صفحة الكاتب : د . حسين ابو سعود

قصف تازة بالكيماوي.. من المسئول الحقيقي؟
د . حسين ابو سعود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيدا عن الأسلوب التقليدي في توجيه الاتهام المباشر للجهة المنفذة دون دراسة الدوافع وتحديد الارهاصات وتشخيص المسببات أقول بان داعش ليس المسئول عما حدث من مأساة جراء قصف مدينة تازة خورماتو التركمانية بالأسلحة الكيمياوية ، لان داعش عدو شرير يتحكم به ثلة من المتهورين، وليس من العقل ان نتوقع منهم الرحمة او ان نطلب منهم الترفق في القتل وعدم استخدام أسلحة الدمار الشامل  والاكتفاء بالأسلحة التقليدية في قتل أهلنا وشعبنا، لان داعش فئة من المتهورين يمكنهم تدمير الأخضر واليابس وهم أعداء الجمال وشذاذ الافاق ولصوص الأرواح. وأريد هنا ان أطالب بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت الى حدوث هذه الفاجعة الإنسانية بحق أناس مسالمين همهم العيش الكريم دون تدخل من الاخرين في شئونهم والعكس صحيح.

وإذا كان داعش مسئولا عما حدث فهو آخر المسئولين، والمسئولية الكبرى تقع على عاتق الدولة العراقية التي تسوف وتماطل وتضيع الوقت، والا ما معنى عدم تحرير منطقة بشير المحتلة لحد الان؟ ولماذا لا تفتح عدة جبهات مع داعش في وقت واحد خاصة وهي تتمتع بدعم دولي فعلي في مقاومتها لداعش، ثم ان المسئولية تتدرج لتشمل حكومات الدول المجاورة بالدرجة الأولى وحكومات دول العالم الأخرى بالدرجة الثانية 

ويزداد عجبي من موقف الاخوة الكرد من هذه المأساة الإنسانية لاسيما وان لهم تجربة قاسية ومؤلمة في حلبجة التي تعرضت لقصف كيمياوي ظالم أدى الى سلب حياة الألاف من الرجال والنساء والأطفال، وكنت أتوقع بانهم ومن واقع معاناتهم سيكونون في المقدمة في الاحتجاج ورفع الصوت عاليا واتخاذ الخطوات العملية بما فيها الرد العسكري السريع لضمان عدم حدوث هجمات مشابهة أخرى على المناطق المكشوفة للتركمان وهم أي الكرد كما قلت ضحايا سابقين للسلاح الكيماوي الغادر، ثم اين رد الحكومة العراقية وأين الحكومة ككل وأين المعتصمون والمتظاهرون في بغداد من هذه المأساة؟، ولماذا لا يضمنون هتافاتهم بعضا من عبارات الاستنكار؟ اين الأحزاب والقوميات والأديان والمنظمات؟

اين المجتمع الدولي؟ اين أمريكا وروسيا؟ اين تركيا وإيران؟ وأين المرجعيات السنية والشيعية؟

ان ما حدث في تازة كان بسبب تقاعس المجتمع الدولي ككل امام احتلال داعش للموصل وبدؤهم بهدم قبور الأنبياء والصالحين والمباني الاثرية مثل منارة الحدباء التاريخية، وتقاعسه امام احتلال سنجار وسبي الايزيديات واغتصابهن.

لقد تحركت دكة الموتى ولم تتحرك ضمائرهم أولاد ... كما قال مظفر النواب: ان حظيرة خنزير اطهر من اطهرهم، سكتوا وخنعوا وتساهلوا حتى استيقظوا على خبر القصف الكيماوي الغادر على منطقة تازة الآمنة المطمئنة ولكن هل تحركت الضمائر كما ينبغي؟

الجواب لا ولعلهم ينتظرون قدوم داعش الى هذه المناطق لقتل الرجال وسبي النساء والأطفال ثم بيعهم في أسواق النخاسة ولكن هيهات، تموت المرأة التركمانية ولا تُسبى.

وأخيرا أقول لكل من تقاعس او تباطئ في التفاعل مع مواجهة داعش بان الخطر قادم وسيجرف الجميع كما السيل ومن حُلقت لحية جاره فليسكب الماء على لحيته.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين ابو سعود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/25



كتابة تعليق لموضوع : قصف تازة بالكيماوي.. من المسئول الحقيقي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net