صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الوجوب الكفائي واستباقية الرؤى الفكرية
علي حسين الخباز

 

الوجوب الكفائي مشروع إبداعي على نحو يغري القراءة التأملية لمعاينته، وتحليل تلك الاستباقية التي تعني إجراءً وقائياً يقطع الطريق على أعداء الأمة، ويربك حساباتهم بعمل غير متوقع.
أما الرؤية فهي معالجة معنوية تكشف لنا حيوية رصد الواقع بجميع مكوناته، وما كان باستطاعة الوجوب الكفائي أن يكون فاعلاً دون توقيت انبثاقه المناسب، وتلك هي موهبة قراءة الواقع، وإدراك ما سينتج عنه كنتيجة، وما سيحصل، فكان المحتوى الموضوعي لهذا الوجوب هو احتواء أزمة لإنقاذ وطن تعرض لهجمة شرسة من قبل عصابات داعش، ولم تكن تلك العصابات قادرة على التمكن والتمدد والاحتلال دون ما تملكه بعض المحافظات من ولاء أعمى لا يدرك خطوته..! واليوم فعلاً، قد ظهر العمى جلياً عندهم، وأدركوا قذارة اللعبة، وضيق رؤى السياسيين، وهذا يدل على امتلاك المرجعية الرشيدة وعياً مختلفاً له مميزاته، وانبثق وجوبها الكفائي صاحياً معافى، بعيداً عن ازدواجية الأفكار التي يحملها أهل السياسة، وهو يميل الى تكوينه (الديني - الانساني – الوطني)، ولا علاقة له بتحزبات أهل السياسة، لهذا اعتنقته الجماهير بهذه السرعة المذهلة، وقالت: هذا الحشد لكل العراقيين، ولجميع الانتماءات.
وأصدر سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) نصائح كانت تحمل القدر الكبير من التمكن الاستباقي.. الجميع متأكد من نزاهة أبنائنا المقاتلين أينما كانوا، لكنها كانت تأخذ محورين: الأول: تحذيري ناتج من الخوف على الأبناء من الانزلاق في هفوات الغضب، وخاصة أن اللعب الاستفزازي هو أحد منهجية الاعلام التافه.
والمحور الثاني: تنويري؛ لكونه رسالة الى العالم، يعرفهم بقيمة منهجنا الحسيني، ولهذا رأينا العقل العالمي المتنور استلم الرسالة وقارن بها الفتاوى والخطب الوهابية المخلة بالضمير الانساني، والعالم يعرف قوة هذا الحشد الايماني الذي واجه لوحده أكثر من جيش، وجهة، ومدرسة سلفية، على قبلية، على قوميات أمية لا تجيد قراءة المستقبل..! ولولا القراءة الصحيحة للمرجعية المباركة، لما كانت الجذوة التي أنارت للشباب سبيل النهوض بالواجبات، وانبثاق هذه الرؤية الفكرية كانت من أجمل الرسائل الموجهة الى العالم تعرفهم بفلسفة النهوض الشيعي، لتغيير المفاهيم التي رسختها قوى الضلالة في ذهنية العالم، فهي فسرت خطئاً معنى الانتظار المهدوي المبارك، ولهذا قرر الشيعة انتظار منقذهم الموعود وهم على سواتر العزة والمجد.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/01



كتابة تعليق لموضوع : الوجوب الكفائي واستباقية الرؤى الفكرية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net