صفحة الكاتب : علاء كرم الله

أنتفاضة العراقيين وثورة الصدر الى أين؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بات واضحا لدى الجميع بأن ايقاع التضاهرات أزداد تأثيرها بعد أنضمام التيار الصدري أليها بشخص زعيم التيار السيد مقتدى الصدر الذي أعطى للتضاهرات زخما معنويا قويا!
فالحقيقة أن لا الحكومة ولا الأحزاب السياسية كانت تحسب للمظاهرات ولا الى مطالب المتظاهرين التي بدأت منذ قرابة عام أية حساب!، ولكن قيادة التظاهرات من قبل زعيم التيار الصدري وأتباعه وضع الحكومة في موقف حرج وفي أكثر من حساب؟!
ليس لكثرة أتباع السيد مقتدى الصدر، الذي بأمكانه أن يحرك الملايين منهم بأشارة من سبابته! وأنهم على أستعداد لأن يرموا بأنفسهم في الجحيم من أجله!!، ليس ذلك حسب ولكن لأن أنضمام السيد مقتدى الى صفوف الجماهير الثائرة وتبنيه لمطالبهم معناه أنشقاقه على الحكومة وعلى ما يسمى بالتحالف الوطني الشيعي! الذي يمثل أحد أقطابه الرئيسية والهامة وهذا ليس بالأمر الهين، رغم أن هذا التحالف يعاني أصلا من الأنشقاق وعدم الأنسجام والصراع بين مكوناته منذ فترة طويلة؟!
لا سيما وأن التيار الصدري ممثل بالحكومة بأربع وزارات وأكثر من 20 مقعد  في البرلمان ناهيك عن مجالس المحافظات ووكلاء الوزارات والمدراء العامون.
وهنا لا بد من الأشارة بأنه بقدر ما أعطى السيد مقتدى جرعة وشحنة قوية للتظاهرات بعد أن حول تلك التظاهرات الى أعتصامات مفتوحة أمام بوابات المنطقة الخضراء, فأنه بنفس الوقت حرك السكون والخفوت الذي خيم على التيار الصدري وخاصة على جناحه العسكري الذي يعرف (بجيش المهدي) منذ فترة طويلة
 والذي تم تجميده بناء على أوامر السيد مقتدى، وهذا مما أخاف الكثير من العراقيين!؟، حيث المعروف عن أتباع التيار الصدري الأنفلات وعدم الأنضباط!، وقد عانى السيد مقتدى من ذلك كثيرا، وفي أحايين كثيرة أعلن براءته من أفعالهم؟!، ولهذا يؤكد الصدر ويطالب أتباعه وكل المتظاهرين بعدم حمل السلاح؟! وعلى سلمية التظاهرات.
نعود الى صلب الموضوع ونسأل: هل ستحقق هذه التظاهرات والأعتصامات أهدافها ومبتغاها وتحقق مطالب الشعب بالأصلاحات والقضاء على الفساد؟ وهل سيأتي (العبادي) بكابينة وزارية (تكنوقراط) من خارج الأحزاب السياسية كما تطالب الجماهير الثائرة؟
بدأ نقول أن أحزاب السلطة الحاكمة التي تتألف منها الحكومة طالما عرفنا عنها الأختلاف والصراع والتناحر حتى داخل الحزب والتيار والكتلة الواحدة وكان أختلافها هو من أجل مصالحها الحزبية والفئوية والشخصية الضيقة ولم نشعر مرة واحدة أنها أختلفت من أجل المصلحة الوطنية او مصلحة الشعب، العجيب في أمر هذه الأحزاب اللاوطنية العميلة أنها أصطفت بكل قوة مع بعضها!؟ من اجل أجهاض الأنتفاضة الشعبية والوقوف ضد مطالب الجماهير بالأصلاح؟!!.
كما لم يعد خافيا بأن العملية السياسية في العراق تأسست على أساس التوافقات والمحاصصة السياسية والطائفية وبرضى كل قادة الأحزاب والتيارات السياسية؟!، ولا زالوا كلهم متمسكون بذلك!!، ولن يسمحوا لأي تغيير خارج الأتفاقات والمحاصصات؟!!
الشيء الاخر أنه لطالما بقي رئيس الحكومة الضعيف(العبادي) داخل أسوار حزب الدعوة الذي يقود الحكومة منذ بدأ العملية السياسية في العراق من بعد السقوط والذي ينسب لهذا الحزب كل هذا الخراب والدمار!! الذي حل بالعراق خاصة فترة حكومة (المالكي)، فمن الصعب تحقيق أية أصلاحات جوهرية يطالب بها الشعب.
فبقدر ما يثور الشعب على الحكومة ويوجه سهام نقده على الأحزاب السياسية وقادتها ألا أنه يخص منها على وجه التحديد والخصوص حزب الدعوة الذي يقود الحكومة!، فأي أصلاحات ننتظر؟
المعروف عن السيد مقتدى الصدر عدم ثباته على المواقف وتراجعه وسرعان ما ينقلب ذات اليمين وذات الشمال!!، وأيضا سهولة أقناعه من قبل قادة الأحزاب السياسية، كما لا ننسى تأثير دول الجوار والأقليم عليه؟!، وهذا ما يضع الجماهير الثائرة في حالة القلق وعدم الأطمئنان من ذلك؟!.
 أليكم هذا المشهد وقس عليه!؟(أن أروع ما في صورة المشهد الثوري للجماهير هو أنتفاضة طلاب جامعة المثنى والتي أطلق عليها ثورة القميص الأبيض!، ولكن فضائية البغدادية سرعان ما سرقت صورة المشهد الطلابي النقي الثوري الحقيقي؟!، فظهر أنور الحمداني الذي طالما أرتدى البدلة السوداء منذ ظهوره على الشاشة قبل عشر سنوات؟! ولا ندري هل هوأرتدى البدلة السوداء من باب الموديل؟ أم حزنا على العراق وشعبه على مايمر به من ضيم وقهر؟ سرعان ما ظهر الحمداني وهو يلبس الكفن الأبيض!!! تيمنا بالشهيد الصدر الثاني(محمد محمد صادق الصدر والد السيد مقتدى) وأطلق على صورة المشهد الطلابي ثورة الكفن الأبيض والقميص الأبيض؟؟؟!!، ثم نتفاجأ بعد ذلك بظهور السيد مقتدى الصدر يوجه خطابا الى الجماهير وهو يلبس الكفن الأبيض!؟، المفاجأة الأكبر أن أنور الحمداني سرعان ما فاجأ المشاهدين بعد ذلك بأيام بتركه البدلة السوداء والكفن الأبيض؟! وظهوره وهو يرتدي البدلة البيضاء وبدون كفن؟!!، الأكثر غرابة أن السيد مقتدى الصدر سرعان ما ظهرهو الآخر يوجه خطابه للجماهير نازعا الكفن الأبيض؟؟! ولا ندري ما المقصود بكل هذه الصور الكاريكاتيرية ومن يتبع من وهل هناك لزوم لكل ذلك أصلا؟؟؟!.
أن غالبية العراقيين يعون بشكل كامل وبيقين تام بأن ما مر بالعراق وما يمر به الآن  ومستقبله السياسي، كان ولازال رهن القرارات والأتفاقات والمصالح الدولية والأقليمية(الأمريكية- الأيرانية- السعودية- الخليجية- التركية)! بعيدا عن أية رؤية وقرار داخلي ووطني من الأحزاب السياسية العراقية!،كما عرف عن كل قادة الأحزاب والتيارات السياسية بالعراق بأنهم طلاب سلطة وليسوا بناة دولة، فالتغيير العراقي خارجي وليس بيد الجماهير ولا الحكومة؟!.
أن الجيش بيد الحكومة ومن الصعب كسب حياده من قبل المنتفضين والثائرين! كما أن القاصي والداني يعرف بأن هذا الجيش الذي لا يمت الى صورة الجيش العراقي الأصيل بأي شيء! تأسس على أسس طائفية بعيد كل البعد عن المهنية ولازال الكثير من ضباطه هم من ضباط (الدمج) الذين  تم منحهم رتب عسكرية (بالكوترة!!) وهم لم يتخرجوا من الكلية العسكرية، ومن الطبيعي ان ولاء هؤلاء الضباط والمراتب وكل هذه المؤوسسة العسكرية سيكون للحكومة التي يقودها حزب الدعوة الشيعي!.
وبناء على كل ما تقدم أرى من الصعوبة تحقيق ما تصبوا أليه هذه الجماهير الثائرة من أصلاحات وفي مقدمتها القضاء على الفساد وتقديم الفاسدين للعدالة، نعم سيحدث تغيير ولكنه سيكون تغيير شكليا وليس بمستوى الطموح! وسيتم الألتفاف على مطالب الجماهير باكثر من طريقة وطريقة؟!.
بعيدا عن شحن فضائية البغدادية للسيد مقتدى! الشارع العراقي لازال يوجه السؤال الى السيد مقتدى بأعتباره هو من يقود ثورة الجماهير، أين كنت من فساد هذه الحكومة طيلة 13 سنة التي مضت؟ لماذا تثور الآن؟ ألم يكن تيارك جزء فاعلا في كل الحكومات التي شكلت تلك الحكومات التي نعاني من فسادها الآن؟ ألم يلعب تيارك دور بيضة القبان في فوز هذا المرشح أو ذاك لمنصب رئيس الحكومة؟؟! ثم ماذا قدمت لأبناء التيار الصدري منذ 13 عاما ولحد الآن؟ فصورة مدينة الصدر البائسة وأهلها المدمرين توجه لك ألف سؤال وسؤال وتتحفظ على ثورتك؟
أخيرا نقول: لا أرى في دخول السيد مقتدى  على خط الأحداث ما يحقق اهداف الجماهير بقدر ما يزيد من حالة الفوضى والأرباك على عموم المشهد العراقي والذي سيؤدي لربما الى صراع شيعي شيعي عنيف كالذي شهدناه أبان حكومة المالكي الأولى!.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/21



كتابة تعليق لموضوع : أنتفاضة العراقيين وثورة الصدر الى أين؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net