صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

أزاهـير ثـقـافـيـة
عبد الزهره الطالقاني

 لعل المشهد الثقافي الأجمل في بغداد قيام فنانين ومثقفين متطوعين بعث الحياة في مسرح الرشيد اذ اعتبروه ذاكرة وجدانية وابداعية لعموم العراقيين والعرب . حيث بدؤوا في تنظيف المسرح وترميمه تمهيداً لاعادة افتتاحه .. ويبدو ان هؤلاء الشباب يئسوا من وزارة الثقافة التي أهملت تأهيل هذا المسرح الذي يُعد ثالث اكبر مسرح في العاصمة بعد مسرحي الوطني والمنصور ، حيث تعرض الى اضرار كبيرة اثناء الحرب التي ادارتها امريكا لاسقاط النظام البائد .

وضمن تقاليد الاحتفاء بالمبدعين احتفى بيت المدى الثقافي بالشاعر رعد عبد القادر الذي اسهم بحيوية في انجاز التحول الى قصيدة النثر . لكن ما يميز الشاعر في مجموعته " صقر فوق راس شمس" هو ضآلة استخدام ضمير المتكلم وتواري رعد عبد القادر خلف جملة غير منحازة. يقول سعد هادي : يشبه بيت الشاعر من الداخل كتاباً مفتوحاً ، كانت تلك ملاحظة رعد وحدث بها اصدقاءه . الا انه على الرغم من اصداره اكثر من مجموعة شعرية كقصائد نثر غير انه كان يبحث عن انموذج خاص به ، الانموذج الذي يسعى للتفرد به عن نصوص النثر العراقية والعربية.
كما احتفى بيت المدى بالكاتب الانجليزي الكبير وليام شكسبير  بمناسبة الذكرى ال 450 لميلاده الاحتفالية العراقية تناولت المنجز الادبي للكاتب البريطاني وحضوره الابدي رغم مرور هذا الزمن الطويل على غيابه فقد الف (38) مسرحية خلال حياته الحافلة والتي انتهت عام 1616 . واحتفى البيت كذلك بالمبدعة والقاصة والناشطة سافرة جميل وهي من اولى النساء اللائي انتمين لرابطة المرأة العراقية ، وهي قاصة وروائية اثبتت حضورها في المشهد الثقافي العراقي منذ الخمسينيات من القرن الماضي عندما فازت قصتها (دمى واطفال) بجائزة جريدة الاخبار الادبية.
فضلا عن قيام بيت المدى الثقافي وضمن منهاجه الاسبوعي الاحتفاء بالفنان الرائد عبد القادر رسام حيث لا يمكن اهمال اهم صفحة من تأريخ الفنون التشكيلية في العراق .. لقد ولد الراحل في مثل تلك الاجواء التي ولد فيها المثقفون والسياسيون والشعراء والادباء والفنانون التشكيليون الذين اصبحوا فيما بعد نواة تأسيسية وموارد وينابيع نهل منها الفن العراقي الحديث وتربت الاجيال اللاحقة على منجزهم الفني ... لقد بدأ عبد القادر رسام من الخلاصات الاسلوبية لا شهر المدارس الفنية حيث كان مع الحاج محمد سليم وعاصم حافظ ومحمد صالح زكي يرسمون الطبيعة والحياة الجامدة باساليب مدرسية تقليدية .
وعلى ذكر الفنون التشكيلية افتتح في قاعة حوار المعرض الفني الاول للفنانة صبا آل سعيد ابنة الفنان الراحل شاكر حسن آل سعيد الذي كان له الاثر الواضح على فنها واسلوبها خاصة اتجاه البعد الواحد .. وهذا ليس مستغربا فقد أثر آل سعيد بجيل كامل من خلال مدرسته التجديدية ومناسكه التصوفية على سطح اللوحة حسب رأي النقاد الذين اكدوا أن لـ صبا اسلوبا خاصا يجمع الكرافيك بالرسم ، وفيه مزايا العمل الطباعي وحرية الاداء وعناية فائقة بالتكوين والبنية متفوقة بقيمتها النهائية سيرا على خطى ابيها متأثرة بأنطونيو تابيز .
واقام قسم الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة ، معرضا فنياً شاملاً للاعمال اليدوية ونتاجات الطلبة ، وشمل المعرض ابداعات ومهارات لعروض مختلفة عبرت عن القدرات الحرفية والمهنية اليدوية وعقلية الانسان المبدع في النحت والتشكيل والزخرفة والعمل على المعادن والرسم والخط.
في حقل الفن السينمائي عرضت ثلاثة افلام من قبل منتدى السينما والمسرح وبالتعاون مع المركز الثقافي البغدادي في قاعة الف ليلة وليلة ، الفلم الاول عنوانه (تغيير الزمن) للمخرج الشاب حسين الشامي وتم في الفلم تسليط الضوء على قضية التعامل مع الوقت وتغييرات الواقع من اقتحامات التكنلوجيا وتأثيرها في الانسان بين الماضي والحاضر ، اما الفلم الثاني فعنوانه ( حرامات ) للمخرج الشاب حسين ابراهيم حيث تناول موضوع عصابات داعش وما خلفته من دمار ومجازر . الفلم الثالث عنوانه (حصاد) للمخرج قاسم قصي وناقش هذا الفلم فكرة كيف ان زراعة فكرة جيدة بطريقة سيئة يكون حصادها سيئاً. 
للمجالس البغدادية نشاط خاص ولهذه المجالس دور ثقافي مهم ورواد وبرامج يتم من خلالها عقد جلسات شهرية لتقديم محاضرة في موضوع ما . فبعد مجلس كاشف الغطاء ، استضاف مجلس الغبان الثقافي الدكتور عبد اللطيف عبد الحميد العاني للحديث عن المناطق المتخلفة في المدينة من خلال دراسة اجتماعية اعدها وطبعها في كتاب .. المجلس استقطب عددا كبيرا من الاستاذة والاكاديميين والادباء .بينما كان التوهج المسرحي وفيزياء الصورة المسرحية عنوانا للمحاضرة التي القاها الفنان جبار محيبس في ندوة نقاشية ضمن الفعاليات النصف شهرية لمنتدى الدكتورة امال كاشف الغطاء الثقافي .. المجلس مستمر في منهجة الثقافي ويستقطب مجموعة كبيرة من المهتمين من علية القوم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/11



كتابة تعليق لموضوع : أزاهـير ثـقـافـيـة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net