صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الصدر هل يحكم العراق
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
     تشكل التيار الصدري منذ تسعينيات القرن الماضي وتأصل من خلال فكر السيد محمد محمد صادق الصدر الذي واجه نظام صدام حسين متحديا سياساته الدكتاتورية وطريقة إدارته الفردية للسلطة وتهميشه وإهانته للأقليات العرقية والدينية، وهي طريقة سلبية أنتجت فيما بعد سلوكا جمعيا صادما لدى العراقيين الذين عاشوا فترات مظلمة في عهد حكم البعث، ثم إنتقلوا الى شكل من الصراع الطائفي المريع، ونزعات إنفصالية لدى بعض القوميات كالكرد الذين يعيشون واقعا مختلفا عن بقية العراق منذ أن سحق الجيش العراقي في معارك تحرير الكويت العام 1991 لكنهم تمكنوا من إدارة ذاتية كاملة بعد العام 2003 حين دخلت القوات الأمريكية وقلبت كل شئ رأسا على عقب، فنزل ناس وصعد ناس، وبدأت الفوضى التي لم تستثن شيئا، ونعيش في خضمها منذ ثلاثة عشر عاما.
      فقد التيار الصدري مؤسسه بعملية إغتيال صادمة نفذها جهاز مخابرات نظام صدام حسين العام 1999 في مدينة الكوفة، لكن الحركة الدينية والثقافية التي أنتجها السيد محمد الصدر تفاعلت في الأوساط الشعبية لأنها تحاكي مطامح الفقراء والمهمشين والمنسيين في المجتمع والذين لم يلتفت لهم أحد، وتجذرت في مدن بغداد والجنوب والفرات الأوسط، لكن ظهورها المختلف بعد العام 2003 كان لافتا ومؤثرا لتصبح جزءا فاعلا من التكوين الثقافي والديني والسياسي المتشكل. الفرق إن زعيم التيار السيد مقتدى الصدر أعلن الحرب والمقاومة للقوات الأمريكية التي أسقطت النظام السابق، وهو موقف كانت قوى سنية وشيعية وحتى دول إقليمية كإيران تشترك في صياغته لإعتبارات مرتبطة بالوازع الديني والمصلحي والأخلاقي ولأن هناك قوة محتلة أجنبية يمكن أن تفعل كل شئ لتأمين مصالحها مالم تواجه مقاومة فعلية، فكان جيش المهدي القوة المقاتلة على الأرض، بينما تشكل تيار سياسي صدري بدأ يمارس دورا في العملية السياسية.
     اليوم هناك صراع نفوذ ومصالح داخل المنظومة الشيعية حيث يقود الصدر حراكا مدعوما من فئات إجتماعية تطالب بالإصلاح ومحاربة الفساد ومعاقبة المفسدين، وتماهى الصدر مع هذا الحراك الشعبي، بينما عبرت قوى شيعية نخبوية وأخرى حاكمة من نوع هذا الحراك في المرحلة الراهنة التي تشهد معارك عنيفة في جبهات متعددة ومنافسة سياسية ومطالب من قوى سنية بتوفير ضمانات شراكة سياسية مختلفة، فالسنة يشعرون إنهم مهمشون ولايملكون سلطة المشاركة في صناعة القرار، بينما بعض القوى الشيعية تخشى من تفرد الصدريين وسيطرتهم على كل شئ مع مايتوفر لهم من قاعدة شعبية متحمسة وثائرة، ويخشى البعض من أن يكون مشروع التيار الصدري يتعدى الرغبة بالإصلاح ليكون حالة ثأرية هدفها التخلص من الحركات والقوى الشيعية المنافسة سواء السياسية منها أو العسكرية، فهناك مشاكل حقيقية بين الصدريين ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي وحزب الدعوة، بينما هناك قوى مسلحة خرجت من رحم التيار الصدري وتمردت عليه وهي تمتلك قرارا ورؤية مختلفة للأوضاع في العراق.
     الخشية التي تنتاب القوى الشيعية المنافسة من أن يتفرد الصدريون ويسيطروا على الأوضاع لوحدهم، أو يقتحموا الخضراء المحصنة ويقلبوا العملية السياسية مع ماتعيشه البلاد من مشاكل جمة، وقد تكون سببا في إنفلات لايمكن السيطرة عليه، لذلك دعت زعامات أخرى الى الحوار بين مكونات التحالف الوطني الشيعي لتلافي أي إنقسام، أو تطورات يمكن أن تصل الى مرحلة الصدام المسلح الذي يؤدي في النتيجة الى ضياع الدولة والفشل وهو ماتخشاه تلك القوى، غير إن زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر أكد أن الحركة الإحتجاجية والإعتصامات لايمكن أن تتحول الى مظاهر مسلحة، بل هي سلمية مدنية، وتطالب بالإصلاح الشامل ومحاربة المفسدين.
     العراق مقبل على أيام صعبة طوال العام 2016 وماعلينا سوى أن ننتظر لبعض الوقت لتنجلي الغبرة عن شئ، ربما يكون صادما.
Pdciraq19@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat

  

هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/19



كتابة تعليق لموضوع : الصدر هل يحكم العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :



أحدث التعليقات كتابة :



  علّق محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : رجال بني اسد ابطال وين ماكان

 
علّق شیخ الحق ، على دور ساطع الحصري في ترسيخ الطائفية (الفصل السادس) - للكاتب د . عبد الخالق حسين : فعلا عربان العراق ليسوا عربا هم بقايا الكورد الساسانين و العيلامين. فيجب ان يرجعوا إلى أصولهم و ينسلخوا من الهوية المزورة العروبية.

 
علّق الحسن لشهاب.المغرب.بني ملال. ، على ضعف المظلومين... يصنع الطغاة - للكاتب فلاح السعدي : جاء في عنوان المقال: ضعف المظلومين... يصنع الطغاة، بينما الحقيقة الشبه المطلقة، هو ان حب و تشبث النخب العربية بأموال الصناديق السوداء و بالمنافع الريعية و بخلود الزعامة السياسية و النقابية ،و حبهم لاستدامة المناصب الادارية العليا و حبهم في الولوح الى عالم النخبة ,,هو من يصنع الطغاة بامتياز؟؟؟ بالاضافة بالطبع الى رغبة الغرب المنافق في صناعة الطغاة من اجل ردع و قمع الشعوب المسلمة ،المتهمة بالارهاب و العنف الديني,, و حتى و ان قرر الغرب بعد فضيحة فساد البرلمان الاوروبي ،التخلي عن الطغاة و التمسك بالقانون ، فانه و للاسف الشديد ،،النخب لم تتخلى عن هذه الطغاة,

 
علّق بهاء حسن ، على هل هذا جزاء الحسين عليه السلام ؟ - للكاتب سامي جواد كاظم : ماهو مصدر القصة نحن نعلم ان بجدل هو قطع الخنصر المقدس، لكن القصة وضيافة الامام له ماهو مصدرها

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق ا. د. صالح كاظم عجيل علي ، على أساتذة النحوية في مدرسة النجف الاشرف* - للكاتب واثق زبيبة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الكريم استاذ واثق زبيبة المحترم هذا المقال هو جزء من أطروحة دكتوراه الموسومة بالدرس النحوي في الحوزة العلميّة في النجف الأشرف عام ٢٠٠٧ وكل الترجمات الموجود في المقال مأخوذة نصا بل حرفيا من صاحب الأطروحة فلا اعرف لماذا لم تذكر ذلك وتحيل الى كتب تراجم عامة مع ان البحث خاص باطروحة جامعية ارجو مراجعة الأطروحة مرة أخرى الباب الأول الفصل الأول من ص ١٥ الي ص ٢٥ فضلا عن المغالطات العلمية الواردة في المقال على سبيل المثال (مدرسة النجف النحوية!!!) تحياتي

 
علّق محمد ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : ما عید التقدمه؟ فحصت الانترنت و لم اظفر بشیء فیه

 
علّق سليمان علي صميدة ، على هل يوجد قائم في المسيحية؟ - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق سليمان علي صميدة ، على الكخباد قادم يا أبناء الأفاعي - للكاتب سليمان علي صميدة : بارش بن حاسم احد صلحاء بني اسرائيل عاصر النبي موسى عليه السلام و حفظ تنبؤاته و منها : ( كل الدنيا سلام من جديد, وكل الدنيا دار الكخباد والمسـيح اراد ربه ان يعود) و الكاخباد كلمة عبرية المقصود بها القائم المهدي . الكثير من هذه التنبؤات مخبأة في دهاليز الفاتيكان .

 
علّق حسين ، على (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)، هل صدق القرآن في ذلك؟ (1) مع الأب الأقدس القس مار يعقوب منسي. - للكاتب إيزابيل بنيامين ماما اشوري : السلام عليكم  حسب ما ورد من كلام الأخت إيزابيل بخصوص ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)كلامها صحيح وسائرة على نهج الصراط المستقيم . اريد ان اجعل مدلولها على الاية الكريمةالمذكورة أعلاه بأسلوب القواعد وحسب قاعدتي ؛ [ ان الناس الذين مارسوا أفعال وأقوال شريرة ضد دين زمانهم واشركوا بالله الواحد الاحد فهم في خانة المغضوب عليهم ان ماتوا ، وان كانوا بعدهم أحياء ولم تأتي قيامتهم أثناء الموت فهم في خانة الضالين عسى ان يهتدوا إلى ربهم الرحمن قبل موتهم فإن ماتوا ولم يهتدوا فتنطبق عليهم صفة المغضوب عليهم وهذه القاعدة تنطبق على كل البشر والجن ( والملائكة أيضا اذا انحرفوا كما أنحرف أبليس فصار شيطانا . ) اقول ان سورة الحمد وهي ام الكتاب حقا قد لخصت للجميع مايريده الله العلي العظيم .

 
علّق س علي ، على انتخابات الرجال زمن الرعب في النجف الاشرف - للكاتب الشيخ عبد الحافظ البغدادي : سلام عليكم شيخنا الجليل ممكن ان احصل على طريقة للتواصل مع الشيخ المطور جزاكم الله الف خير كوني احد بناء الذين ذكرتهم جزاكم الله الف خير

 
علّق مروان السعداوي ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الاسديه متواجدة في ديالى وكركوك وكربلاء وبعض من اولاد عملنا في بغداد والموصل لاكن لايوجد اي تواصل واغلبنا مع عشائر ثانيه

 
علّق د. سندس اسماعيل محسن الخالصي ، على نطاق أرضية الحماية الاجتماعية في الإسلام - للكاتب مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات : مقالة مهمة ومفيدة بوركت اناملكم وشكراً لمدونة كتابات في الميزان

 
علّق حعفر البصري ، على كذبة علم الاجتماع العراقي ومؤسسه علي الوردي بحث مناقش / القسم الثالث - للكاتب حميد الشاكر : سلام عليكم لفض هذا الاشتباك بين كاتب المقال والمعلقين أنصح بمراجعة أحد البحوث العلمية في نقد منهج الدكتور على الوردي والباحث أحد المنتمين إلى عائلة الورد الكاظمية، اسم الكتاب علم الاجتماع بين الموضوعية والوضعية للدكتور سليم علي الوردي. وشكرا.

 
علّق محمد زنكي الاسدي الهويدر ، على العشائر الشيعية في ناحية "السعدية" بمحافظة ديالى العراقية تتصدى لهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي : عشيره السعداوي الأسديه أبطال .

الكتّاب :

صفحة الكاتب : احمد الياسري
صفحة الكاتب :
  احمد الياسري


للإطلاع على كافة الكتّاب إضغط هنا

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net