الامام السجاد /ع/ على فضح المخطط الاموي الظالم الذي استهدف الاسلام الاصيل .
 
ففي الشام وعند دخول سبايا آل محمد /ع/ .... دنا شيخ من الاما م السجاد /ع /
 
وقال الشيخ للامام / الحمد لله الذي اهلككم وامكن الامير منكم
فأجابه الامام ع / يا شيخ أقرأت القرآن ؟
فقال الشيخ / بلى
قال الامام/ ع / أقرأت ؟ قوله تعالى 
 
(قل لاأسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى)
 
وأقرأت ؟ قوله تعالى
 (وآت ذا القربى حقه)
قال الشيخ /نعم قرأتُ ذلك
فقال الامام /ع /(نحن والله القربى في هذه الايات)
(نحن اهل البيت الذين خصهم الله بالتطهير)
فقال الشيخ /بالله عليك أنتم هم ؟
قال ع /إنّا لنحن هم من غير شك /
فأسف الشيخ على ما مضى من قوله وتبرأ الى الله من بني امية الضالين .
إنظر/مقتل الحسين/ع/السيد المقرم/ص449.
 
 
 
 
 
 
 
وهذا الحوار الثنائي بين الامام /ع /والشيخ يكشف عن منهج الامام السجاد /ع/ العقلاني والمعتدل  في مكافحة الانحرافات الفكرية الخطيرة التي اصابت عقول الناس انذاك ومدى قدرته /ع/ على اقناع الخصم المغرر به واحتوائه .
  
 
 
 
 
 
 (المحور الثاني)/ عمل الامام السجاد /ع /بعد شهادة الحسين /ع /على إنماء الكوادر الرسالية الاسلامية والقواعد الواعية بالفكر والثقافة
الروحية والعلمية الرصينة بعد ما راى أنّ الامة كادت أن تحتضر وتموت روحيا وقيميا لما قام به بنو امية من خنق
للقيم والاصول الحقة واشاعة الفساد على حساب مصلحة الاسلام العزيز .والتأريخ كفيل ببيان ذلك المحور الذي عمل عليه الإمام زين العابدين/ع/ فالصحيفة السجادية وصحيفة حقوق الإنسان واحاديثه وتربيته لأصحابه فيها الكثير من الشواهد على منهج المعصوم/ع/ ووعيه وعمله لإصلاح الإمة.
 
 
 
وبعد ذلك كله امتدت مرة اخرى اليد الاموية المجرمة التي قتلت الحسين/ ع/ لتغتال الامام السجاد /ع/ بالسم في عهد سليمان بن عبد الملك الاموي .  /في سنة 95/للهجرة.
 
فإنا لله وإنا اليه راجعون/ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين /

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مرتضى علي الحلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/08



كتابة تعليق لموضوع : ((الامامُ عليُ بن الحُسَين:: زين العابدين(عليه السلام)))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net