صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

التسابق في الفوضى وكيل التهم لحماية الارهاب
عبد الخالق الفلاح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حاول ساسة الغرب والدول الوضيعة المرتبطة بها في محو معالم الدولة العراقية الموحدة ممهدين الطريق أمام القوى الإقليمية التي تنتظر اللحظة المناسبة لقضم قطعة من العراق، وتأجيج الصراع المذهبي في كل مناسبة تتسنى لها، معتبرة "أن الهيمنة على العراق ومقدراته وشعبه هي البوابة الرئيسية لغزو منطقة الشرق الاوسط.".وما تدهور الوضع الأمني في ديالى في الايام الماضية التي لم تكن إلإ بفعل السلوك المنحرف لبعض الساسة في الداخل ، بالنبرة الطائفية والمذهبية والاستهداف والتشويه الممنهج وكيل التهم الذي يمارسه بعض الخونة ضد ابناء الشعب العراقي والحشد الشعبي المقدس والقوات المسلحة هو بمثابة اطلاق شرارة الفوضى والدمار والتنكيل بالهوية الوطني .لان السعار الطائفي والولاء للاجندة الخارجية لاشغال القوات المسلحة في اداء واجبهم بالشكل المطلوب لاستباب الوضع الامني لم يكن إلا جزء من مهام هؤلاء في تعثير متطلبات مهماتهم الوطنية وفي تطهير البلد .  ولقد عمي هؤلاء في الحديث عن مايجري بشكل سليم وصادق دون اعوجاج لانها لاتختلف عما يجري مع الاسف في الكثير من المناطق  حيث الهجمات تستهدف المدنيين في العراق منذ التغيير في سنة 2003 لاتستثني لا قومية ولا دين ولا مذهب، ويقيمون الدنيا ولايقعدوها ويشغلون الناس ويتصدرون الواجهات الاعلامية ويملؤون الفضائيات صياحا وضجيجا من اجل ارضاء ضميرهم الميت وفي توتير الاوضاع الامنية و نشر الفوضى ويتسابقون عليه بعد كل احساس بالخطر في دفع الارهاب المتسترين علية  ؟ويكتفون باجتزاء الصورة التي تهم مصالحهم وتسليط الضوء فقط على ما يمكن ان ينفع اهداف العصابات السياسية المنحرفة والارادات الخارجية الساعية لتحقيق مشاريعها والتي لن تتردد في استهداف ما ينفع المجتمع الموحد .وبدعم خبيث تشترك فيها قوى دولية طامعة واعلامية كبيرة وشرسة ومخابرات دولية وفضائيات عربية وعالمية ومنظمات حقوقية وإنسانية كاذبة في تناغم واضح ومكشوف تتراقص على دماء شهداء العراق من كل المكونات والهدف تحييد ومحاصرة القوى الخيرة المدافعة والمقاومة الوطنية ونزع سلاحها تمهيدا لضربها وشرعنة العمليات الارهابية لداعش والقوى الشريرة الاخرى ومن عصابات البعث  و التحالف الدولي الغربي المشبوه في دعم قوى الكفر و الطائفية السعودية كما فعلت في نينوى والمحاولة في اعادة التجربة مرة اخرى ومن ثم تكريس التقسيم وتبرير مواقف الداعين اليه وإشعال محافظة ديالى وخاصة المقدادية االمهددة بالفوضى في اي لحطة واستهداف وحدة مكوناتها ولتنطلق منها الدعوات المعلومة الحال في التدويل  واستجلاب مزيد من القوات الأجنبية وتبرير دخول قوات طائفية خارجية كما حدث في البحرين! هذه الحملة المسعورة اسقطت كل الحدود وتجاوزت كل الخطوط . إذ انتقل العنف وتغيرت أولوياته من موجه ضد داعش إلى عنف موجه ضد الشعب العراقي من خلال تدمير ما تبقة من البنى التحتية، ولمحاربة ما يطلق على الحكومة المركزية المتهمة بالطائفية . كما أن العنف الذي يمارس من قبل جهات محسوبة في داخل العملية السياسية ، و من جهات طائفية موجهة ، تعيث في الأرض فسادا،. وباسمها تم  تقنين الدفاع عن المجرمين والقتلة، إذ ان  تم إلقاء القبض على أي إرهابي أو مجرم يحاول هذا الطابور ومن معهم بربطها  بالطائفة او العشيرة التي ينتمي إليها وفعلاً عادت العصبية العشائرية لتفعل فعلها وذهبت انفس بريئة ضحايا وقرباناً لهم ولنواياهم ولكن في ثوب التعصب الطائفي، وغاب الحس الوطني، وعادت لغة التبرير للأخطاء، وبرزت نظرية المؤامرة الطائفية، بدلا من المؤامرة الأجنبية. وأصبح العدو داخليا وليس خارجيا وأصبحت سيادة البلد مزدوجة الاختراق، فمن ناحية العملاء الذين يسعون لعرقلة بناء المشروع الوطني العراقي، ومن ناحية أخرى فتح العراق بصورة علنية وطوعية أمام الدول الاقليمية والعربية بدعوى نصرة هذه الطائفة أو تلك. لقد ساهمت الطائفية في إعاقة بناء الدولة، إذ أصبح المعيار الطائفي الأكثر حضورا في عميلة البناء، وبدلاً من ان تكون وتشكل  الدولة الحديثة وتقوم على أساس المواطنة والتكافؤ في الفرص ، غدت دوائر الدولة موزعة بين الطوائف والقوميات والمذاهب دون اثر للكفاءة والقدرة والمهنية ، وأصبحت أيضاً مجالا لاستقطاب الخاملين والمفسدين، وشرائع للجان الاقتصادية المرتبطة بهذه التشكيلات واستشرت عمليات النهب والسلب، طالما أن الحماية الطائفية والحزبية  تضمن لهم الأمان عند المواجهة. وغابت معايير الوطنية في المراقبة والمحاسبة خوفا من الاتهام بالطائفية وسطوت الاحزاب الفاشلة وأصبح الاعتماد على المحاصصة ، بدلا من المعايير السياسية الحديثة ، وباسم الطائفية  تم الاستخفاف  بنتائج و الاستحقاقات الانتخابات لتتحول إلى الاستحقاق الطائفي والمذهبي والقومي دون المعايير الواقعية للادارة المؤسساتية وفق العلوم الحديثة ومقاسات التخصص. بعد ان تسبب الأميركان في محو معالم الدولة العراقية الموحدة، ممهدين الطريق أمام القوى الإقليمية التي تنتظر اللحظة المناسبة لقضم قطعة من العراق، وتأجيج الصراع المذهبي في كل مناسبة تتسنى لها، وثم لتقطيعه المنطقة الى دويلات واقاليم ومشيخات حسب رغباتهم ومقاصهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/05



كتابة تعليق لموضوع : التسابق في الفوضى وكيل التهم لحماية الارهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net