صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

البوصلة دائما تشير الى فلسطين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

         العرب يتخلون رويدا عن فلسطين ويمدون أيديهم الى العدو الإسرائيلي في الليالي التي تخلو من ضوء القمر وفي العتمة هم يتفقون على الإتحاد من أجل مستقبل أفضل لهم وليس للقضية، فكل إتفاق مع تل أبيب يعني أن القضية تجهض وتحاصر وتحارب، وتغلق في وجهها المعابر والحدود، وتمنع من الدخول. وإذا مرضت فهي قريبة من الموت لامحال، والقضية الفلسطينية لم تعد مهمة بالنسبة للعرب الذين يجاهرون بالعلاقة اليوم، ولم يعودوا بحاجة الى الليالي المعتمة، ولم يعد يهمهم كثيرا ماإذا كان القمر منيرا، أم هو غائب عن الوعي والنور، فالعتمة والنور لم يعودا ذات قيمة في توصيف نوع العلاقة، والعرب اليوم يخافون من حزب الله الذي تسميه قنواتهم الإرهابي، بينما تتحدث بطلاقة عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتسميه رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويبعث العرب إشارات مفعمة بالترحيب للإسرائيليين، بينما يحشدون الجيوش ضد الحوثيين في اليمن وضد البحرينيين وضد السوريين، وحين تتحدث إليهم يقولون لك إن السبب هو السياسات الإيرانية الطائفية التي تمارس في العراق، والتي تدعم بشار ضد شعبه، وتهيج البحارنة، وتدفع الحوثيين للصدام، وبالتالي بدأ السؤال يأخذ شكلا آخر أكثر قتامة وفجائعية، فهناك مبرر، والعرب ينظرون الى إيران والشيعة بخوف، بينما لم يعودوا يخافوا من إسرائيل ويتركون الفلسطينيين لوحدهم في المواجهة، وبعد أن إستقطبوا حماس هاهم يعيدونها الى الدائرة الإيرانية ثانية وتقطع السعودية دعمها للبنان بحجة حزب الله، ويتخوف المصريون والأردنيون والمغاربة من مصير القطع هذا، خاصة وإن أسواق النفط تتعثر رويدا، وتهوي الأسعار بشكل غير مسبوق وغير معقول.

    العراقيون كرهوا فلسطين والفلسطينيين، ومنهم من ينظر بعدائية لكل فلسطيني، ويعود ذلك لأمرين، الأول، إن صدام كان يفضل الفلسطينيين على العراقيين، ويقدم لهم الدعم، بينما كان أطفال العراق يموتون، وكان على صدام أن يتحسب لذلك، ويقدم دعما متوازنا لشعبه ولفلسطين لكي لايخلف من بعده مثل هذه المشكلة التي دفع الفلسطينيون ثمنها، والأمر الثاني مشاركة بعض اللاجئين الفلسطينيين في العراق بعمليات إرهابية بحسب الإتهامات التي وجهت لهم بعد العام 2003 ، بينما لاينظر لهم بهذه الطريقة في إيران التي ترك روح الله الخميني إرثا يضم ذكرى القضية الفلسطينية، ووجه بإقامة يوم للقدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وهاهي طهران تعيد تقديم الدعم لحماس، وتعمل على توفير الأموال لإعمار المباني والبيوت المهدمة في غزة بفعل القصف الإسرائيلي.

    العرب يتخلون عن القضية الفلسطينية لأنهم يشعرون باللاجدوى، بينما يتخلى عنها العراقيون للأمرين الآنفين، في حين تتلقف إيران القضية، وعلى العرب أن ينتبهوا لأن اليهود لن يرحموهم فالصلح والمفاوضات هزيمة، والعقيدة اليهودية توصي بسحق البلدان العربية وتقسيمها وتدمير مستقبل شعوبها، وهكذا فإن إيران حين تتمسك بالقضية الفلسطينية فإنها تمتلك مفاتيح مستقبل الصراع، الإيرانيون أذكياء والعرب منفعلون، العراقيون كرهوا الفلسطينيين، والعرب شعروا باللاجدوى ويريدون التصالح مع إسرائيل، بينما طهران تدرك سر اللعبة وستنجح.

إكرهوا الفلسطينيين، ولكن لاتكرهوا فلسطين..

Pdciraq19@gmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/02/27



كتابة تعليق لموضوع : البوصلة دائما تشير الى فلسطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net