السيد نصر الله: السعودية تريد الفتنة ولن نسكت عن مجازرها حتى لو سكت العالم

 أكد الأمين العام لـ “حزب الله” أن بقاء الحكومة مصلحة وطنية ولا ننوي الاستقالة منها، وكذلك هو الحوار “ولا يمننا أحد بالبقاء في الحكومة والحوار. من أراد فليستقل أما نحن فلن نستقيل منها (الحكومة)”.

وأعلن من ناحية أخرى، عن تحمله هو و “حزب الله” مسؤولية المشكلة مع السعودية، وبالتالي “لا يحق لها معاقبة لبنان”.

وأشار نصرالله، في كلمة متلفزة، إلى أن هناك قوى سياسية لا تريد انتخابات بلدية لأسباب محددة، وحاول هؤلاء تحميلنا المسؤولية وقلنا أننا مع الانتخابات ولا مشكلة لدينا. ولفت الانتباه غلى ان هناك طرفا يريد التأجيل لأسباب مالية وتنظيمية وسواها.

وشدد نصرالله على أنه لا 7 أيار جديد ولا قمصان وكل ما يحكى مجرد تهويل، وأكد “أننا لم نتحدث عن قلب الطاولة، ومن يريد أن يقلبها فليفعل، أما نحن فلن نقلبها، لأننا نريد أن تبقى الطاولة موجودة وأن نبقى حولها جميعا”.

وإذ شدد على أن “ما يجري بيننا وبين السعودية يجب أن يبقى لبنان محيدا عنه”، أكد أن “هذا الأمر أدخل لبنان في مناخ من التوتر على المستوى الإعلامي والشعبي، ما أدى إلى بروز مخاوف لدى اللبنانيين”.

وشدد على أن السعودية تعمل على إحداث فتنة سنية شيعية، وهي قتلت الشيخ نمر النمر لإشعال نار الفتنة.

وتطرق نصرالله إلى الـ “السكاتش” الذي عرضته قناة “MBC”، مشيرا في هذا الإطار إلى أن التحركات التي حدثت في الشارع عفوية ومن المحبين، ولم تتم بتنظيم من قبل “حزب الله”. وانتقد الطريقة التي لجأ إليها الإعلام السعودي “وهي دليل ضعف وعجز”. وقال: “نحن في معركة وموقفنا في المنطقة واضح. ويمكن أن يخوض أي كان معنا معارك بطرق مفيدة. لكن عندما يصل الأمر إلى هذا الحد فهذه أمور تافهة. نحن نعرض حقائق فليكذبونا ولندخل في نقاش حقيقي. لكن هذا المستوى هزيل ولا يستحق الرد أو التعليق”.

وتوجه نصرالله إلى الذين شاركوا في الاحتجاجات ضد الـ “سكاتش” بالدعوة إلى عدم السب والشتم وعدم قطع الطرق، لأن ذلك كمن يطلق النار على نفسه. فعندما تقطع الطرق تقطع على أهلنا وليس على MBC أو السعودية”. وقال: “عندما تكون هناك برامج تستهدفني أو تستهدف حزب الله فيجب أن نفتش عن ردود فعل حضارية تخدم أهدافنا لا أهداف العدو أو الخصوم”، مشيرا في هذا الإطار إلى أن “إسرائيل والسعودية يريدان إشعال الفتنة بين السنة والشيعة”.

وعن وقف الهبات السعودية، قال نصرالله إن السعودية لديها الآن أزمة مالية، لذلك السبب لا يتعلق بموقف “حزب الله” ولا بحرب سوريا أو اليمن.

مؤكدا أن السعودية استغلت المشكلة مع الحزب رأت السعودية أن تعلن عن موقفها وحملت المسؤولية في ذلك لـ “حزب الله” أي أنهم “حملونا مسؤولية وقف هبة هي متوقفة أصلا. السعودية لا تريد أن تدفع الهبة”.

وأكد نصرالله أنه منذ وفاة الملك عبدالله انتهى مشروع الهبة السعودية، وكل المعطيات تدعم هذه الفكرة، موضحا أن السعودية اتخذت إجراءات تصعيدية وعملت على تنفيذها، ثم قيل أنها هددت بإجراءات جديدة، وتردد ذلك عبر وسائل الإعلام، وخرجت إشاعات كثيرة كوقف الرحلات السعودية إلى لبنان، وسحب الودائع السعودية من مصرف لبنان، والطلب إلى السعوديين بسحب أموالهم من المصارف اللبنانية، ثم الحديث عن طرد اللبنانيين المقيمين في السعودية.

وأضاف: “السعوديون لم يتحدثوا عن تلك الإجراءات، لكن بعض اللبنانيين رددوا هذا وكذلك بعض وسائل الاعلام التي تهيمن عليها السعودية، في حين لم يصدر هذا الأمر عن أي جهة رسمية سعودية”. ولفت الانتباه إلى أن المناخ العام تصعيدي، “ولدينا معلومات رددها بعض المسؤولين اللبنانيين حول انتظار عاصفة حزم باتجاه لبنان. هذه أمانيهم. وعلى هذا الأساس نشأت معركة في لبنان عنوانها عروبة لبنان، الهوية العربية، الانتماء العربي، الإجماع العربي. لكن هل هذا هو السبب؟”، وراء هذه الإجراءات السعودية.

وإذ سخر نصرالله من القول بأن “حزب الله” يسيطر على الحكومة، مشيرا إلى أن هناك بعض الأحزاب أكثر منه تأثيرا في الحكومة، أكد أن ما حدث مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، هو توظيف داخلي تجاه الجنرال ميشال عون وحلفاء “حزب الله”، طالبا من الحلفاء عدم الدخول في الحرج لأن “حزب الله” قادر على خوض المعركة منفردا ولديه الإمكانات لذلك.

وأوضح نصرالله أن السعودية غاضبة من لبنان ليس من اليوم ولكن منذ 2005، وهي قامت بحملات كثيرة عبر وسائل إعلامها المختلفة، وهي منذ ذلك الوقت تخوض حربا علينا. نحن لم نفتح المشكلة معها، وسكتنا على كل التجاوزات من تزوير وتلفيق وأعمال أمنية لمدة 11 سنة، وهي فعلت كل ما تقدر عليه في حربها، حتى أن عبارة أن حرب تموز المطلوب منها سحق حزب الله هي عبارة أحد الأمراء السعوديين”.

وقال: “كنا نسكت لأجل البلد، وقد سكتنا على قطع الرؤوس في القطيف وعلى سحق الدبابات السعودية لعظام البحريين، وكنا نطالب بحوار إيراني-سعودي، وسوري-سعودي”.

وأشار إلى ان السعودية نفقت ملايين الدولارات في حربها على سوريا وكذلك فعلت عندما قامت بإرسال السيارات المخخة إلى العراق ولبنان. وكنا نسكت على اعتبار أن ما يقال هو تدخل غير مباشر من السعودية في الحرب. أما في اليمن فقد دخلت السعودية الحرب بشكل مباشر، ولم يعد بإمكاننا السكوت على المجازر التي ترتكبها بحق اليمنيين واستهداف المدارس والمستشفيات. لذلك بدأنا الكلام عن تلك الحرب وسنستمر ولن نسكت حتى لو سكت العالم”.

ولفت أمين عام “حزب الله” إلى أن الذهنية السعودية هي ذهنية ملوك وأمراء تقوم على الحق بفعل أي شيء فيما المطلوب هو السكوت “وهذا ما لم نفعله”.

وشدد على أنّ “وقوفنا ضد العدوان على اليمن هو جريمتنا التي نفتخر فيها”، وقال: “أشرف شيء قمت به في حياتي هو الخطاب الذي القيته في اليوم الثاني من الحرب السعودية على اليمن”.

ورأى أنّ “في كل الإعتبارات والموازين وحتى بالمصلحة الوطنية اللبنانية لم يكن من الممكن أن نسكت عن الجرائم التي ترتكبها السعودية في اليمن”، لافتاً الانتباه إلى أنّه “عندما يُسكت عن الحرب السعودية على اليمن يعني أن هناك شرعية لشن أي حرب في العالم العربي والإسلامي”.

وأكّد أنّ المشكلة هي مع “حزب الله”، وكل ما يحصل هو أن “المطلوب من الحكومة والقوى السياسية واللبنانيين المقيمين والمغتربين مواجهة “حزب الله” ومقاتلته، حتى يتراجع عن موقفه.

وحول المواقف التي حمّلت “حزب الله” مسؤولية تراجع العلاقة مع السعودية، أوضح نصرالله أنّ “السعودي يريد الضغط عبر اللبنانيين”، مشيراً إلى أنّ “القضية ليست قضية الحرب في سوريا بل التجرؤ على صاحب الجلالة”، لافتاً الانتباه إلى أن “السعودية التي تتعامل هكذا في اليمن وسوريا والعراق والبحرين تتعامل هكذا مع لبنان”.

وختم نصر الله قائلا: “افعلوا معنا ما شئتم، ومن لديه مشكلة معنا فليكمل معنا ولكن لا علاقة للبلد ولا للبنانيين”، متسائلاً: “لكن ماذا تريدون من الناس والدولة والجيش وحلفائنا؟”.

وكان نصرالله قد استهل كلمته بتقديم التعازي لعائلات الشهداء الذين قضوا على ايدي تنظيم داعش بينهم الشهيد علي فياض خلال تحرير طريق خناصر حلب.

النهاية

الموضوع السابق المرجع الحكيم یستنکر تفجیرات بغداد والمقدادية ویطالب باستتباب الأمن وحماية المدنيين

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat