صفحة الكاتب : علي علي

أحلام المواطن في التغيير
علي علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 في وقت ضاق فيه الخناق على العراقيين، بدءًا من الأمن والأمان وصولا الى السلم والسلام في بلادهم وعاصمتهم (دار السلام) مرورا بمنافذ العيش والـحياة الكريمة في أيامهم التي باتت عسيرة أينما يقلبونها، يلوح لكثير منهم ضياء في نهاية نفق كان قد أزلقهم فيه بعض الساسة وأرباب الكتل المنتفعة، الذين أكملوا مسيرة رائدهم المقبور في النظام السابق، بل أضافوا لما فاته من وسائل في قمع المواطن وحصره في زاوية اللاحول ولاقوة، وذلك من خلال تجريده من حقوقه وخداعه بحرية مداعاته بها فقط، فضحكوا على ذقنه من حيث يدري ولايدري. فبات المواطن يردد:
                 رب يوم بكيت فيه فلما 
صرت في غيره بكيت عليه
إذ مع بوادر التغيير المزمع -او فلنقل التغيير المبطن- ومن خلال الكوة الضيقة التي طال انتظار بصيص نور ينفذ منها قد يغير شيئا من واقع البلد المعاش، فقد وضع العراقي (كل بيضه) في سلة من يأتي بجديد في سياسة جديدة ونهج جديد، وتأمل ان يكون له قدر كبير من التحلي بالشهامة والبطولة في إعطاء منصبه المعول عليه ما يتمم عليه بالثناء والشكر من قبل المواطن، وقطعا لن يأتي هذا من خلال الخطابات والندوات والإعلانات المدفوعة وغير المدفوعة الثمن، بل من خلال ترجمة كل المواعيد والعهود التي يقطعها على أرض الواقع، في أداء مهامه في مؤسسته وفق متطلبات المصلحة العامة ومصلحة الفرد العراقي، لامصلحة الحزب والفئة والعشيرة والمنطقة، وعلى الوزير الجديد او المدير العام او المدير أيضا، أن يجعل الفرد العراقي يلمس انجازاته ويتحسسها بشكل واضح، يعود عليه بالفائدة ويكون حينذاك الشكر والحمد أول مكافأة يتمتع بها المسؤول، واول وسام يعلقه على صدره في منصبه القيادي، وهو الذي سيشهد له التاريخ على مر العصور، أما حزبه فهو موضوع يجب أن يكون شخصيا من باب الحرية الشخصية، ولايدعه يدخل في صلب عمله، ويتداخل مع مهامه في خدمة البلاد وملايين العباد.
 لقد مر العراقيون خلال العقود السابقة بما جعلهم يدركون الصالح من الطالح من المسؤولين، كما باتوا يبصرون المرئي واللامرئي من نتاجاتهم، حيث تكشف أمام بصائرهم وسائل المكر والخديعة التي مررها السابقون من المسؤولين، والذين اتخذوا من مناصبهم تشريفا لاتكليفا، حيث باعوا واشتروا بثروات البلد وكأنها (مال الخلفوهم)، كذلك هم باعوا بأرخص الأثمان رضا المواطن عنهم، والذي عمتهم مصالحهم الخاصة عن بلوغ أهميته في دنياهم علاوة على آخرتهم. نعم، لقد نسي متبوئو مناصب القيادة في مؤسسات البلد فيما سبق، أن المواطن هو ثروتهم الحقيقية التي تمتد حتى بعد خروجهم من مناصبهم وتركهم كراسي مؤسساتهم، وقد يكون استذكار بعضهم ممن تولوا مناصب قيادية في مؤسسات البلد خير معين لمن يتقلد منصبا مرموقا في سلسلة الهرم الوظيفي في الحكومة، قد لايكون وزير المالية اليهودي ساسون حسقيل اولهم، كما قد لايكون آخرهم، وهو الذي خدم البلد ووزارة المالية إبان الحكم الملكي، والذي مازال ذكره عطرا طيبا لايمكن نسيانه، بل زاد طيبا مع تعاقب الفاسدين والسراق ممن ائتزروا المالية وباقي الوزارات من بعده، والأخيرون يطول بهم المقام إذا أردت إدراج أسمائهم في مقال.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/11



كتابة تعليق لموضوع : أحلام المواطن في التغيير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net