صفحة الكاتب : سعود الساعدي

الاصلاحات العراقية في العيون الاميركية
سعود الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هل ان مشكلة العراق كدولة ونظام سياسي وتحديات اقتصادية وامنية متصاعدة

وغيرها من مشاكل وتحديات متنامية تتوقف معالجتها على حكومة التكنوقراط؟

وهل باتت حكومة التكنوقراط المزعومة هي الحل المثالي والعصا السحرية التي

ستحل كل مشاكل العراق؟ ام ان مشكلة العراق الحقيقية هي جملة مشاكل بنيوية

في اصل نظامه السياسي وسوء ممارسة لقواه السياسية الدائرة في فلكه

والمقسمة لكعكته!.

 

ما عادت صيغة الحكم العراقية الحالية التي قامت على اسس التوافق الاثنو

طائفي والقومي والسياسي صالحة فقد استنفذت كامل مقوماتها وشعاراتها وبات

صمودها امام متغيرات الواقع وافرازات الميدان وتصاعد التحديات من غير

الممكن وصارت الحاجة ملحة لبلورة صيغة حكم جديدة تستوعب كل هذه المتغيرات

والمستجدات وتطوي صفحة المحاصصة المدمرة التي استنزفت البلد وشعبه

ومقدراته وتعيد قراءة التجربة العراقية وتعمل بقوة وجدية على تصحيح

مسارها ولن تتمكن ادوات المحاصصة من القيام بهذه المهمة الصعبة ولن تنجح

الا في اعادة تدوير هذا الواقع وانتاج صيغ جديدة في عناوينها متشابهة في

مضامينها بل يبدو الامر بحاجة الى حوار وطني شامل وحقيقي.

 

الواقع العراقي واقع متداخل تلعب فيه بعض القوى الاقليمية والدولية

وبالذات الولايات المتحدة الاميركية مهندسة وراعية عمليته السياسية

الهجينة تلعب فيه دورا كبيرا ومؤثرا ولا يمكن للقوى العراقية الانفراد في

اللعب في ساحتها المحلية رغم كل محاولات الحراك والضجيج التي اثارتها

خلال الاسابيع الماضية فالتغيير الحقيقي المنفرد بحاجة الى فاعل كبير

يمارس فعلا سياسيا كبيرا يجذب الاغلبية الساحقة من العراقيين وقواهم

الحية ويدفعهم للوقوف بجانبه وهو امر غير وارد حاليا ما ولد قناعة بضرورة

وجود توافق ضمني غير معلن بين القوى الفاعلة والمؤثرة الاقليمية والدولية

لإيجاد صيغة تجمع القوى العراقية على حد ادنى من التوافق وتسيير عجلة

العملية السياسية على الاقل للأشهر القليلة القادمة كونها جزء من منطقة

يراد تسكين ملفاتها وتبريد ساحاتها بعد سنوات من الاشتعال الشامل

والمتنقل.

 

تحاول واشنطن ان تكون اللاعب الابرز وتمارس خلف الستار دورا فاعلا رغم

المزاحمة الايرانية وتوسع النفوذ السعودي فضلا عن التركي في الداخل

العراقي فقد تحدثت بعض التسريبات عن دعم واشنطن لمجموعة من مرشحي حكومة

التكنوقراط التي قدمها رئيس الوزراء العراقي في مظروف مغلق الى رئيس

البرلمان ودعمها لقائمة بديلة ايضا في حال فشل تمرير اسماء الكابينة

الوزارية الاولى هذا الدور وان لم يتضح اعلاميا الا بعد زيارة المبعوث

الرئاسي بريت ماكغورك تهيئة لزيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي

اكد على مجموعة اولويات في زيارته مؤخرا ولقائه بصناع القرار السياسي

العراقي اهمها دعم السيد العبادي في عملية اصلاح مزعوم يضمن تمثيل

المكونات السياسية العراقية وتسكين الملف السياسي العراقي وتخفيف درجة

حرارته الى ادنى حد قبل ارتفاع درجة حرارة الصيف التي ستنعكس عليها حتما

مع بقاء ازمة الكهرباء واعطاء الميدان ومعركة تطهير الموصل الأولوية

الاهم فالانتخابات الاميركية قادمة والديمقراطيون بحاجة الى تحقيق انجاز

ميداني قبل نهاية ولاية اوباما يمكن ان يرفع من اسهم مرشحتهم هيلاري

كلينتون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعود الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/11



كتابة تعليق لموضوع : الاصلاحات العراقية في العيون الاميركية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net