العلل الخمسة لعودة القوات الأمريكية للعراق
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طبلت كثيرا الجوقة الموسيقية, الخاصة ببعض الساسة المهووسين, ضد الحشد الشعبي, باعتباره قوة غير شرعية, مما سهل مهمة الأعلام العربي المغرض, وبعض القنوات المحلية سيئة الصيت, لشن حملة صفراء ضد الحشد الشعبي, لتتم عرقلة مسيرة الحشد في تحرير الأرض, خصوصا أن الجيش العراقي إلى ألان, يعاني من حقبة المالكي, التي تسببت في تهالك المنظومة العسكرية, لأسباب كثيرة, كل هذا كي يتم تهيئة الأرض, لعودة القوات الأمريكية.
فانظر لحجم المساهمون بعودة الأمريكان.
نشرت صحيفة اندبندنت البريطانية أخيرا, تقريرا للكاتب والمحلل "باتريك كوكييرن" يقول فيه, أن ما حدث في بلدة ( مخمور) العراقية, من انسحاب للجيش العراقي, أمام قوات التنظيم الإرهابي داعش, يدل على استمرار ضعف الجيش , ويكشف أن مسالة عودة القوات العسكرية الأمريكية, لميدان المعارك في العراق, وبأعداد كبيرة, هي مسالة حتمية, لاعتبارات تهم الإدارة الأمريكية, في تحقيق انتصار حقيقي على داعش, وفي الموصل بالتحديد.
ففي تحليل نشر عن ثلاثة مسئولين, بوزارة الدفاع الأمريكية, أن جنود عراقيين, في الفرقة 15, التي استقبلها وزير الدفاع العراقي في "مخمور", تعرضت لهجمات متواصلة, من مقاتلي تنظيم داعش, قد فروا إلى الجبال بعد ترك قاعدتهم, بعدها اتخذ الجيش الأمريكي قرارا هاما, بإرسال قواته لدعم القوات العراقية, داخل وحول مخمور, عندها أرسل 200 من مشاة البحرية بأربع وحدات مدفعية للقاعدة المهجورة ألان.
هذا الأمر يدفعنا لأدراك علل خطيرة, تهدد مستقبل البلد, والمنظومة العسكرية العراقية.
العلة الأولى: أن أمريكا تخطط للعودة من جديد للساحة العراقية, تحت ذريعة أن الجيش العراقي ضعيف, وانه لن يصمد طويلا, أمام هجمات داعش, بالإضافة لاعتبارات أن تحرير الموصل يجب أن يكون أمريكيا, خصوصا مع قرب الانتخابات الأمريكية, فالتوقيت مهم, لكن هناك عقبة كبيرة, أمام الحلم الأمريكي, وهي قوة الحشد الشعبي, التي استطاعت في زمن قياسي, وبأقل الخسائر, من تحرير معقل كبير للإرهابيين, وهو مدينة تكريت, لذا كان العمل الدءوب الذي اخذ كل طاقات الإدارة الأمريكية, هو تحييد الحشد الشعبي عن أي دور مستقبلي, عبر أساليب خبيثة متنوعة, ومؤثرة, وفعالة.
العلة الثانية: الحشد الشعبي المبارك, وبعد أن لفت انتباه العالم, على قدراته الكبيرة, التي يمتلكها, ومكنته من كسب المعركة ضد داعش, ولو أتيحت له الفرصة, لأزال داعش من الوجود, لكن بالمقابل, أذا تم هذا الآمر, فيعتبر خسارة فادحة لأمريكا, ولبعض ساسة أهل السنة, لذا عملت أمريكا على تعطيل نجاحات الحشد الشعبي, عبر اللعب بالأوراق المتاحة لها, عندها ارتفع صراخ بعض ساسة أهل السنة, ضد الحشد الشعبي,
جانب أخر خطير, هو الدفع الخارجي للازمة المالية بالاستفحال, كي يصعب أمداد الحشد الشعبي بما يحتاج, مع عرقلة رواتب جنود الحشد الشعبي, بالإضافة للدفع بالأزمة السياسية للتدهور, عندها يمكن للأمريكان التحرك بحرية اكبر, وتحقيق الهدف المنشود.
على الداخل العراقي, التنبه لما يجري, لنحافظ على عامل قوتنا ألان (( الحشد الشعبي)), وكي نمنع ما يراد لنا من سوء.
العلة الثالثة: الجيش العراقي ضعيف جدا, بسبب ضعف التدريب, وفساد هيكليته, واختراقه من قبل فلول النظام, والجماعات الإرهابية, كل هذا تم في زمن المالكي, فقد كان بالإمكان بناء جيش قوي, تدريبا وتسليحا وكفاءات, لو كان هناك رؤية وخطة وبرنامج, لكن تم إهماله وتحويله إلى باب للفساد, وطريق لهدر الأموال, وانكشف البناء الكارتوني للجيش, عند سقوط الموصل, لولا تدخل المرجعية الصالحة, وفتواها الشهيرة بالجهاد الكفائي, وولادة الحشد الشعبي المبارك, الذي تمكن من صدر الهجمة البربرية.
الأهم الآن عملية تصفية للعناصر الفاسدة وغير الكفاءة, مع أعادة النظر بانتشاره, بما يضمن القضاء على الطائفية في التوزيع, ونشير إلى ضرورة الاهتمام بتنويع التسليح, عبر برنامج حكومي, رصين ومهني, يضمن تحول الجيش لقوة إقليمية في المستقبل, إما التدريب فيجب أن يكون عراقيا خالصا, مع الاستفادة من تجارب الآخرين الناجحة, واجد الأفضل الابتعاد عن أمريكا, تدريبا وتسليحا ومشورة.
العلة الرابعة: سعي حثيث وواضح, وهو العامل الطائفي, لبعض ساسة أهل السنة, في حرب الحشد الشعبي إعلاميا, عبر تصريحات تساوي بين الحشد المبارك وبين الدواعش, في عملية نتنة لخلط الأوراق, أولا لاعتبارات طائفية, فهم منزعجين جدا, لان الشيعة هم من يسعى لإنقاذ الوطن, من تورط الكثير من أبناء آهل السنة, ضمن تنظيمات الإرهابيين الدواعش, حيث ما زال البعض بعقلية البعث, الذي يؤمن بان الحكم ارث خالد لأهل السنة, فيرتضون تسلط الدواعش عليهم, أو التدخل الأمريكي, على أن يكون للشيعة أي فضل يسجل بأعناقهم.
على جمهور أهل السنة, أن يفهموا جيدا أن الحشد الشعبي, ليس لطائفة معينة بل هو للعراق, وانه وجد لمنع تمدد التكفيريين جغرافيا, وان يقوموا بإقصاء بعض ساستهم المرضى طائفيا, لان حالتهم ميئوس من علاجها.
العلة الخامسة: الخطوة الأمريكية, تدلل على ضعف المكون السياسي الأكبر, وهو التحالف الوطني, الذي يعاني ضعف كبير, مع انه كان يجب إن يكون بوصلة العملية السياسية, الحامي لها, لكن يبدو انه تحول إلى مجرد فقاعة لا وزن لها, فمنذ رحيل عبد العزيز الحكيم وهو يعيش صراعات داخلية.
التحالف الوطني لو كان ذو قرار مؤثر, وحازم في عملية تثبيت القرار اللازمة, لما تجاسر منافق, في الطعن بثوابت البلد, أنها دعوة إلى قادة التحالف الوطني, لمراجعة الذات, وإعادة الروح للجسد الميت.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
اسعد عبدالله عبدعلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat