صفحة الكاتب : نزار حيدر

واشُنطُن تَستَعدّ لِذَبْحِ (البَقَرةِ المريضَةِ)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
    أولاً؛ لقد ظلّت واشنطن تعتبر بترودولار (آل سعود) أكثر قيمة واحتراماً من دماء ضحايا مواطنيها جرّاء هجمات (١١) أيلول، ولذلك ظلّت تتستّر على الصّفحات السريّة من التّقرير الخاصّ الذي صدر عام ٢٠٠٤ طوال كل هذه المدّة.
   امّا اليوم فبعد ان خرج البترودولار من حساباتهم او كاد، فلم يعُد له دورٌ في السّياسات الدّولية والعلاقات العامّة كما في السابق لأسبابٍ عديدةٍ منها هبوط الأسعار، أحيت واشنطن قيمة دماء الضّحايا تحت ضغط الرّاي العام الذي عبّرت عنه رسالة أسر الضّحايا الاخيرة الى الرئيس اوباما بقولها [انّه من غير المقبول الخضوع لمطالب وإملاءات حكومة أجنبيّة والتخلّي عن مبادئ العدالة الأميركيّة في سبيل تحقيق أهداف ديبلوماسيّة] ولذلك فانّ واشنطن الان بصدد إصدار التشريع الخاص في الكونغرس والذي يجيز ملاحقة (الحُثالة آل سَعود) على حدّ وصفها لنظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية، قضائيّاً في المحاكم الأميركية بتهمة الارهاب والقتل الجماعي وارتكاب جرائم حرب ضدّ الابرياء.
   ثانياً؛ لقد تغيّرت اللّعبة في العالم والمنطقة، سواء على صعيد المنهج والأدوات او الى صعيد اللّاعبين، ولكون نظام القبيلة لا يمكنهُ هضم هذه المتغيّرات، ولا يقدر على الاندماج مع اللعبة الجديدة ولا يمكنهُ ان يستوعب أدواتها الجديدة بسبب عقليّتهِ المتخلّفة وطبيعتهِ التي تنتمي الى الماضي الغابر والاغبر، ولذلك بدأت واشنطن وحليفاتها تدير ظهرها له لتتجاوزهُ غير مأسوفٍ عليه خاصةً وانّهُ نظامٌ هرِمٌ بكلّ الأبعاد.
   ثالثاً؛ ان ما يجري الان على مستوى العلاقة بين واشنطن والرياض لم يأتِ من فراغٍ ابداً، كما انّهُ لم يكُن وليد اللّحظة، فليس من السهولة بمكان ابداً ان يغيّر الكونغرس الأميركي بحزبيَه رأيهُ في العلاقة النّمطيّة، التاريخيّة والتقليديّة، مع نظامٍ ظلّ بالنسبة لهم وعلى مدى عقودٍ طويلة البقرة الحلوب التي تدرّ عليهم ذهباً كنظام (الحثالة آل سَعود) لولا الجهود الجبّارة الكبيرة والمتواصلة التي بذلتها أطرافٌ كثيرة أميركيّة وأوروبيّة بالاضافة الى أطرافٍ من دول وشعوب ضحايا الارهاب كالعراق والبحرين والجزيرة العربية واليمن وسوريا ولبنان ومصر والباكستان وغيرها الكثير من رعايا الدول التي تضرّرت بإرهاب نظام القبيلة.
   لقد بذل سياسيّون وباحثون وكتّاب وإعلاميّون ومراكز أبحاث ومنظّمات مجتمع مدني وناشطون وغيرهم جهداً كبيراً حول العالم وداخل الولايات المتّحدة لفضح التوأمة السّياميّة بين الارهاب ونظام القبيلة، فنجحوا في صناعة رأيٍّ عامٍّ ضد العلاقة النّمطية بين واشنطن والرياض والتي جاءت خلال الفترة المنصرمة على حساب قيم حقوق الانسان والديمقراطية التي يتحدّث عنها الغرب واميركا تحديداً، الامر الذي تطور في الفترة الاخيرة الى ما نراهُ اليوم من عزم المشرّعين الأميركان من كلا الحزبين على تبنّي قرار التجريم في المحاكم والذي تبنّاه بادئ الامر (٢٢) عضواً وتم تمريرهُ في اللجنة القضائيّة في مجلس الشّيوخ كانون الثّاني المنصرم.
   رابعاً؛ انّ لحظة إصدار التشريع ستكون لحظة تاريخيّة فاصلة بين زمنَين، زمن الحماية الدّولية لآل سعود وجرائمهم على الرّغم من كل ما فعلوه بالبشريّة من قتل وتدمير وإرهاب ونشر الكراهية والتّكفير وغير ذلك، وزمن رفع الحماية الدّولية عن هذا النّظام الخطير الذي رعى كل هذا الارهاب على الأقل على مدى نصف القرن الأخير، لينال مصيره المحتوم برميهِ في مزبلة التّاريخ.
   يلزم على كل ضحايا الارهاب الاستعداد الكامل وتهيئة الوثائق والادلّة والبراهين لتقديمها للمحاكم الأميركية التي ستفتح ابوابها على مصراعيها أمامهم لرفع دعاوى قضائية ضد (آل سَعود) والحزب الوهابي وفقهاء التّكفير.
   لقد آن الاوان ليرفع ضحايا الارهاب في كلّ مكان دعاوى قضائية ضد (الحثالة آل سعود) في المحاكم الأميركيّة من خلال اصدقائهم وأقاربهم في الولايات المتّحدة سواء المواطنين منهم  او المقيمين الدائمين.
   ليقطف ضحايا الارهاب ثمار صبرهم وتحمّلهم وجهادهم الديبلوماسي والحقوقي والاعلامي ضدّ ارهاب حثالة (آل سَعود).
   ان الاستعداد لتلك اللّحظة أَمرٌ مهمٌّ جداً فهي الفرصة التاريخية التي ستدمّر هذا النظام والحزب الوهابي بعد ان تفضحهُ امام الرّاي العام كونهُ حاضنة الارهاب الاوّل في العالم، ففي مدارسهِ ومعاهدهِ عشعش وبيّض وفقّس ونما وترعرع الارهاب، ومن تحتِ عباءتهِ انتشر الى العالم ليضرب في الاتّجاهات الأربعة.
   ان تجريم (آل سَعود) والحزب الوهابي في المحاكم الأميركيّة هي اللّحظة التاريخيّة التي ظلّ ينتظرها ضحايا الارهاب في كلّ مكان، ولذلك ينبغي عليهم وتحديداً العراقييّن الذين تضرّروا كثيراً من إرهاب نظام القبيلة والحزب الوهابي على مدى (١٣) عاما، ان يتعاونوا ويستعدّوا لتهيئة كافّة الوثائق التي تدينهم وما أكثرها.
   ينبغي على أُسر ضحايا الارهاب في العراق وكذلك الجهات الحكوميّة المعنيّة بهذا الملفّ الى جانب منظّمات المجتمع المدني المعنيّة التّعاون مع العراقييّن الأميركان للاسراع في تهيئة مستلزمات الملفّات القضائيّة لتقديمها للمحاكم الأميركيّة لحظة تشريع القانون من قبل الكونغرس الأميركي والذي لا اعتقد انّهُ سيأخذ وقتاً طويلاً.
   خامساً؛ ولا ننسى فانّ ارهاب (آل سَعود) لا يقتصر على الجانب العسكري والامني، جانب القتل فقط، اذ انّهُ مارس الارهاب الفكري والثقافي والعقَدي وكذلك الارهاب الاقتصادي، فعندما ظلّ هذا النّظام الفاسد يوظّف البترول وأمواله لتدمير اقتصاديات عدد من دول الجوار، فذلك هو الارهاب الاقتصادي، كما انّ اصرارهُ على فرض عقيدة الحزب الوهابي باعتبارها التّفسير الوحيد للدين فصادر الاسلام واختطف العقيدة حتّى تمكّن من غسل أَدمغة الأجيال المغرّر بها عبر اعلامهِ الطّائفي ومنابر الجُمعة المنتشرة في العالم والتي يرتقيها خطباء تكفيريّون متخلّفون، فذلك هو الارهاب العقدي، وهكذا، ولذلك يلزم فضح كل هذه الأنواع من الارهاب والتي سخّرها نظام القبيلة لتدمير بلدانَنا وشعوبَنا وخيراتها.
   ١٨ نيسان ٢٠١٦ 
                       للتواصل؛
‏E-mail: nhaidar@hotmail. com
‏Face Book: Nazar Haidar
‏WhatsApp & Viber& Telegram: + 1
(804) 837-3920

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/19



كتابة تعليق لموضوع : واشُنطُن تَستَعدّ لِذَبْحِ (البَقَرةِ المريضَةِ)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net