صفحة الكاتب : الياسمين الزبيدي

الموصِل لا تتنفس الأطفال!
الياسمين الزبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قِمة الألم، عندما تَفقد الأشياء طُفولتِها، الشباب المُبكِر لا يختلف كثيراً، عن شيخوخة مُبكِرة، فَلُعب الأطفال صُنعت وفق سياسات، لم تُخلق في العِراق، "المراجيح" لا يمكن لها أن تحمل شباباً، حتى وإن قارعوا سياسات صِناعتها..
طفولة بطعم الموت، يعيشها أطفال الموصل وضواحيها، بينَ التهجير القسري والإحتلال الجبري، يشاهدون يومياً مسلسل دامي، بطله رأسٌ مقطوع، أو أنثى مسبية، حتى جفت الأحلام بلعبةٍ من التراث، بيوت الطين و الشرطي الذي يطارد سارق، أصبحن لُعب بلا واقع، فالبيوت محتلة والمجتمع الكبير سارق، سرقَ الطفولة من الأطفال!
ينشأ جيل وسط زحام دخان الحُروب، النار العقائدية التي أشتعلت، لا يمكن إطفاءها بماءٍ بارد، لا يحمل في قطراته سخونة الحِرص، على مستقبل وطن أُريد له أن يذبح بأطفاله..
داعش بدأت بتعليم الأطفال مهنة الذبح، وأخرين يشاهدون ويصفقون، وهذا ينذر بالخطر الجسيم، ماذا بعدَ داعش؟، كيف سنسيطر على جيل تربى بلغة القتل؟، وهل الحكومة قادرة على إستيعاب الكارثة؟، هل تُفكر جدياً بهذه المُصيبة؟!
سد الموصل يصيب ضرراً مادياً، وحتى لو كان يؤذي أجساداً، لو أصابه الدمار، لكنها كلها أحتمالات لم نتيقن بعد، من حصولها، ما هو أكيد إن سد الموصل الأخلاقي والمجتمعي أنكسر، والفيضان بدأ يهاجر خارج أسوار المدينة العريقة، والقادم أسوء، في ظل مدارس لم ترتقِ لمستوى المسؤولية.
أحلام متجردة من الواقع!
الحكومة ستخصص ميزانية خاصة؛ لإعادة تأهيل الأطفال، في الموصل ستبنى مراكز متخصصة لذلك، بينَ كل شارع وشارع، ستنشر فرق جوالة لكشف الضرر النفسي، سيكون العراق قبلة علماء الإجتماع العالميين، والخطط حاضرة بحضور الرؤية، للخلاص من "تسونامي" فكري، يعصف بالقيم الإنسانية.
الأطفال الذين تعلموا لغة الموت، سهل جداً جعلهم يتمسكون بالحياة، الفِطرة الإنسانية متجذرة فينا، لكنها تحتاج إلى رعاية خاصة، رعاية مطعمة بالإحساس بالمسؤولية، وإلا.. الكوارث أتية لا محال، فالموصل بعيدة عن تنفس الأطفال، البارود والفكر القاتل خنق رئتيها.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


الياسمين الزبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/09



كتابة تعليق لموضوع : الموصِل لا تتنفس الأطفال!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net