صفحة الكاتب : حمزه الجناحي

الاسود مفروض عليك سيدتي ..صورة من مدينتي .
حمزه الجناحي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لم اتوقف واتفاجأ عندما يمر في بالي او عندما يدور نقاش حول معاناة المرأة في العراق وهي تعيش على الدوام اوضاع متعبة ربما ما مرت بها أي امرأة اخرى وفي أي مكان اخر على هذ الارض الكبيرة ومعاناتها لم تكن مرحلية يوما وتنتهي بانتهاء مسبباتها بل اصبحت حالة ظاهرة دائمة جاثمة ومستمرة وربما الكثير من النساء في العراق ولدن وتوفين وهن على حال واحد ولم تتغير احوالهن نحو الافضل ابدا ولعلي اقول واضن اني ليس مبالغا ان البعض من العراقيات لا يستطعن العيش الا وهن على هذه الشاكلة المتعبة لأنهن لا يعرفن الا مثل هذه الظروف التي جبلن عليها للأسف الشديد ,, أي وصف ممكن ان تطلقه على المراة العراقية مدحا لها لأنها تتميز بتركيبة نفسية يصح القول عنها جهادية في فطرتها التي فطرت عليها فهي الصابرة بكل ما تعني هذه الكلمة من كل معانيها العلنية والمستترة وهي ايضا المجاهدة والقانعة وهي الخلوقة بشكل ليس له مثيل والا ما تسمي ما تمر بها من معاناة دون ان تتمرد على واقعها المر وهي تقف بجانب الابن والزوج والأب والابو والجار والصديق ...

وجدناها وهي تشيع الاخ والأب والابن الى المثوى الاخير ووجدناها وهي تعمل باعمال لا تعملها الا الرجال ووجدناها في الحقل يوم رمي الزوج على جبهات القتال ووجدناه تتسول لعيالها يوم مات المعيل ووجدناها تزاحم الرجال وهي تقف معهم باحثة عن عمل في المساطر والتجمعات رأيناها تعمل في معامل الطابوق وتجمع الملح من المستنقعات وتزرع حتى ان البعض منهن وكما اسلفنا لم يبالين يوما ان يعملن في مهن لا يمكن ان تعملها امراة بسبب الوضع الاجتماعي لكن كل ذالك جرى على ذالك المخلوق الذي وجده الهك وصنعه ليكون في اجمل وابهى واحلى صورة وأعطاها الصفاة الانثوية الرقيقة والقوة المتواضعة وجسم جميل بمواصفاة المراة التي هي استمرارية للحياة مع الزوج لتعيش بحبوحة الراحة والسكينة لتعطي وتمد الرجل بالحب والحنان لا لتعيش كما تعيش اليوم في العراق وكأنها ليست تلك المراة التي تعيش في باقي الدول الاخرى ... 

الحقيقة ما يكتب عن المراة في العراق لا يمكن ان يعطي الصورة كاملة عن المراة ولا يمكن ان تعطيها حقها لأنها حالة اقل ما يقال عليها لا وجود لها في مكان اخر وهذه الدول المجاورة او التي تشبة العراق في الكثير من الصفاة مثل الديانة والطبيعة الاجتماعية بل حتى في بعض الاحيان ان الظروف مشابهة للظرف العراقي لكن الفرق شاسع بين المراتين ...

لا ائتي بجديد في الحديث عن تلك المراة في العراق والتي وحسب الارقام التي تعرض على المواطن الاعداد المهولة في العراق والتي هي مليونية في كل الاحوال ,,مليون ارملة ,,مليون عانس مليون عاطلة وفقيرة فالأرقام تتهاوى تحت اقدام الامهات في العراق ..

استوقفني الحشد الكبير من النساء البابليات وهن يتجمهرن امام دائرة الرعاية الاجتماعية ويتدافعن ويتزاحمن وهن يحملن بأيديهن ملفات من اجل الوصول الى ذالك الموظف الذي يقف على الباب لتلك الدائرة وتحت درجة الحرارة التموزية التي لا يمكن ان يتحملها انسان لكني وجدت ان المراة العراقية تتحمل تلك الحرارة اقتربت للفضول من ذالك التجمهر فوجدت ان الالاف من النساء يقفن هناك وهم متشحات بالسواد ويكاد ان يصبح اللون الاسود وهو اللون او الموديل السائد فلم اجد أي امرأة ترتدي ثوب او كما يقال في العراق دشداشة فيها لون اخر فقط الاسود وبامتياز وهذا وحده للأسف يعطيك انطباع مزعج عن ما تعيشه المراة تلك من حزن والم وقهر ..آلاف وفعلا اعني الرقم آلاف وبأعمار مختلفة وقفن هناك يجمعهن قاسم مشترك واحد هو العوز وجدت العجوز ووجدت المرأة المتوسطة في العمر ووجدت المراة الصغيرة والشابة وجدت المقعدة والعمياء والمريضة وحتى المجنونة وجدت كل الصور التي لم تألفها عيني هناك ..وتبين لي بعد أن استفسرت عن هذا العدد الهائل من النساء وهن يقفن على تلك الباب عرفت ان تلكم النساء هن المستفيدات من المساعدات المادية التي تقدمها الدولة لهن بسبب عوزهن وحاجاتهن لتلك الدنانير التي لا تغني ولا تسمن لكن هذا هو الحال .

ارامل ..مطلقات..عاجزات..مكفوفات..مهجورات من الازواج ..زوجات نزلاء في السجون..كبار بالسن(شيخوخة)..معيلات لأطفال فقدو المعيل.. 

وكذالك وجدت الكثير من النساء العوانس اللواتي صرن عالة على الاهل بعد مرور السنوات عليهن لييئسن من القادم للزواج منهن ...

الاف فعلا الاف من النساء جئن من مختلف مناطق المحافظة وبعضهن قطع العشرات من الكيلوات ليثبتن لتلك الدائرة انهن لازلن بحاجة لتلك المساعدة المادية البسيطة ولم يطرا على حالهن طارئ جديد جئن يستلمن البيان السنوي لتأكيد حاجتهن لدنانير ربما نصف من تلك الدنانير يصرف للعودة الى منازلهن البعيدة وفي المناطق النائية ...

اكثر من( 15000)خمسة عشر الف امرأة فقط المستفيدات وحسب الارقام القريبة من تلك الدائرة وربما نفس هذا العدد اذا لم يكن اكبر لم يذهبن الى تلك الدائر اما لتعففهن او لأنهن منحدرات من عوائل كانت ذات يوما لها شان فضلن العيش هكذا وعدم الذهاب او البعض منهن تمنعهن الاعراف الاجتماعية من الذهاب الى الدوائر الحكومية وربما البعض منهن يتعالين او يستنكفن من ان يمددن ايديهن لتلك الدنانير القليلات التي لا تستوجب ان ينزعن من اجلها الحياء والوقوف كالمتسولات على تلك الابواب ...

انا اعتقد جازما ان محافظة بابل هي من المحافظات التي تعتبر افضل من غيرها من جهة العيش وتوفر فرص العمل قياسا لبعض المدن الاخرى في الجنوب العراقي التي لا تتوفر فيها فرص العمل الا الزراعة فقط وهي اليوم غادرت العراق بسبب شحة المياه فإذا كان الحال وهذه الاعداد في هذه لمحافظة التي هي احسن حال من غيرها من المدن فما حال مدن مثل ميسان او الناصرية او الديوانية او السماوة ,, انه غيض من فيض في بلد الارامل والمطلقات والعوانس والمتعبات والمهجورات .

 

العراق—بابل

Kathom69@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حمزه الجناحي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/03/31



كتابة تعليق لموضوع : الاسود مفروض عليك سيدتي ..صورة من مدينتي .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net