صفحة الكاتب : انصار الحشد الشعبي

ملاحظات على بيان القيادة القمعية لحزب البعث
انصار الحشد الشعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في هذه الظروف المصيرية الصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز، أطل أذناب البعث المقبور برؤوسهم العفنة حالمين بأن يمتطوا موجة المظاهرات المطالبة بالإصلاح لتجييرها إلى صالحهم، وإظهار أنفسهم بمظهر الحزب الجماهيري، في وقت كانوا فاقدين للتأييد الجماهيري حتى في أيام عز حكمهم وطغيانهم. بما يعني أن لا أحد ممكن أن يصدق أن هذا الحزب المهزوم يمكنه أن يسيِّر مظاهرة من عشرة أشخاص لا أكثر. 
إن أضواء البيان على الدعوة المزعومة التي وجهها إلى أذنابه: (يدعوكم حزب البعث العربي الأشتراكي الى ضرورة المشاركة الفاعل في التظاهرات التي تحدث جمعة بعد أخرى وعدم تفويت فرصة الدخول لوكر الخونة والجواسيس الذين حكموا العراق بعد ان جائوا على متن الدبابات الاميركية)، يعني أن قيادة البعث الجزذية التي تسكن الأنفاق تريد توريط بقايا الأغبياء الذين لا زالوا مرتبطين بها ليرتكبوا حماقة تودي بهم إلى سعير الهاوية، لأنهم إن كانوا يجهلون قدرة القوات العراقية البطلة على التصدي للمخربين، فإنهم لا يجهلون حتما قوة وصمود وإصرار أبطال الحشد الشعبي الذين آلوا على أنفسهم أن لا يقرب أهلهم مكروه قاعدي أو داعشي أو بعثي، وأن الحشد الشعبي المجاهد سيسحق رؤوسهم القذرة دون رحمة، بعد أن شاهدوا الحشد بأم أعينهم وهو يسحق الدواعش المناطق التي سيطروا عليها،  والنقشبندية وفلولهم في ديالى وكركوك، وهذا يعني أن مطالبة (القيادة القمعية لحزب البعث العربي الاشتراكي) لأذنابها ممن لا زالوا يحلمون بزمن الزيتوني والثورات والدماء بالاشتراك في المظاهرات التي ينظمها التيار الصدري؛ هي محاولة خسيسة للتأثير على مصداقية هذه المظاهرات، وهذا ما لن ينجحوا فيه لأنهم أصغر من أن يكون لهم أثرا ملموسا في الحشود المليونية؛ التي خرجت ملبية نداء الواجب لإحلال شرعية الإصلاح ووجوبه. 
 
إن مخاطبة القيادة القمعية للعراقيين بمسميات مثل: (يا بناء حمورابي وصلاح الدين يا أبناء قادسية صدام المجيدة) تؤكد النهج الطائفي الذي يصر هذا الحزب القزم المهزوم على التمسك به، والذي أدى إلى ما نحن عليه اليوم، وهذا يؤكد جهل الحزب وقيادته الغبية بسنن التطور، لأنه لا زال يظن أن مثل هذه المصطلحات الطائفية التافهة ممكن أن تنطلي على شعبنا الأبي، ولا زال يعتقد أنه يمكن أن يقود ثورة وينجح فيها.
 
فضلا عن ذلك يبدو من خلال بيان القيادة القمعية للبعث المجرم أن الانشقاقات التي حدثت فيه قد أثرت ليس على قواه الجمعية فقط، وإنما أثرت حتى على قواه العقلية وعلى عقول قيادته الفارغة، والدليل على وجود الانشقاقات وتأثيرها على عقول قيادته أن بيان القيادة القمعية الأخير، تجاوز الكثير من أسماء قياداته السابقة التي انتقمت منها جماهير شعبنا، وأكد على أسماء محددة دون غيرها، على أنهم مناضلون، كما في قوله: (إننا على ثقة بأن الأمة التي أنجبت قادة تاريخيين من أمثال القائد الشهيد" صدام حسين المجيد" ورفاقه الذين واكبوا مسيرة الحزب النضالية، وقضوا شهداء ومنهم عضوا القيادة القومية الرفيقين طه ياسين رمضان وطارق عزيز). 
 
أما مطالبة البيان بالحرية لمن يدعي أنهم معتقلون في سجون الحكومة العراقية فهو لأن هذا الحرب لا يؤمن إلا بالقمع وبالمعتقلات والسجون التي عانى من ويلاتها العراقيون الشرفاء، ويتوهم أن جميع الأنظمة تشابه نظامه المباد، ولذا فهو حينما يطالب بـ: (الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال والسلطة العميلة في العراق وأقبية أنظمة القمع والاستبداد)، يفضح كذبه ودجله وزيفه لأنه يعلم قبل غيره أنه لا يوجد أي معتقل فكر في العراق، ولا توجد أي سجون أو معتقلات سرية، وأن جميع السجون الموجودة في العراق اليوم مشخصة ومعلمة ومؤشرة لدى وزارة حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الإنسان المحلية، ولجان حقوق الإنسان الدولية، وتخضع للإشراف والتفتيش الدوري، وهي لا تضم سوى الإرهابيين المجرمين القتلة، وعصابات التخريب والسرقة والإجرام، وتجار المخدرات والجنس، والشاذين جنسيا، وهؤلاء جميعا بالرغم مما قاموا به يحظون برعاية وعناية لم يكن المواطن الشريف بحظى بها في أيام حكم البعث. ولذا قد يكون من البعثيين من هو بين هؤلاء، قد ألقي القبض عليه لارتكابه إحدى هذه الجرائم القذرة، وتعده قيادتهم القمعية الغبية مناضلا، وهذا بحد ذاته يبين نوعية (المناضلين) الذين ينتمون إلى البعث.
 
إن على هذه الزمرة المجرمة أن تعلم أن الشعب العراقي بعد أن تنسم عبير الحرية لم يعد مستعدا للتنازل عنها إلى أي جهة كانت مهما كانت الأسباب، وأن المظاهرات المليونية التي تخرج أسبوعيا، تؤكد ذلك بما لا يقبل الشك، فعلى جميع الذين لا زالوا متورطين بالارتباط بهذا الحزب اللعين أن ينسحبوا حفاظا على أرواحهم وعلى العراق وأهله الشرفاء الذين لا زالوا إلى اليوم وحتى بعد مرور ثلاثة عشر عاما على التغيير، يتذكرون جرائم البعث بحقهم، ويتذكرون فلذات أكبادهم التي غيبها البعث المجرم في المقابر الجماعية بلا ذنب، وأبناءهم الذين قام البعث بتفجيرهم وقطع رقابهم وأيديهم وآذانهم وألسنهم، ويتذكرون تلك الفتيات الشريفات اللواتي اغتصبهن البعثيون ثم قتلوهن ليسكتوهن..
وأن تعلم كذلك أن الحزب بعد هزيمته النكراء في المواجهة، وتخليه عن الدفاع عن العراق وأهله، حينما كانوا بأمس الحاجة إليه، بات ورقة خاسرة، خرجت من اللعبة، واحترقت، ولم تعد صالحة أبدا لأداء أي دور حتى ولو كان دورا تافها. وإذا ما كان يدور في خلد قيادته أنها إذا ظهرت بمظهر القوي سوف تحصل على دعم الخليج مثلما كانت عليه أيام القادسية الرعناء، فهي واهمة جدا لأن البدائل التي حلت بدل البعث مثل القاعدة وداعش هي التي تتولى الدور الذي كان يلعبه الحزب في الماضي، ولا حاجة لدورهم اليوم.
إن تحرك البعث في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا العظيم مجازفة ببقايا أتباعه، يريد أن يلقي بهم إلى المحرقة في محاولة يائسة أخيرة، ومجازفة بالشعب العراقي الذي اكتفى من المصائب والويلات منذ أن سيطر البعث المجرم على مقاليد حكم البلاد وإلى اليوم، ولكنه إشارة واضحة على مطامعه بالسلطة ودوام إيمانه بالانقلابات، ولذا يجب على الحكومة أن تهتم بوجود خلاياه النائمة بنفس درجة اهتمامها بالدواعش والقاعدة، وعليها أن تضرب بيد من حديد لتقوض كل المشاريع التخريبية التي تتبناها الجماعات الطائفية، ومنها مشروع البعث الطائفي اللامشروع.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


انصار الحشد الشعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/08



كتابة تعليق لموضوع : ملاحظات على بيان القيادة القمعية لحزب البعث
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net