صفحة الكاتب : سرمد عقراوي

خواطر: طالب في ثانوية كلية بغداد (فترة السبعينات) ؟!
سرمد عقراوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تم قبولي في ثانوية كلية بغداد سنة 1973م بعد التخرج ن الصف السادس الابتدائي وبعد اجتياز امتحان القبول في ثانوية كلية بغداد بمعدل 83%  وهو امتحان لمدة يومين , يكون فية اليوم الأول لامتحان اللغة الانكليزية – الامريكية  150 سؤال (اختيارات) وعلى الطريقة الامريكية وكان اليوم الثاني امتحان المعلومات العامة (اعتقد كان متوفر باللغتين العربية والانكليزية –الامريكية) ولا اتذكر كم سؤال ولكن كان ايضا (اختيارات) .
كانت الدراسة باللغة الانكليزية – الامريكية في كل المواد الدراسية ما عدا اللغة العربية والدين , وكان لنا كتب خاصة في اللغة الانكليزية - الامريكية وفي العلوم والرياضيات وكان لثانوية كلية بغداد مختبرات للغة الانكليزية - الامريكية حيث تكون الدراسة بالسماع والترديد مع المسجلة لكل فصل من الفصول من هذه الكتب , حيث كان درس اللغة الانكليزية – الامريكية يقسم الى قسمين: 
ساعة للمحاضرة وساعة للمختبر اللغة الصوتي (إن صح التعبير), وهذا يعني (2) ساعتين باليوم , كما كان التعليمات تفرض علينا ( ليس فرض عقاب بل فرض مصلحة لتعلم اللغة) التحدث باللغة الانكليزية – الامريكية اثناء الفرصة (اوقات الاستراحة ما بين المحاضرات) واثناء فترة الغذاء واثناء الانتظار لركوب الباصات بغرامة 5 فلوس اذا تحدثنا باللغة العربية بيننا ؟! هههههه .... 
لم تكن الادارة صارمة في تطبيق هذه التعليمات الا اننا كنا نراقب انفسنا وندفع الـ 5 فلوس غرامة لاننا كنا ندري بانها تذهب لصندوق مساعدة الفقراء والمساكين .... لم ندرس المنهاج الحكومي العراقي في اللغة الانكليزية إلا في الصف الثالث المتوسط والسادس الاعدادي (بسبب امتحان البكالوريا) حيث نمر عليه مر الكرام في أقل من شهر واحد فقط ؟! 
(انتبهتم بان المنهاج الحكومي لوزارة التربية للمدارس العراقية هو اللغة الانكليزية بينما المنهاج الدراسي لثانوية كلية بغداد هو منهاج اللغة الانكليزية – الامريكية).
اسست ثانوية كلية بغداد سنة 1932م بطلب من مسيحي العراق الى البابا آنذاك وهي تتبع نظام التدريس اليسوعي Jesuits وهو نظام الدراسة للكنيسة الكاثوليكية في العالم , ومنه فلقد سميت كلية بغداد على اسم ولتشابه اسم بوسطن كوليج (مقر الدراسة اليسوعية Jesuits في الولايات المتحدة الامريكية) ومنه فاختصار كلمتي بوسطن كولج هو نفسه اختصار كلمتي بغداد كوليج BC , ومن الجدير بالذكر بان جامعة ديترويت هي ايضا من المدارس اليسوعية Jesuits , اذكرها لان اغلب الجالية الكلدانية العراقية تقيم في ديترويت وضواحيها.
تقع ثانوية كلية بغداد في الجانب الشرقي من مدينة بغداد والمسمى بالرصافة وفي منطقة الصليخ بالتحديد يقابلها من جانب الكرخ منطقة الكاظمية المقدسة على ارض شاسعة تحيط بها بساتين النخيل (آنذاك) وهذه المساحة الشاسعة تضم 4 ملاعب لكرة قدم بالمقاييس الدولية بحيث كانت جامعة بغداد (أكرر جامعة بغداد ليس لها أي علاقة ادارية بثانوية كلية بغداد) تقيم مباريات الدوري لفرق جامعات بغداد على ملاعب ثانوية كلية بغداد ؟! وملعبين (2) للعبة البيسبول حسب المقاييس الامريكية وملعبين (2) للعبة كرة السلة مع 6 ملاعب لكرة التنس و 10 ملاعب لكرة الهاندبول. 
كتب احدهم بان لعبة البيسبول قد دخلت العراق سنة 2003م مع دخول القوات الامريكية للعراق ؟! الا ان ذلك خطأ تأريخي فادح ؟! فلقد دخلت هذه اللعبه للعراق سنة 1932م مع الاباء اليسوعيين الذين اسسوا ثانوية كلية بغداد وكانت مباريات دوري البيسبول تجري في العراق بين صفوف ثانوية كلية بغداد المختلفه وبين فريق ثانوية كلية بغداد وفرق الطلاب المتخرجين من ثانوية كلية بغداد في كليات جامعة بغداد المختلفة ومنه فرق جامعة الحكمة وهي امتداد لثانوية كلية بغداد (اسسها الاباء اليسوعييون) لقبول خريجي ثانوية كلية بغداد بعد الاعدادية وامتحان البكالوريا.
تضم ثانوية كلية بغداد (آنذاك) 3 بنايات رئيسيه من 2-3 طوابق مبنية بالطابوق الاصفر مع ملحقين وبناية مطعم كنا نسمية كانتين Canteen وهو نفس التسمية الامريكية للمطعم في المدرسه وهو مرادف لكلمة كافيتيريا اليوم.
انتبهوا الى الذكاء العملي للامريكان ؟! بما ان ثانوية كلية بغداد تحتوي على الكثير من المختبرات ومنه مختبرات الصوت للغة الانكليزية – الامريكية والذي يتطلب اجهزة كهربائية صوتيه متخصصه وكثيرة ومتعددة ومختبرات الكيمياء والاحياء للصفوف الخامس والسادس اعدادي فلقد اسست الكهربائيات حسب النظام الامريكي وهو 120 ڤولت ؟! 
زين شلون الكهرباء بالعراق 240 ڤولت ؟! نو ݒروبلم ....ليست مشكلة ... No Problem 
فلقد نصبوا محولة عند نقطة دخول التيار الكهربائي في الصندوق الرئيسي والذي يحول الڤولتيه من 240 عراقي الى 120 امريكي ؟! ومنه فلقد كانت الاجهزة الكهربائية المتنوعه تشترى من امريكا وتشحن للعراق خصيصا لثانوية كلية بغداد وبدون اية مشكلة ؟!.
من الامور المميزة لأغلب مدارس امريكا ومن الثانوية والى الجامعة هي:
1. وجود كتاب سنوي يصور الحياة في الثانوية او الكلية او الجامعة ومنه اخذ صورة جماعية لكل صف مع استاذهم المشرف ؟! ومنه فلقد كان لثانوية كلية بغداد كتاب سنوي يسمى (العراقي) تنشر فيه هكذا صور ومنه صور طلاب السادس العلمي والذين سيتخرجون مع وصف بسيط لكل طالب وطموحه الدراسي , فيما يضم كل الصفوف كصور جماعية لكل صف على حدى مع استاذه المشرف , كان هذا الكتاب يوزع على كل الطلاب لقاء اجر بسيط ليغطي كلفة طبع الكتاب , لا ادري ان كانت المكتبة قد نهبت ايام الحصار الا ان هنالك نسخ على  الانترنيت ترجع الى سنة 1950م ؟! والقصد هنا بان خريجي ثانوية كلية بغداد لديهم هذه الكتب فقاموا بنشرها .....
2. عقد لقاء للخريجين كل 10 سنوات يسمى بـ ري يونيون Reunion في الثانويات الامريكية وهو اسلوب لطيف لاجتماع رفقاء الامس ليروا ما حل ببعضهم البعض ؟! لقاء الخريجين هذا يعقد في بوسطن لخريجي ثانوية كلية بغداد كل سنة ؟! ولقد نقلوا مكان اللقاء سنة 1996م فقط الى ديترويت بسبب هجرة الكثير من الخريجين الى امريكا بسبب الحصار ولقد حضرت اللقاء في فندق الحياة ريجنسي في مدينة ديربورن وبالتحديد في فيرلين مول .... 
حيث احيا الحفل الفنان الهام المدفعي (اذكره للتاريخ فقط لاغير). 
في الجانب الجنوبي الشرقي تقع  دور للسكن لسائقي باصات ثانوية كلية بغداد وهي نفس الباصات الامريكية ذوو اللون الاصفر المتميز والتي كانت تنقل طلاب ثانوية كلية بغداد من والى مناطق سكناهم في انحاء مدينة بغداد ومنه وبسبب عدم اهتمام الحكومة العراقية بثانوية كلية بغداد وطرد الآباء اليسوعيين عند مجئ حكم البعث للعراق سنة 1968م (تأميم الثانوية) واحالة ادارتها الى وزارة التربية العراقيه لم تكن اعداد الباصات كافية لنقل كل الطلاب من والى كافة ارجاء بغداد ومنه فلقد كانت الباصات مقسمه الى وجبتين: 
وكنا نسميها فرست وسكند (الاولى والثانية باللغة الانكليزية) ... فوجبة الباصات (الفرست – الاولى)  للكرخ ووجبة الباصات (السكند – الثانية) للرصافة (هذا صباحا) ومنه مثلا فجرس الدوام كان يدق الساعة 9 صباحا الا انني كنت من سكنة الكرخ فانا في وجبة (الفرست – الاولى) صباحا فكنت اركب الباص الساعة 7 صباحا واصل الى ثانوية كلية بغداد الساعة 8 صباحا وانتظر الى الساعة 9 صباحا لبداية الدوام لان الباصات ذهبت لتجلب الطلاب من جانب الرصافة والعكس صحيح فعند انتهاء الدوام في الساعة 2 ظهرا كنت انتظر الى الساعه 3 ظهرا لينقلني الباص الى جانب الكرخ ؟! فكنت اصل البيت الساعة 4 ظهرا تقريبا ومنه فوجبة (الفرست – الاولى)  صباحا تتحول الى وجبة (السكند – الثانية)  ظهرا وهذا يعني بأن الطلاب وجبة (الفرست , الاولى) صباحا كانوا مظلومين ؟!  لان عليهم ان ينتظروا ساعتين (2) ساعة صباحا وساعة ظهرا.  
كنت استغل هذه الساعة الصباحية في الذهاب الى المكتبة والدراسة ايام الامتحانات أو للعب كرة القدم او كرة السلة او البيسبول او التنس او الهاندبول أو قضاء الوقت في النقاشات العامة من فكرية الى ادبية الى علمية الخ  في الايام الاخرى وبقية الطلاب كانوا هكذا كل حسب ميوله واهتماماته.
كنت اعتقد بأن دوامي كطالب في ثانوية كلية بغداد كان 9 ساعات باليوم لانني كنت من سكنة جانب الكرخ ؟! بينما كان دوام طالب في ثانوية كلية بغداد ساكن في جانب الرصافة 7 ساعات باليوم ؟! 
ومنه فدوام طالب اعدادية في منطقته 5 ساعات باليوم ؟! 4 ساعات الدوام الرسمي وخلي نقول نصف ساعة للذهاب ونصف ساعة للرجوع ؟! 
ولكن وانا اكتب هذه السطور انتبهت بان دوامي في ثانوية كلية بغداد كان لمدة  11 ساعة باليوم ؟! ليش ؟!
6:00  صباحا (الاستيقاظ من النوم).
6:00 – 6:15 صباحا (غسل الوجة والاسنان ووجبة الفطور)
6:15 – 6:45 صباحا (المشي الى الشارع العام لركوب الباص – احتياط 15 دقيقة (يجوز يجي الباص قبل الموعد).
7:00 – 8:00 صباحا (في الباص وجبة (الفرست – الاولى) باتجاة الصليخ عبر جسر الائمة وساحة عنتر باتجاه ثانوية كلية بغداد في الصليخ).
8:00 – 9:00 صباحا (انتظار الدوام , دراسة في المكتبة أو لعب كرة قدم , سله , بيسبول , هاندبول , تنس , الخ). 
9:00 – 2:00 ظهرا ( دوام , المفروض 4 ساعات بس ساعة اضافية لان درس اللغة الانكليزية – الامريكية هو  2 ساعتين ساعة نظري وساعة عملي مختبر صوتي).
2:00 – 3:00 ظهرا (انتظار الباص للذهاب الى البيت في وجبة (السكند – الثانية) دراسة في المكتبة أو لعب كرة قدم , سله , بيسبول , هاندبول , تنس أو المناقشات أو الخ). 
3:00 – 4:00 ظهرا (رحلة العودة في الباص الى البيت , الطلاب متعبين بعد نهار دراسي شاق).
4:00 – 4:30 ظهرا (المشي الى البيت من الشارع العام مع جنطة الكتب والتي وزنها 10 كيلوغرام .... هههههه).
كنت انام فور وصولي البيت من التعب ولان ورائي دراسة , من الساعة 6:00 عصرا وحتى الساعة 11:00 مساءا تتخللها فترة عشاء وصلاة فقط ولذلك كنت اطلع قهري بالعطل وخصوصا الصيفية , ولا تقولي لي يوم الجمعة عطلة ؟!
هههههههههههههه .... 
الجمعة كانت عطلة بعدم الذهاب الى المدرسة فقط ؟! ولم تكن عطلة عن الدراسة ؟! لأنه كل سبت (بداية الاسبوع الدراسي آنذاك) اكيد كان عندنا امتحانين او ثلاثة ؟! ولا تنسوا الاختبارات المفاجئة والتي تسمى بـ كويز Quiz  ؟! كل يوم (أكرر كل يوم) ؟! لأن ثانوية كلية بغدام لم تكن تتبع المنهاج الدراسي لنظام المدارس الاهلية الخاصة الامريكية فقط بل مدارس المتفوقين في الولايات المتحدة الامريكية وهي ليست بالطبع كالمدارس الحكومية الامريكية المتدنية المستوى (اغلبها وليس كلها – تعتمد على المنطقة الجغرافية) ؟! والقصد هنا لقد كانت ثانوية كلية بغداد ليس فقط مدرسة امريكية بل مدرسة امريكية وخاصة وللمتفوقين (اليوم يسمونها للمتميزين).
احلى يوم كان الخميس بعد الرجوع من المدرسة والنوم والاستيقاظ عند الساعة 6:00 عصرا لانني كنت التقي مع بعض الاصدقاء من ثانوية كلية بغداد ونتمشى في شارع المنصور من شارع 14 رمضان مرورا طبعا بمرطبات الرواد والى جسر الخر بالقرب من نقابة الاطباء والهلال الاحمر العراقي ثم نعود ادراجنا الى بداية شارع المنصور الى شارع 14 رمضان وفي بعض ايام (الخميس) كنا نتجول في شارع الكرادة , الا ان المنصور كانت المفضلة عندنا.
الصفوف في ثانوية كلية بغداد كانت متميزة وليست كصفوف بقية المدارس في العراق ؟! لانها كانت تضم طلاب من اغلب احياء بغداد ومناطقها ومنه فالصداقات القائمة كانت تضم طلاب من مختلف احياء بغداد ومناطقها ومنه فاغلب (أكرر أغلب) طلاب ثانوية كلية بغداد لم يكونوا معروفين في مناطقهم لسببين: 
الاول لانهم مشغولين بالدراسة فلا يشاركون ابناء جيرانهم في اللعب خارج الدار في المنطقة.
الثاني لانهم لا يداومون في المتوسطة او الثانوية او الاعدادية لذلك الحي او المنطقة .
كانت الصداقات تنشأ في الصف الواحد وهذا أمر طبيعي ؟! الا أنه وفي نفس الوقت كانت هنالك صداقات مع طلاب من صفوف أخرى لاسباب متعدده منها الجيرة (جيران في نفس المنطقة) , الجلوس في الباص على نفس المقعد , الدراسة في المكتبة سوية , لعب كرة القدم أو السلة او البسبول او الهاندبول او التنس , الخ ؟! أو لتشابه الاراء والافكار في النقاشات العامه والخاصة ؟! ومنه مثلا كان في كل صف عدة مجموعات كنا نسميها آنذاك (كومݒني) ومعناها باللغة الانكليزية هو: شركة تجارية أو صحبة (من الاصحاب) واعتقد بانها اليوم تسمى گروب (مجموعة) ومنه مثلا في المجموعة التي كنت انا فيها كنا 5 طلاب ومن هذه المناطق: المنصور (شارع الاميرات) , 14 رمضان , اليرموك (4 شوارع) , الكاظم (شارع الكورنيش) , الكرادة (شارع المسبح) , فكنا نلتقي كل خميس عند الساعة 6:00 عصرا عند تقاطع شارعي 14 رمضان مع شارع المنصور ثم نبدأ بالتمشي والى جسر الخر ثم نعود مع التوقف طبعا عند دوندرمة الرواد والتي لا تبعد عن هذا التقاطع الا بمسافة قصيرة ثم محطتنا الثانية كانت اورزدي باگ ومن ثم الى محل كان يسمى بابيت يبيع احدث موديلات الملابس الرجاليه الاجنبية وهو بعد الفلكة (الدوار) المقابل لشارع وزارة النفط ومكتب الخطوط الجوية العراقية ومنه الى الفلكة (الدوار) التي بعدها (نسيت اسمها ويمكن ما كان لها اسم) الا انها كانت اذا استمريت فيها شرقا فستصادف جسر الخر ونقابة الاطباء وجمعية الهلال الأحمر العراقي واذا انحرفت منها يسارا (باتجاه الشمال) فستصل الى فلكة ابو جعفر المنصور مرورا بالاسواق المركزية على جهة اليسار والتي كانت سابقا اصطبل لخيول (الريسز) كلمة انكليزية تعني سباقات ومنه فالايس كريم من الرواد يمنحنا الطاقة للوصول مشيا الى هذا المكان الا اننا كنا نتعشى هناك ؟!  فآنذاك كان هناك مطعم يبيع الدجاج بالتنور وهنالك مطعم يبيع الكص (الشاورما) على الطريقة اللبنانيه وهي كانت المودة الماشية آنذاك.
ولاننا كنا 4 من الكرخ وواحد فقط من الرصافة فكنا نقضي اغلب ايام الخميس هذا في المنصور الا في حالات بعض المناسبات كنا نذهب الى الكرادة لنتمشى في شارعها الرئيسي ..... هذا بالنسبة للترفيه عن النفس ؟! الا اننا كنا نلتقي للدراسة قبل يوم او يومين من امتحان شهري صعب في بيت من بيوت احد افراد المجموعه.
أيام الاشهر الثلاثة الاولى من الدوام في الصف الأول المتوسط كانت الاصعب حيث كانت المحاضرات بالانكليزي – الامريكي مع كون الاستاذ يتكلم عربي فيترجمها لنا وفي بعض الاحيان يتركها لنا لنترجمها في البيت ؟! كل المواد باللغة الانكليزية – الامريكية ماعدا مادة اللغة العربية والدين ؟! الا اننا كنا ناخذ ساعتين باليوم درس اللغة الانكليزية - الامريكية ومنه حفظ الكثير من المفردات فاصبح الامر سهل علينا بعد 3 شهور وحلول السنة الجديدة.
من الجدير بالذكر بان أحد الآباء اليسوعيين قد كتب عن ثانوية كلية بغداد كتاب سماه:
اليسوعييون (على ضفاف) دجلة (يقصد نهر دجلة)  Jesuits by the Tigris 
وهذا الكتاب متوفر على شبكة الانترنيت ببلاش ؟! الا انني اعتقد بأن القليل من طلاب او خريجي ثانوية كلية بغداد قد قاموا بقراءته ؟! لان هكذا هي عقلية اغلب سكان الشرق الاوسط بعدم الاهتمام بالتفاصيل الا ما رحم ربي .... 
ومنه فانكم ترون بأم اعينكم بانني يمكن الوحيد الذي كتب عن هذه التجربة الفريدة في العراق بل في الشرق الاوسط ....
مع بداية عطلة رأس السنة وبعد 3 شهور من الدراسة القاسية ذهبت مع خالتي للترحيب بجيراننا الجدد ؟! ويال هول المفاجئة دكتور ودكتورة عراقيين درسوا في الولايات المتحدة الامريكية وعادوا الى العراق ضمن قانون الكفاءات ...
 ولديهم 3 بنات وولد ..... والكل لا يتكلمون العربيه على الاطلاق ... والخبر المفرح هو بان الولد بعمري بالضبط ..... 
وهو طالب في ثانوية المنصور التاسيسية ولم يستطع من دخول ثانوية كلية بغداد لانه تأخر في الوصول للعراق .... 
الحمد لله رب العالمين على هذه الصدفة ... 
بل هذا ما قاله الابوان لي من عرفوا بانني طالب في ثانوية كلية بغداد وايضا من شافوني اتكلم مع ابنهم بسهولة جدا ... ولكن ليس بطلاقة (في ذلك الوقت) ؟! فقالوا لي البيت بيتك انت تعلم اولادنا عربي وهم يعلمونك الانكليزية - الامريكية. 
لن اذكر كل التفاصيل عنهم حفاظا على خصوصية العائلة الا انهم كانوا قد جلبوا معهم تقريبا 50 صندوق حديدي يشتمل على كل اغراض واثاث بيتهم في الولايات المتحدة الامريكية ومن ضمنه مكتبة عامرة بكافة انواع الكتب ومن ضمنها مجموعة موسوعات في التاريخ والجغرافيا والعلوم بمجلدات تفوق الـ 100 مجلد .... 
كل شيئ في البيت امريكي ... الاثاث , ادوات المطبخ , الالعاب (اشكال والوان من الالعاب الامريكية من الرياضة الى الالعاب الذهنية كلعبة منوبولي ولعبة رسك ولعبة سكرابل , الخ ) , الدرجات الهوائية , اسطوانات الموسيقى , عدة آلالات موسيقية , انواع واشكال من افلام الفيديو سواءا اكانت افلام تجارية مشهورة في الولايات المتحدة الامريكية او حتى افلام رحلات العائلة في الولايات المتحدة الامريكية ؟! 
بإختصار شديد من تدخل البيت تشعر وكانك في بيت في الولايات المتحدة الامريكية بالضبط ؟! واصبح بامكاني استعمال كل هذه الاشياء بموافقتهم بل انهم كانوا يطلبون مني استعمال كل هذه الاشياء لكي اترجم لهم بالعربي .... 
انتابني شعور وانا اصلي صلاة العشاء تلك الليلة بان الله يريدني ان اتعلم كل شيئ عن الولايات المتحدة الامريكية لسبب كنت (أكرر كنت) اجهله .... 
والا معقوله انا ادخل ثانوية كلية بغداد الامريكية ويجي يسكن بجانب بيتنا كجيران ناس عراقيين كانوا عايشين في الولايات المتحدة الامريكية ورجعوا للعراق وجايبين كل الاغراض الامريكية ولا وچماله ابنهم بنفس عمري ولا يتكلم العربية حتى اضطر اتكلم انكليزي – امريكي معه لكي اضبط اللغة الانكليزية – الامريكية خلال سنة واحدة فقط لا غير ... 
وليس فقط ضبط اللغة بل التعرف على المجتمع الامريكي من خلال ما جلبوه للعراق مما ذكرته في وصف بيتهم ... 
وكل هذا في متناول يدي ؟! شيئ لا يصدقه العقل ....  
خلال سنة واحدة فقط اتقنت اللغة الانكليزية الامريكية وليس هذا وبس ولكن تعرفت على المجتمع الامريكي وعن قرب جدا جدا بالعيش في بيت امريكي – عراقي ان صح التعبير .... 
مع العلم بانه كان لهذه العائلة اصدقاء من حملة الشهادات العليا والذين ايضا رجعوا للعراق بسبب قانون الكفاءات ومنه فالبعض منهم كانت زوجته امريكيه ومنه فأنا وبعمر 13 سنة  وبالاختلاط مع هذه العائلة واصدقائهم من العراقيين المتزوجين من امريكيات واولادهم .... كنت عندما يقيمون حفلة عيد ميلاد ويدعونني اليها كان البعض من الحضور يعتقد بان والدتي امريكية او انني كنت ساكن في الولايات المتحدة الامريكية ورجعت للعراق .... 
ليس فقط بسبب اتقاني للغة بل معرفتي بالاتكيت الامريكي والذي تعلمته منهم .... 
لم يكونوا عائلة فالتون بل كانوا ملتزمين حد الصلاة والصوم وعلى بساطتهم ... وكاي عائلة عراقية من الطبقة الوسطى آنذاك لم يكن الدين مهم جدا في حياتهم ولكن يمكن كطقوس يجب ان تمارس ....
بعد ان علمته العربية وعلمني المحادثة بالانكليزية – الامريكية والكثير من الكلمات والباقي تعلمته في ثانوية كلية بغداد سالته ذات يوم ؟! لماذا رجعتم للعراق ؟! قال: 
اخواتي اصبح عمرهن 15 سنة وقد سمع ابي في يوم من الايام يتحدثن عن موضوع البوي فريند (صديق ولد) يقول: 
ثاني يوم كان ابي بالتباحث مع امي قد قرروا الرجوع للعراق وبعدها بشهر فقط وصلنا الى العراق .....
استمر الحال هكذا بالنسبة لي بالدوام في ثانوية كلية بغداد وفي الصيف وايام العطل كنت اقضي معظم وقتي مع هذه العائلة العراقية – الامريكية واصدقائهم الامريكان العراقيين الى ان خرجت من العراق في نهاية السبعينات الى بريطانيا اولا كطالب نفقة خاصة لمدة 18 شهر ومن ثم الى الولايات المتحدة الامريكية كطالب نفقة خاصة حيث درست وتخرجت كمهندس مدني وعملت في مجال الهندسة المدنية لمدة 25 سنة ثم عدت للعراق سنة 2006م لاشارك في اعمار العراق .... 
وما زلت في العراق ... وان شاء الله سابقى في العراق ... الى ان يقبض الله أمانته .....
 
29-02-2016م
مع تحيات المهندس سرمد عقراوي
كتاباتي ليست لا تفاخرا ولا مدحا بنفسي لا سامح الله ولكنني عشت في الغرب معظم حياتي وتعلمت منهم بان اكتب عن تجاربي في الحياة وكما يكتبون هم عسى ولعلها ان تنفع الاخرين ؟! وكما انا انتفع واستفيد من قراءة تجارب الاخرين؟! ومن باب زرعوا فاكلنا نزرع فيأكلون ؟!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سرمد عقراوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/01



كتابة تعليق لموضوع : خواطر: طالب في ثانوية كلية بغداد (فترة السبعينات) ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : جيا ، في 2019/08/14 .

استمتعت جدا وانا اقرا هذه المقاله البسيطه او النبذه القثيره عنك وعن ثانويه كليه بغداد.
دخلت مدونتك بالصدفه، لانني اقوم بجمع معلومات عن المدارس بالعراق ولانني طالبه ماجستير في جامعه هانوفر-المانيا ومشروع تخرجي هو تصميم مدرسه نموذجيه ببغداد. ولان اخوتي الولد (الكبار) كانو من طلبه كليه بغداد فهذا الشيء جعلني اعمل دىاسه عن هذه المدرسه. يهمني ان اعلم كم كان عدد الصفوف في كل مرحله

• (2) - كتب : سيف الدين ، في 2016/03/03 .

لاشارك في اعمار العراق .... ???

العراق تعمر ما شاء الله بكم وامثالكم




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net