صفحة الكاتب : د . يوسف السعيدي

الحكيم....الراحل..محمد باقر
د . يوسف السعيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أيها الموت......يا من غيبت جبلاً من سامي الدعائم في الثرى ...أيها الموت يا من عصفت في ريع الفضيلة ...وطويت ذلك الغصن ذي الثمرات...فذوى ربيع المكرمات ...وضحضحت الأرجاء والآفاق....عن السحاب الممطر ..وغادر العلياء وهي تمشي بعد ربيعها ...وحيدة سوائمها بذلك الوادي السحيق ...حين أقبلت أيها الموت ...ومررت بالحكيم محمد باقر ...غيض ذلك البحر ...وقد طمى حتى القاع....وتكورت شمس الكمال .....رحيلك أيها الحكيم ...وبكاء المنابر ونوح المزابر ....هي اشد ما يشجي النفوس مضاضة.....بعد ان استهلها دمع المحابر ...وعويل الشعائر....أزف الرحيل أيها الحكيم ...فلا ليل الفخار أقمر ...ولا يوم الكمال أشمس.....هكذا مضيت يا حكيم الزمان نقي الرداء من أدران الدنيا ألدنيه.....ومضى ركب الحكمة يحدو عجلاً ..ليلتحق إلى الرفيق الأعلى....فأنهلت العيون بدمعها المتفجر . سمعاً..وطاعة....شهيد المحراب ...فسطوري خرساء لا تملك لساناً معبراً....لأن المعالي ساومت خطباءها ...فطفحت تلك المشاعر العظام بروعة قدسيه...حجت لها وفودنا في عرفات الشموخ ..صنفين... مقصرين ومحلقين....فطفنا بنعشك يا حكيم ..مهطعي الرقاب...وركبنا يحدو بين مكبر ومهلل...ومن عظم مصابنا ..بتنا بحج اكبر....لدهشتنا بفقدك سيدي...يا مجد العلا...وشوط الفخار ...وسمو ألمكانه...سجية هي عندك النبل...والسخاء......حين أزف الرحيل ...تذكرت فيك من البسالة يومها من كل قسورة مشمر في الهياج ...حين دققت انف الطائش المتكبر ...والنزق الذي تسنم دست الحكم فترة ثلاثين عاماً وخمس......لقد أريتهم أيها الحكيم أن المنية في العلياء ....أشهى لفؤادك من رحيق كوثر....سل الدماء السائلات أيها التاريخ ...كيف أن جريانها من أجساد الشهداء من غير مهجة الحكيم ..لم يكتمل....سيدي الحكيم ..لقد مضيت بطلاً وحاشاك أن يعتريك جبن...لكن القدر قد...حم...فلم يترك حتى بسالة الأسود...وهكذا أنت أيها الموت تلج البيوت فتنتقي من خيارها رجالاً...فأوديت بقطب رحى العلا والرفعة....وهكذا حملت نعش الحكيم الراحل ...شم الأنوف ....حيث طأطأت لهم شم الجبال...تأدباً...وقداسه. أزف الرحيل يا حكيم الدهر...فرفرف قلبي ذهولاً ....ولوعه...رزيتك أبكتني...فاستفاضت عيناي مدامعاً أيها القلب المفجوع ...هل أشجتك الذكرى فمضيت تؤبن ذكريات لم تزل روحي تعاقر حلمها الوردي....أنى لي نسيان أحاديثك ...التي أرخت علي سدولاً من الجلال ..والهيبة.....وغمرت الأفاق النجوم الزاهرات ...وافترش الربيع الأرض حقولاً يانعه ...وخفق القلب بالعواطف ..رقة...ولهفه....وأبصرت العينان جمال الوجود....صدى ذكراك سيدي بعثت في المشاعر رهبةً ...كالذكر ترتيلاً...وتجويداً......سيدي حكيم ألامه ...قداسة....حماسة...شيخوخة....هزت صياغات البلاغة من يراعي الحزين ...تبجيلاً...لسفر الخلود الذي ما انفك يروي فصولاً ....ما زلت الملم حلقاتها ...رهبة...ورغبه....في السانحات من الخواطر التي تداعب ذهول القلوب.....هكذا سيدي شهيد المحراب ...تستوحي سطوري السماء ...قصائدا...شقت لها سبيلاً في خالدات الدهر ...فاستنفذ مدادي عبارات التبجيل....بعدما أزف الرحيل ...يا حكيم الزمان......

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . يوسف السعيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/07



كتابة تعليق لموضوع : الحكيم....الراحل..محمد باقر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net