صفحة الكاتب : نزار حيدر

دَليلُ الاحباطِ واليأسِ بعدَ الهَزيمَةِ
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لـ (بلادي) الفضائيّة عن الملفّ السّوري وتخرّصات نظام القبيلة؛
دَليلُ الاحباطِ واليأسِ بعدَ الهَزيمَةِ
 
   لقد نجح الرّاعيان الدّوليّان، الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية، لحد الان في فرض احترام قرار وقف الحرب في سوريا على كل الاطراف التي ظلّت تدعم الارهاب بكلّ أسباب الديمومة والاستمرار، ما فسح المجال لتنفيذ اكبر وأوسع عمليات اغاثة إنسانية تشهدها البلاد منذ الأزمة قبل حوالي ستّة أعوام ولحد الآن، وبالتعاون مع الدّولة ومختلف اجهزتها خاصة الامنيّة والعسكريّة التي تفرض الان سيطرتها وهيبتها على مناطق واسعة من الاراضي السّورية التي كان يسيطر عليها الارهابيّون الى وقت قريب مضى.
   واذا أرادا، الرّاعيان، ان ينجح الحلّ السّياسي فينبغي عليهما، وتحديداً واشنطن، ان تُمارس المزيد من الضّغط على حلفائها في المنطقة لوقف كل انواع الدعم للارهابيّين في سوريا، ومن ذلك مراقبة الحدود المشتركة، خاصة بالنسبة الى تركيا التي ظلّت تفسح المجال بالكامل للعناصر الارهابيّة للدخول من حدودها المشتركة الى سوريا سواء قيادات الارهابيّين او مقاتليهم او حتى تعاونها المباشر في عمليّة تسهيل تهريب النفط لصالح الارهابيّين لتمويل نشاطهم التخريبي والتدميري.
   ينبغي على المجتمع الدولي تجفيف المنبع الحقيقي الذي يتغذى عليه الارهابيّون، واقصد به سياسات الرياض وأنقرة التدميريّة، واللتان تعتبران الحاضنة الاساسية لجماعات العنف والارهاب في سوريا والعراق والمنطقة بشكل عام. 
   انّ حديث نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية عن مستقبل النظام السّياسي في الجمهوريّة العربيّة السّورية يتنافى مع كل الاعراف والمواثيق الدّولية فضلاً عن ميثاق جامعة الدول العربية، والتي تؤكّد جميعها على رفض كل انواع التدخّل في شؤون الدول بعضها في البعض الاخر، ولذلك فانّ تخرّصاته الاخيرة دليل إصابته بالاحباط والياس جرّاء الهزيمة النّكراء التي مُني بها في الملفّات الساخنة في المنطقة وتحديداً في اليمن وسوريا والعراق وكذلك مؤخراً في لبنان.
   لقد فشل نظام القبيلة في تحقيق ايّ هدف سياسي في سوريا على الرّغم من انّهُ جيّش الارهاب المدعوم بالمجتمع الدولي بقضّه وقضيضهِ، فهل يتصور انّهُ سيحقق شيئاً منها بمثل هذه التصريحات الإعلاميّة الجوفاء الخرقاء؟.
   ينبغي على واشنطن ان تلجم حليفتها الرّياض وتمنعها من الإدلاء بمثل هذه التصريحات السّياسية التي قد تقوّض الحلول السّياسية، لانّها تحرّض على العنف والارهاب بشكلٍ مباشر ما قد يُساهم في اعادة الامور الى المربّع الاول، وهو الامر الذي ترفضهُ كل الاطراف الدّولية والإقليميّة المعنيّة بالملف السّوري، باستثناء الرياض وأنقرة اللتان يهمهما استمرار الاقتتال والارهاب في سوريا لحين تحقيق الهدف الوحيد المرجو منه، واقصد به تغيير النظام السّياسي!.
   على الرّياض ان تلتزم بالخطاب الدولي فيما يخص مستقبل النظام السّياسي في سوريا، والذي عبّرت عنه أمس هيئة الامم المتحدة على لسان مبعوثها الرسمي في الملف السوري عندما قال ان مستقبل سوريا يحدّده السّوريون، فلا ينبغي ان تمدّ الرّياض قدمها الى اكثر مما يلزم، فبعد ان فشلت كل سياساتها العدوانية المدعومة بالارهاب وثنائي الدّم والهدم في إنجاز شيء سياسي يُذكر ستكون اكثر غباءاً وتهوّراً اذا ظنّت ان بامكانها ان تفعل شيئاً ما يؤثّر على مستقبل سوريا على الصّعيد السّياسي تحديداً.
   ان نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية والذي يفقد كل انواع الشّرعية عندما اعتمدَ على العنف والارهاب والغارات المسلّحة وثنائي الدّم والهدم لبسط سلطته على بلاد الحرمين، لا يحقّ لهُ ابداً ان يتدخل في خيارات شعوب المنطقة، فمن هو ليقبل بهذا النظام ويرفض ذاك النظام؟ ومن هو ليعلّم هذا الشعب مصلحتهُ الوطنيّة وذاك الشعب الأضرار التي تلحق به اذا اختار هذا النظام او ذلك؟.
   لو كان قادرًا على تحديد الخيارات المناسبة للآخرين، ولو كان قادرًا على مساعدتهم في تحديد الخيارات الانسب والأصلح، لفعل ذلك لشعب الجزيرة العربية، فلماذا لازال هذا الشعب العريق يعاني من الارهاب والنظام الشّمولي وسياسات التّمييز العنصري والتخلُّف والبطالة والتضخّم الاقتصادي والسّحق المنظّم لحقوق الانسان خاصّة المرأة التي لازال النظام يُعاملها كالبهيمة المربوطة في إسطبل الحيوانات في حديقة الدّار الخلفيّة لا يتذكّرها الا عندما يريد ان يقضي منها وطراً؟!.
   ان مساعدة الشّعوب لاختيار الأفضل لتحقيق مصالحها لا يكون بالعنف والارهاب والقتل وبالسيّارات المفخّخة والاحزمة النّاسفة، كما فعل ذلك نظام (آل سعود والحزب الوهابي) طوال اكثر من عقد من الزّمن مع العراقيّين عندما ظلّ يحرّض على القتل بحجّة الدفاع عن (السُّنّة) المهمّشين على حدّ تعبير ابواقهِ الطائفيّة، او كما يفعل اليوم في البحرين واليمن عندما اجتاحت قوّاته العسكرية، البريّة في البحرين والجويّة في اليمن، هذين البلدَين الآمنَين بذريعة مساعدة الشّرعية للتصدّي للمؤامرات الخارجيّة! وانّما بالسياسة والديبلوماسية، وبالفكر والثّقافيّة والمنطق والحوار.
   اتمنّى على الرياض ان تنشغل بنفسها فتفكّر بطريقة للتخلص من الورطة التي تورطت بها في البحرين واليمن، وبطريقةٍ للخروج من المستنقع الذي سقطت فيه سواء في العراق او سوريا واخيراً في لبنان، فذلك أفضل لها من ان تنشغل بذرف دموع التّماسيح على هذا الشعب او ذاك، والحديث عن مستقبل النظام السّياسي في سوريا تحديداً، فما عجز عن تحقيقه الارهاب والبترودولار والاعلام الطّائفي وفتاوى التّكفير والكراهية، لن يحقّقهُ الكلام السّياسي المعسول المدسوس فيه السّم الزّعاف!.
   لقد خبرت شعوب المنطقة هذا النّظام وسياساتهِ، لتُثبت لهم التّجربة المرّة بأنها لا تصبّ في مصالحها ابداً، ولا تحقّق لها شيءٌ منها ابداً، فكلّ سياساتهُ تدفع باتّجاه التّدمير المنظّم للمنطقة وشعوبها وخيراتها، لصالح أمن حليف الرياض الاول وأَقصد به (اسرائيل).
       ٥ آذار ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
E-mail: nhaidar@hotmail. com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/05



كتابة تعليق لموضوع : دَليلُ الاحباطِ واليأسِ بعدَ الهَزيمَةِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net