صفحة الكاتب : رسول الحسون

حتى لا ترجع المسؤولية العقيمة لعادتها القديمة
رسول الحسون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ببساطة متناهية يمكننا القول ان كلمة الفساد العنوان الأول دون منافس للمراحل السياسية المتعاقبة ، بما كرسه من مصائب ومآسي للشعب على الأصعدة  كافة ، تجاوز بحجمه وخطورته بعد اتساع دائرته وتداخل شبكاته في مفاصل الدولة حتى  وصلت إفرازاته للتهديد المباشر والعلني لاستقلال العراق ووحدته بعد مكيدة احتلال الإرهاب لأراضي شاسعة من جسد الوطن تحت عباءة الفساد في ظلمة الدهاليز  المشبوه بتخطيط  إقليمي دولي عاونه فُساد الداخل ، لذا أصبحت كلمة الفساد ملاصقة لألسنة الجميع بل غدت أنشودة القهر والظلم بأصوات  أطفالنا .

 و دون تعقيد التحليل والتأويل والاجتهاد، أسباب تفشي آفة الفساد السرطانية المستفحلة ، تكمن بالخلل  في عقل من تصدى لحمل مسؤولية صنع القرار في مواقع المسؤولية بعناوينها المختلفة مع استهانته المبيتة بعقل المواطن والاستخفاف  به ، رأى نفسه فوق القانون بما امتلك من حصانة منصب برلماني أو حكومي او دعم ومساندة كتلته السياسية بالتغطية على ملفات فساده لكونه رافد لمال السحت لها ، ولا يفوتنا إن  ذلك المسؤول أختبر الوهن والهشاشة في الجهاز التشريعي والتنفيذي والقضائي وما رافقهم من الفشل الذريع في الآليات المعالجة لذلك الملف الخطير بغياب المحاسبة والشفافية الحقيقية  وتطبيق الأسس القانونية التنظيمية لمحاربته ، بل على العكس من ذلك  كان هناك الإمعان والتفنن في خلق الفوضى الإدارية وإلغاء متعمد لمنظومة الضوابط القيمية والأخلاقية والقانونية ليتسنى استغلال المناصب الحكومية (التي يُشاع أنها تباع "كسرقفليات" بين الكتل السياسية وانتهاك الواجب الأخلاقي والشرعي والوطني بتفشي الرشوة والمحسوبية والاختلاسات بأرقام فلكية عن طريق الاحتيال والنصب والتزييف والتزوير وعمولات وسمسرة  والنهب والتبذير للمال العام وموارد الدولة للمصالح النفعية الشخصية ( وعلى عينك يا تاجر ) ، ومن خلال عملي كصحفي ولقائي بشرائح المجتمع المختلفة  ، لم تكن تساؤلات المواطن إلا في دائرة واحدة إلا وهي الفقر والفساد والإشارة للغنى الصاروخي الفاحش لبعض الناس وامتلاكهم معظم أراضي العراق وممتلكاته ملكا صرفا غير قابل للاسترجاع ، وتساؤلات أخرى عن المحسوبية والولاء السياسي والقربى في التعيينات حيث لكل وظيفة ثمن من خلال ابتداع طرق الابتزاز وانعدم المساواة والعدالة بتكافؤ الفرص ، انجاز المعاملات والمستمسكات الرسمية بخرق القانون بالرشاوى تحت وضح النهار ، بيع الثروة الوطنية المتمثلة بعقارات الدولة والاستيلاء عليها وتهريب الأموال والعملة الصعبة والحبل على الجرار .

لكن صوت الشعب برفع الغطاء عن السياسيين الفاسدين من خلال المظاهرات والاعتصامات في السنوات الماضية ، تم تسويفه والالتفاف عليه وتمييع المطالبات المشروعة للمواطن العراقي و(رجع المسؤولين لعادتهم القديمة ) او( كانك يا مواطن... يابو زيد ما غزيت )، ويبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر الصمت والقبول بما مقسوم له  .

لكن اليوم محاولة أخرى لتفعيل المطالبات بفضح الفاسدين وتضييق الخناق عليهم من خلال استمرار المظاهرات الحاشدة وتعالي الأصوات بشكل لا يمكن لأسلوب   التسويف او تفشي الإشاعات واتهام الآخرين  والطعن بنواياهم ،  أن تنطلي مرة أخرى (لا يلدغ المؤمن من جحرا مرتين ) ، لذا لابد من زيادة الزخم الجماهيري والمشاركة الشاملة لكافة مكونات الشعب وطوائفه وتوحيد المطالب ووضوحها ودقة شعاراتها وعدم تسيسها وانحرافها عن هدفها الأساسي الإصلاح وفضح الفاسدين مهما علت مناصبهم او مكانتهم السياسية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسول الحسون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/25



كتابة تعليق لموضوع : حتى لا ترجع المسؤولية العقيمة لعادتها القديمة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net