صفحة الكاتب : مهدي المولى

المثقف معلم الشعوب
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نعم المثقف هو معلم الشعوب كمعلم الطلاب
لهذا على  مثقف الشعوب  ان يفهم ويدرس مستوى الشعب وعي الشعب وينزل الى مستواه ثم ينطلق في عملية رفع مستوى الشعب فالويل له ولهم اذا انطلق من مستوى غير مستواهم  او اذا سخر من مستواهم من معتقداتهم ثوابتهم حتى لو كانت غير عقلانية فانه يؤدي الى عزوف الشعب عنه او يؤدي الى الاصطدام وبهذه الحالة يؤدي الى الفشل وهزيمة الثقافة والمثقفين 
للاسف هذا الاسلوب استخدم من قبل كثير من المثقفين وخاصة الذين  ينسبون انفسهم الى العلمانية الى المدنية الى اليسارية لهذا لم نر اي تأثير ولم يرفعوا مستوى الشعب ولا خطوة واحدة الى الاعلى ولم يتقدموا بالشعب خطوة واحدة الى الامام بل العكس نرى مستوى وعي الشعب انخفض الى الاسفل درجات ورجع الى الوراء خطوات بل استطيع ان احمل مسئولية ما حدث من عنف وتطرف في البلدان العربية هو نتيجة لما طرحه هؤلاء  من افكار واراء فوق مستوى عقلية الشعب وما قاموا به من سخرية بقيم ومعتقدات الشعب وأحتقارا لثوابته وهذا لا يمكن قبوله فلكل شعب قيم وثوابت  يقدسها ومستعد ان يموت من اجلها وهذه طبيعة  كل شعب كل قوم كل مجموعة من البشر تعبد   وتقدس بقرة  نار شجرة وتعتز بها ولا يمكن ان تقبل من اي شخص ان يسئ اليها   وربما ترد بتحدي على من يفعل ذلك واذا لم ترد تعتبر من يفعل ذلك جاهل متخلف
على القوى المثقفة التي تريد التغيير التجديد  في المجتمع ان تعي او تدرك مستوى وعي الشعب والانطلاق من مستواه  اي الانطلاق من  النقاط المضيئة في تاريخه ورفعه الى مستواها 
ان  الاساءة الى قيم المجتمع وثوابته والسخرية    والاستهزاء بها والدعوة الى نبذها يولد رد فعل عنيف الى اقامة مجموعات ارهابية واعتقد ما حدث من عنف وارهاب نتيجة   لهذه السخرية والاستهزاء بقيمه وثوابته الاساسية 
 كما  ان الغاء قيم المجتمع وثوابته بالقوة كما حدث في بعض البلدان في  ما يسمى الدول الاشتراكية او الانقلابات العسكرية التي فرضت رأيها ومعتقدها على الشعب  والغت اراء ومعتقدات الشعب ادى  الى الفشل ومن ثم انهيار الدولة بل الى الفوضى والحروب الاهلية  وبالتالي زيادة تمسك الشعب برأيه بمعتقده حتى الغير عقلانية
 من اكثر الاخطار التي تهدد الحياة هي فرض رأي فكر واحد على الشعب بالقوة يعني ذبح العقول وتحويل الشعب الى قطيع من الحيوانات بل دون الحيوانات  منزلة  تحولها الى قطيع بدون عقول لهذا على المثقف المؤسسات الثقافية ان يدع تدع  العقول تسبح حرة في بحر الحرية بدون قيود بدون شروط   تدع العقول حرة  في طرح افكارها وتدع هذه الافكار تتلاقح  فمن هذا  التلاقح تتولد افكار جديدة اسمى وارقى من تلك الافكار وهكذا تتقدم  وتتطور الحياة  فالحياة تتطور وتتقدم بالافكار التي تولد من الافكار المتلاقحة وتتخلف وتدمر بالافكار التي تولد من الافكار المتصارعة
اياكم والتضييق  على اي فكر على اي اعتقاد وخنقه او منعه  فهذا يعني  دفعنا الافكار الى التصارع وهذا يعني دفعنا الشعب والوطن الى اتون الحرب الاهلية والطائفية والعشائرية وحتى المناطقية وهذا ما حدث ويحدث في ما فعله الطاغية صدام وما حدث في كل البلدان التي حكمها الطغاة وفرضوا حكمهم بقوة السلاح وفرضوا  الرأي الواحد والغوا كل الاراء الاخرى اي الغوا عقول الاخرين
 من هذا يمكننا القول ان مهمة المثقف ليست  فرض رأي واحد ولا حتى رأيه بل ان مهمته دفع الاخرين الى طرح افكارهم ووجهات نظرهم بحرية وبدون اي خوف من احد او مجاملة لاحد بل منطلقا من قناعته الذاتية فقط وفي نفس الوقت عليه ان يحترم آراء وافكار الاخرين
يعني على الجميع ان ينتقدوا ان يطرحوا وجهة نظرهم في كل شي والذي يحكم هو المحصلة النهائية لكل هذه الافكار والاراء لا يجوز لرأي واحد مهما كان ان يفرض نفسه  
لهذا اثبت ان الديمقراطية والتعددية  هي النظام الأسلم والأصح لانه يمنح للانسان كرامته وانسانيته من خلال حرية عقله
فالعقل الحر لا شر فيه فكل الشر في العقل المحتل

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/02



كتابة تعليق لموضوع : المثقف معلم الشعوب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net