صفحة الكاتب : جسام محمد السعيدي

هل تحققت بعض تحذيرات المرجعية بشان تزييف التأريخ: من حقق النصر ودفع خطر داعش عن العراق والمنطقة...؟!! بين حقائق السيستاني وتوهمات سليماني!!!
جسام محمد السعيدي
 "وأودّ أن أؤكّد مرةً أخرى على ضرورة حفظ هذا التاريخ الناصع من خلال التوثيق لكلّ جزئيات الأحداث خوفاً من التضييع أو التبديل، إذ من حقّ الأجيال القادمة أن تطّلع على تاريخنا وأن تقرأه واضحاً وصادقاً كما قرأنا نحن تاريخ أسلافنا".
 
بهذه الكلمات التي يشوبها القلق من التزوير المستقبلي للأحداث، يختتم المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني خطبته في 21 جمادي الاول 1436 هـ الموافق 13/03/2015 م، ويبدو أن قلقه نابعٌ من استقراء لأحداث كثيرة، بينها تزويرات مماثلة كانت تحت نفس الموضوع في قرون ماضية، كقضية مقتل الإمام الحسين الحسين عليه السلام واتهام العراقيين بها، وقضية نصرة المختار والقصة المفبركة للجيش الوهمي الذي التف حول مولانا مسلم بن عقيل عليهما السلام، مما كتبنا وكتب قبلنا الأعلام المحققون لتفنيدها، كالعلامة آية الله السيد علي الميلاني، والعلامة الحجة السيد محمد علي الحلو والعلامة المحقق السيد سامي البدري.
وهذا رابط الخطبة فيدوياً وكتابياً:
 
 
وكانت خطبته قد ابتدأت بمقاطع تؤكد أن تضحيات العراقيين هي السبب في النصر المتحقق لا غيرهم، حيث قال:
"إنّ أبناءنا الأبطال في جبهات القتال -سدّدهم الله تعالى- يخوضون اليوم معركةً مصيريةً وغايةً في الأهمية في الدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله، ويسطّرون تاريخ حقبةٍ مهمةٍ بدمائهم الطاهرة وهي أعزّ وأعظم ما لديهم لبذله في سبيل هذا الوطن"
لاحظوا إخوتي: " أبناءنا الأبطال" وليس غيرهم!!!.
 
ويقول سماحة المرجع الديني الأعلى في خطبة أخرى في 9/ ربيع الثاني/1436هـ الموافق 30/1 /2015م ما:
"ان الجهد الذي يُبذل من قبل القوات المسلحة والاخوة المتطوعين في محاربتهم للارهاب وتصديهم له كان له الاثر الفاعل والمباشر في درء الخطر عن بلادنا".
 
 
وهو يعني بوضوح أن الجهد الأساسي (الأثر الفاعل والمباشر) لمحاربة الأرهاب هو عراقي، وما سواه مساعد له، لا العكس!!!
ويقول المرجع الديني الأعلى في صدد بيان من هو المقاتل والفاعل الأساس في دفع الخطر عن العراق ومقدساته من داعش وغيرها، في خطبة له في 24شعبان 1436 هـ الموافق 12/06/2015 م ما نصه:
 
" ومن المؤكد أنّ ما ننعم به من أمنٍ واستقرارٍ في الكثير من المحافظات فإنّما هو بفضل تضحيات وجهود هؤلاء الأبطال وما قام به عامّةُ المواطنين من تقديم الدعم لهم ولعوائلهم "
 
 
لاحظ عزيزي القارئ الفطن عبارة سماحته:
 
" من المؤكد" ...
يعني ليس من المظنون أو المحتمل..!!!
 
وما تلاها من عبارة يؤكد أن دفع خطر داعش تم بسبب " تضحيات وجهود هؤلاء الأبطال وما قام به عامّةُ المواطنين من تقديم الدعم لهم ولعوائلهم " بشكل أساس لا غير ذلك مما يدّعيه البعض!!!
 
وكان قد سبق قول السيد علي الحسيني السيستاني في نفس المقطع، العبارات المهمة التالية:
 
" تمرّ علينا في هذه الأيّام الذكرى السنوية الأولى لاستيلاء عصابات داعش على مدينة الموصل وغيرها وتهديدها لمناطق أخرى، ممّا دعا المرجعية الدينية العُليا لدعوة العراقيّين بجميع مكوّناتهم وطوائفهم الى التطوّع والالتحاق بالقوّات المسلّحة لحماية البلد وتخليصه من هذا البلاء العظيم.
 
وقد أثمر ذلك بفضل الله تعالى خلال الشهور الماضية عن تحرير الكثير من المناطق التي استولت عليها عصابات داعش، حيث أبلى الغيارى في القوّات المسلّحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوّعين وأبناء العشائر الأصيلة بلاءً حسناً في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدّساته، وحقّقوا انتصاراتٍ مهمّةً بصمودهم وصبرهم واستبسالهم وتضحياتهم الكبيرة الغالية"
وهو ببساطة يعني ما يلي:
 
1. دعوة المواطنين لقتال داعش وصد خطرهم كان بسبب المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، لا غيرها.
 
2. الدعوة شملت كل العراقيين بجميع إثنياتهم وأديانهم وطوائفهم كافة.
 
3. تلبية المواطنين لفتوى الدفاع المقدس أثمر " عن تحرير الكثير من المناطق التي استولت عليها عصابات داعش" وليس شيئاً آخر كما يتخرص البعض!!!
 
4. انتصارات العراق على داعش تحققت بفضل " مهمّةً بصمودهم وصبرهم واستبسالهم وتضحياتهم الكبيرة الغالية " وهم " الغيارى في القوّات المسلّحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوّعين وأبناء العشائر الأصيلة ".
فلماذا التخرص والادعاء وسرقة جهود العراقيين وغمط حقهم من البعض ؟!!!
 
وقال المرجع الديني الأعلى في خطبة أخرى في 7 صفر 1437 هـ الموافق 20/11/2015 م، وفي نفس السياق:
"فإنّ الشعب الذي استطاع أن يتحدّى الإرهاب وسيّاراته المفخّخة وأحزمته الناسفة طوال هذه السنوات وحقّق الانتصار في الكثير من المعارك لقادرٌ أن يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية ضدّ عصابات داعش لبلوغ النصر النهائيّ إن شاء الله تعالى".
 
 
 
إذن "الشعب" العراقي وليس شيئاً آخر هو من " حقّق الانتصار في الكثير من المعارك"..
 
وهو نفسه " لقادرٌ أن يديم زخم الانتصارات في معركته الحالية ضدّ عصابات داعش لبلوغ النصر النهائيّ ".
 
وقال أيضاً في 13 ربيع الاول 1437 هـ الموافق 25/12/2015 م ما نصه :
 
"ونحن نحمد الله تبارك وتعالى انه قد تم خلال الأشهر القليلة الماضية تقدم كبير في تحرير العديد من المناطق التي كانت ترزح تحت سطوة الارهابيين؛ وذلك بفضل جهود وتضحيات أعزائنا المقاتلين من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر وغيرهم".
 
 
 
إذن فإن التحرير تم " بفضل جهود وتضحيات أعزائنا المقاتلين من الجيش والشرطة الاتحادية والمتطوعين وابناء العشائر وغيرهم " .
العراقيين وليس غيرهم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 
وقال أيضاً في 2 محرم 1437 هـ الموافق 16/10/2015 م ما نصه:
 
"على الدولة بكلّ مؤسّساتها أن تدعم هذه المعركة المصيرية وتوفّر لها الإمكانات المتاحة من أجل إدامة هذا النصر، مستذكرةً في نفس الوقت الإرادة القويّة التي تمتّع بها هؤلاء المقاتلون رغم الظروف الصعبة لتلك الإرادة القويّة التي أوقفت الانهيار الذي مرّت به المؤسّسات في وقتها، وهذا الاستذكار من باب التوثيق التاريخي المهمّ جدّاً من جهة، والشعور بالمسؤولية تجاه هؤلاء الأبطال من جهةٍ أخرى".
 
 
وهي تعني بصريح العبارة أن من أوقف ضياع العراق هم أبناؤه وليس غيرهم!!!
 
وذلك قول سماحته " تلك الإرادة القويّة التي أوقفت الانهيار الذي مرّت به المؤسّسات في وقتها ".
وقال المرجع الديني الأعلى أيضاً في 5 ذو القعدة 1436 هـ الموافق 21/08/2015 م ما نصه:
 
"أبناؤنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال إنّما يقومون بالمهمّة الأصعب والأسمى في هذه المعركة، وعلى الآخرين حكومةً وشعباً أن يقدّموا كلّ ما باستطاعتهم في سبيل إسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم، إنّ ما ننعم به من أمنٍ واستقرار في مدننا ومناطقنا إنّما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الأبطال".
 
 
وفي هذا المقطع نلاحظ ما يلي:
 
1. الفعل الأساسي والأصعب والأسمى في المعركة ضد داعش يقوم به " أبناؤنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال " وليس غيرهم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
2. ان الأمان في كل مناطق العراق الآمنة كان بسبب جهود العراقيين لا غيرهم وذلك قوله: " إنّ ما ننعم به من أمنٍ واستقرار في مدننا ومناطقنا إنّما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الأبطال ".
 
فهل بدأت تتحقق المخططات التي كانت تلوح في الأفق باسم الدين والتي حذرت منها المرجعية الدينية العليا قبل سنة من الآن وتحديداً في 13/3/2015م؟!!!
 
وقد حللنا خطبتها تحت عنوان:
في خطبة للمرجعيةُ الدينيّةُ العُليا: تحذير من مخططات خطرة تلوح في الأفق باسم الدين!!
دعوة للاعتزاز بالهوية الثقافية والوطنية العراقية..
 
التحذير من دعوات الذوبان في الآخر بدعوى مساعدته للحشد !!!
 
وتبنت نشره في وقتها وكالة نون الخبرية في العتبة الحسينية المقدسة، ونشرته العتبة العباسية المقدسة في مجلة "عطاء الشباب" في العدد24، حيث تعبر مجلاتها فيها عن وجهة نظر العتبة العباسية المقدسة لا وجهة نظر كتابها فقط.
فشكرا لقائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي لم يغمط حق العراقيين في الدفاع عن بلدهم، ودفع خطر داعش عنه وعن الشرق الأوسط كله، إذ قال: لولا ایران لوصلت "داعش" الی کل مناطق العراق بما فیها العتبات المقدسة!!!
 
وطبعاً لا ينكر عاقل مساعدة ايران (لبعض) الفصائل، وهم مشكورين على ذلك، لكن لا ينكر نفس العاقل أن جنود هذه الفصائل لم يكونوا يخرجوا للقتال لولا فتوى المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، فلا قيمة للسلاح والمال بلا رجال.
 
وشكرا لقائد فرقة العباس القتالية حين قال:
"لولا فتوى المرجعيّة المباركة في النجف الأشرف وجهود المتطوّعين العراقيّين لكانت إيران وتركيا والسعودية والكويت تقاتل داعش داخل أراضيها، ولكان العالم يواجه إرهاباً رسميًاً متمثّلاً بدولة، فالكلّ ممتنٌّ لمرجعيّة النجف وجهود المتطوّعين العراقيّين".
وقبله كانت تأييدات المرجعية لقوله فيما ذكرناه في هذا المقال، ومن أهمها:
" من المؤكد أنّ ما ننعم به من أمنٍ واستقرارٍ في الكثير من المحافظات فإنّما هو بفضل تضحيات وجهود هؤلاء الأبطال وما قام به عامّةُ المواطنين من تقديم الدعم لهم ولعوائلهم "
والعقل يحكم بأنه:
عندما يتضارب قول عاقلين مؤمنين في موضوع واحد، فمن المؤكد أن أحدهما على خطأ...
{وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ} [الإسراء: 97]

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جسام محمد السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/16



كتابة تعليق لموضوع : هل تحققت بعض تحذيرات المرجعية بشان تزييف التأريخ: من حقق النصر ودفع خطر داعش عن العراق والمنطقة...؟!! بين حقائق السيستاني وتوهمات سليماني!!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net