لماذا حدث 9 / 4 / 2003 سؤال يمتلك اجابات بعدد المشتغلين بمحاولة البحث عن الاجابة عليه ، فهو سؤال شبيه بـ : لماذا ظهر هولاكو او نابليون او هتلر ... ولماذا هنا تقترن بنتائجها فالاحداث التي كونتها عواملها المتراكمة عبر الزمن تحتفظ بسر الحفر فيها مرة بعد اخرى لتسليط الضوء عليها .
فمثل هذه الانشغالات شبيهة بالاجابة على اسئلة ايهما كان الاول : الليل ام النهار ، الشر ام الخير ، القبح ام الجمال ... الخ ، تنقلنا الى مجال كلما حاولنا التعرف على اسبابه نجد اسباب اخرى تسبقها ..، ومادام الانسان لا يمتلك الا امكانيات بحدود ادواته و بحدود الوقائع ، فأنه لن يقفز فوقها ، الا ليتعرف على حقائق جديدة ، غابت او غيبت عنه ، تخص سؤاله و انشغالاته .
فماذا حدث بعد خروج ادم - او طرده من الجنة معاقبا و ماذا حدث بعد ان ذهب هابيل ضحية قابيل ، و ماذا حدث بعد اقدم الفتن و الكوارث الكبرى التي حدثت في الماضي ..؟ و العقل البشري لم يهمل انه سيبقى يعمل على صياغة حاضره كي يمتد نحو المستقبل .
فهل هذه اسئلة فائضة ونحن نراقب مرور الزمن و اثر ذلك في البشر و حضارتهم ، ونحن نرى ماحدث من اعمار واصلاح او من اثار مغايرة وريدة كائنات انقسمت بين من يتخذ القرارات الكبرى المؤثرة وبين من يكتوي بنتائجها او يتمتع بنعيمها ...؟!
وهذا يعني بوضوح ان ما ( حدث ) حدث ...، و ما حصل ( حصل ) ...، وهذا ليس استحصال حاصل او محض مسلمة او نتيجة اصبحت جزءاً من التاريخ حسب ، بل لان المطلوب بحسب قوانين ديمومة الحياة - بما هي عليه - يجعلنا ان لا نتعكز على ما حدث ، بل ما السبيل للعمل على ما يمنح الحياة توازنها دوليا اقليميا و محليا .
فكل ماحدث مهما بدا معلناً و مرئياً يمتلك هذه الشروط من المظاهر الكونية الى احداث الطبيعة و الى السلوك البشري ، الامر الذي يمنح المستقبل دينامية لتلافي النتائح التي تركتها الاحداث ، و عدم الانجرار الى نتائجها السلبية ، و محاولة الخروج من اوزارها ، و ما خلفته من جراحات عميقة وخسائر و اثار نفسية وخراب في الممتلكات ... الخ .
فليس المطلوب - الا لدى الدارسين و الباحثين و المفكرين طبعا - البقاء في دراسة زمن ما قبل 9 / 4 / 2003 او تحديدا اسرى في هذا اليوم - ان كان معتما او اكثر عتمة - والى الابد ... ، بل بحسب ارادة الانسان و قدراته الخلاقة العبور الى الضفاف التي لا تسمح بتكرار ما وقع و حدث قبل - و اثناء - هذا اليوم ، فثمة الكثير بل الكثير جدا الذي لم ينجز و المنتظر انجازه وتحقيقه لا على صعيد حريات التعبير او الديمقراطية ، من الارهاب و المظالم فحسب بل العمل بأنسانية تستحق ان تطرد الاشباح و تعالج عوامل الفساد و الاهواء الشخصية ومخلفات الازمنة الاستبدادية ... الخ ، كي لا تكون هناك ازمنة شبيهة بهذا اليوم !!
العراق - بغداد
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat