صفحة الكاتب : نزار حيدر

فِي ذِكْرى العُدوانِ الإرهابِيِّ على اليَمَنِ؛ (آلُ سَعُودٍ) والارْهاب..تَوْأَمٌ سِيامِيٌّ* الجُزْءُ الأَوَّل
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا يُذكرُ أَحدهُما الا وذُكِر الآخر، فمنذ ان بايعَ ابْنُ سعود الشّيخ المبتدِع محمّد بْن عبد الوهاب، مؤسّس الحزب الوهابي، على الدّم والهدم، كما تذكر ذلك كلّ المصادر التّاريخية، لم يتوقّف نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية عن الارهاب وبكلّ اشكالهِ، والذي تطوّر مع تطوّر الوسائل والاساليب والأدوات.
 
   انّهُ الاداة المفضّلة لبسطِ نفوذهِ وفرضِ اجنداتهِ وإخضاعِ خصومهِ، فالإرهابُ بالنّسبةِ لنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرةِ العربيّة كالماءِ بالنّسبةِ للسّمكةِ، لا يعيشُ او يستمرُّ بدونهِ أبداً. 
 
   في البدء كان إرهابهُ عبارةً عن الغارات المسلّحة التي كان يشنّها على بقيّة القبائل في الجزيرةِ العربيّة، فيقتل الرّجال ويَسبي النساء ويغتنم كلّ ما يقع تحت يدَيهِ من مالٍ ودوابٍّ وعقار! بعد ان يُفتي له ابْنُ عبد الوهاب بكفرِ الْقَبيلَةِ فيحلّل لهُ الدّم والعِرض والنّاموس والشّرف والهدم، حتى استقرَّ لهُ الامرُ في الجزيرة العربية، ليبدأَ بالمرحلةِ الثّانية من الارهاب عندما راحَ يشنُّ غاراته المسلّحة على الشّعوب المجاورة منها شعوب البحرين وعُمان والكويت والمنطقة الشّرقيّة من الجزيرة العربيّة وغَور الاْردن والعراق الذي تعرّض الى اكثر من (٢٠٠) غارة مسلّحة على يد قوّات آل سَعود كان من أعنفِها وأقساها هجومهُم على مدينة كربلاء المقدسة في العام (١٨٠٢) التي لم يكن فيها من أَهلها سوى النّساء والشّيوخ والأطفال فيما كان رجالها في زيارةٍ الى النّجف الأشرف لتجديد العهد والولاء والبيعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكرى عيد الله الأعظم، عيد الغدير الأغر، فقتلت قوّات (آل سَعود) اكثر من (٥٠٠٠) طفل وامرأة وشيخ طاعن في السّن وسرقت التُّحف والهدايا الثّمينة الموجودة في العتبة الحسينيّة المقدّسة وعبثت بمحتوياتها.
 
   وقد كرّر آل سَعود غارتهم التّالية على مدينة النّجف الأشرف الا انّهم فشلوا فشلاً ذريعاً عندما ووجهوا بخندقٍ عظيمٍ وسورٍ شاهق الارتفاع كان النّجفيون قد بنَوهُ حول المدينة لحمايتها من عدوان آل سَعود والحزب الوهابي بعد غارتهم وعدوانهم السّابق الذِّكْر على كربلاء المقدّسة.
 
   وتطوّر إرهاب آل سَعود منذ لحظة اكتشاف البترول في المنطقة الشّرقية في العشرينيّات من القرن الماضي والذي أتخمهُم بالمال الوفير جداً وظّفهُ آل سَعود لحمايةِ انفسهِم ونظامهم و (إرهابهم) بالتّحالفات الدّولية خاصةً مع الولايات المتّحدة الأميركيّة، من جانب، ولنشر الوهابيّة التكفيريّة في كلّ مكانٍ من خلال تأسيس المدارس والمعاهد والمراكز في مختلف دول العالم والتي عشعشَت فيها عقيدة التّكفير والارهاب وبيّضت وفقّست وفرّخت ونمت وترعرعت حتى تحوّلت اليوم الى غولٍ عظيمٍ اختطف الاسلام وحوّله الى اداةٍ مهمّةٍ من أدوات القتل والذّبح وحرق الجثث، موظّفاً النّص الدّيني المتشابه والتّاريخ المزوّر والنّماذج الخارجة عن ربقة الدّين، الى جانب توظيفهِ ادارة الحرمَين الشّريفَين، لشرعنةِ جرائمهِ البشعة، من جانبٍ آخر.
 
   واذا اخذنا بنظرِ الاعتبار ما يلي؛
 
   أولاً؛ ان كلّ الارهاب (الدّيني) الذي يشهدهُ العالم مصدرهُ الفكر الوهابي السّلفي التّكفيري الذي منبعهُ نظام القبيلة الفاسد والحزب الوهابي حصراً.
 
   ثانياً؛ انّ كل فتاوى التّكفير التي تحرّض على الكراهية والغاء الآخر، وكذلك فتاوى العنف والارهاب والذّبح والقتل والتّدمير والهدم وفتاوى التّحريض الطّائفي تصدر عن فقهاء التّكفير المحميّين بسلطة آل سَعود او امتداداتهم في الشّرقِ والغربِ حصراً.
 
   ثالثاً؛ انّ كلّ جرائم الارهابيّين وبمختلف أسمائهم ومسمّياتهم مدعومة بأموال البترودولار وبالإعلام الذي يصنعهُ ويديرهُ هذا البترودولار حصراً.
 
   رابعاً؛ انّ كلّ جماعات العنف والارهاب المنتشرة في مختلف بقاع العالم وفي كلّ القارّات الخمسة، وبمختلف أسمائها ومسمّياتها، هي عبارة عن تفريعات من التّنظيم الإرهابي الأُم (القاعدة) الذي فرّخها هنا وهناك، والأخير (تنظيم القاعدة الإرهابي) أسَّسهُ آل سَعود ومخابراتهم في أفغانستان مطلع الثمانينيّات من القرن الماضي حصراً.
 
   خامساً؛ انّ كلّ الأزمات في المنطقة والتي تطوّرت الى حروبٍ ومعارك مسلّحة وتدخّلات عسكريّة، كما هو الحال في البحرين واليمن وسوريا وغيرها، سببها سياسات نظام القبيلة التي تحرّض على الصّراعات الطّائفيّة وتتدخّل لتدمير أَيّة محاولة تغيير سلميّة لشعوب المنطقة لحماية نَفْسهِ بسبب فقدانهِ للشّرعيّة، وارتعاد فرائصهِ من الديمقراطيّة وأدواتها! حصراً.
 
   سادساً؛ انّ أشهر قادة وزعماء الارهاب حول العالم، وانّ أشهر العمليّات الاجراميّة الارهابيّة حول العالم، مثل أحداث (١١) أيلول في مدينة نيويورك، قادها وخطّط لها ونفّذها إِرهابيّون سعوديّون حصراً.
 
   يتبع
 
   *هذا المقال، بتصرّف، هو فصلٌ من كتابٍ سيصدرُ قريباً عن نخبةٍ من النّاشطين الحقوقييّن والمدنييّن من عدّة دول في ذكرى عدوان (آل سَعود) على اليمن، كنت قد كتبتهُ في [١٥ آذار ٢٠١٦] المنصرم. 
 
   ٢٠ آذار ٢٠١٦                      
 
                             للتواصل؛
 
E-mail: nhaidar@hotmail. com
 
Face Book: Nazar Haidar
 
WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
 
(804) 837-3920       
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/21



كتابة تعليق لموضوع : فِي ذِكْرى العُدوانِ الإرهابِيِّ على اليَمَنِ؛ (آلُ سَعُودٍ) والارْهاب..تَوْأَمٌ سِيامِيٌّ* الجُزْءُ الأَوَّل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net