صفحة الكاتب : السيد ابراهيم سرور العاملي

الامام علي في ميزان القيم الروحية
السيد ابراهيم سرور العاملي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
🕌مجمع اﻹمام الصدر
نبارك لﻷمة اﻹسلامية جمعاء ذكرى ولادة أسد الله الغالب اﻹمام علي بن أبي طالب
الذي حباه الله بالولادة الميمونة بالكعبة المشرفة وقد روى الشيخ الصدوق في قصة ولادته عليه السلام. قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق (رحمه الله)، قال: حدثنا محمد ابن جعفر الأسدي، قال: حدثنا موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، قال: قال يزيد بن قعنب:
كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب وفريق من عبدالعزى بإزاء بيت الله الحرام ، إذ أقبلت فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت حاملة به لتسعة أشهر ، وقد أخذها الطلق ، فقالت :
ربّ !.. إني مؤمنةٌ بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب ، وإني مصدّقةٌ بكلام جدي إبراهيم الخليل ، وإنه بنى البيت العتيق ، فبحقّ الذي بنى هذا البيت ، وبحق المولود الذي في بطني لما يسّرت عليّ ولادتي !.
فرأينا البيت وقد انفتح عن ظهره ، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا ، والتزق الحائط ، فرمنا أن ينفتح لنا قفل الباب فلم ينفتح ، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله عزّ وجلّ ، ثم خرجت بعد الرابع وبيدها أمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم قالت : 
إني فُضلّت على من تقدّمني من النساء ، لأنّ آسية بنت مزاحم عبدت الله عزّ وجلّ سرّاً في موضع لا يحب أن يعبد الله فيه إلا اضطرارا .. وإنّ مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً ، وإني دخلت بيت الله الحرام فأكلتُ من ثمار الجنة وأرواقها . 
فلما أردت أن أخرج هتف بي هاتف ، يا فاطمة !.. سمّيه علياً فهو علي ، والله العلي الأعلى يقول : إني شققت اسمه من اسمي ، وأدّبته بأدبي ، ووقفته على غامض علمي ، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي ، وهو الذي يؤذّن فوق ظهر بيتي ، ويقدّسني ويمجّدني ، فطوبى لمن أحبّه وأطاعه ، وويلٌ لمن أبغضه وعصاه !..
الأمالي، الشيخ الصدوق/صفحة ١٩٤
ومن خلال مراجعتنا لسيرة اﻹمام نجد فضائل كثير أحاطت بمواقفه وحياته وقد اجتهد أئمة الكفر واشياع الضلالة وسعوا الى طمس فضائله من الولادة وحتى الشهادة.
كتب ابن أبي الحديد في مقدمة كتابه ( شرح نهج البلاغة ):
ـ ما أقول في رجلٍ أقرّ له أعداؤه وخصومه بالفضل، ولم يُمكِنْهم جَحْدُ مناقبه ولا كتمان فضائله.. ؟!
ـ وما أقول في رجلٍ تُعزى إليه كلُّ فضيلة، وتنتهي إليه كلُّ فِرقة، وتتجاذبه كلُّ طائفة ؟! فهو رئيس الفضائل وينبوعها، وأبو عُذرها وسابقُ مضمارها، ومُجلّي حَلَبتها. كلُّ مَن بزغ فيها بَعدَه فمِنه أخذ، وله اقتفى، وعلى مثاله احتذى.
ـ وما أقول في رجلٍ تحبّه أهل الذمّة على تكذيبهم بالنبوّة، وتعظّمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملّة، وتُصوِّر ملوك الفرنج والروم صورته في بِيَعِها وبيوت عبادتها، حاملاً سيفَه مُشمِّراً لحربه، وتصوّر ملوك الترك والديلم صورته على أسيافها.. ؟!
ـ وما أقول في رجلٍ أحبَّ كلُّ واحدٍ أن يتكثّر به، وودّ كلُّ أحدٍ أن يتجمّل ويتحسّن بالانتساب إليه ؟!.
يقول جبران خليل جبران في الامام علي:
في عقيدتي ان ابن أبي طالب كان اول عربي لازم الروح الكلية وجاورها وسامرها وهو اول عربي تتاولت شفتاه صدى أغانيها على مسمع قوم لم يسمعوا بها من ذي قبل، فتاهوا بين مناهج بلاغته وظلمات ماضيهم. فمن اعجب بها كان اعجابه موثوقا بالفطرة ،ومن خاصمه كان من اهل الجاهلية . مات علي بن أبي طالب شهيد عظمته، مات والصلاة بين شفتيه ،مات وفي قلبه الشوق الى ربه.
مات قبل ان يبلع رسالته كاملة وافية. مات شان جميع الانبياء الباصرين الذين يأتون الى بلد ليس ببلدهم والى قوم ليس بقومهم في زمن ليس بزمنهم ولكن لربك شانا في ذلك.
يقول بولس سلامة الشاعر المسيحي في مقدمة ملحمتة الغديرية:
قد يقول قائل، ولم آقرت عليا دون سواه من اصحاب محمد بهذه الملحمة ؟ ولا أجيب الا بكلمات فالملحمة كلها جواب عليه
وسترى سياقها بعض عظمة الرجل الذي يذكره النصارى في مجالسهم فيتمثلون بحكمه ويخشعون لتقواه،ويتمثل به الزهاد
في الصوامع فيزدادون زهدا وقنوتا،وينظر اليه المفكر فيستضيء بهذا القطب الوضاء 
ويتطلع اليه الكاتب اﻷلمعي فيأتم ببيانه ،ويعتمده الفقيه فيسترشد أحكامه.
ويقرأ الجبان سيرة علي فتهدر في صدره
النخوة وتستهويه البطولة، اذ لم تشهد الغبراء ولم تظل السماء اشجع من علي بن أبي طالب ،فعلى ذلك الساعد اﻷجدل اعتمد اﻹسلام يوم كان وليدا ،فعلي هو بطل بدر وخيبر والخندق وحنين ووادي الرمل والطائف واليمن.
وأعجب من بطولته الجسدية بطولته النفسية، غلم ير اصبر منه على المكاره.
إذ كانت حياته موصولة اﻵلام منذ فتح عينيه على النور في الكعبة حتى أعمضها على الحق في مسجد الكوفة.
ولم يستطع خصوم الرجل أن ياخذوا عليه مأخذا فاتهموه بالتشدد في احقاق الحق فارادوه دنيويا يماري ويداري واراد نفسه
روحانيا رفيعا يستميت في سبيل العدل،لا تأخذه في الله هوادة. وإنما الغضبة للحق
ثورة النفوس القدسية التي يؤلمها أن ترى عوجا. بقي لك أن تحسبني شيعيا. فإذا كان التشيع تنقصا ﻷشخاص،أو بغضا لفئات
،أو تهورا في المزالق الخطرة فلست كذلك. أما اذا كان التشيع حبا لعلي واهل البيت الطيبين الأكرمين،وثورة على الظلم
وتوجعا لما حل بالحسين وما نزل بأولاده من النكبات في مطاوي التاريخ،فإنني شيعي.
فيا أبا الحسن !ماذا أقول فيك ،وقد قال الكتاب في المتنبي انه مالئ الدنيا وشاغل الناس وإن هو الا شاعر له حفنة من الدر
إزاء تلال من الحجارة. وما شخصيته حيال عظمتك إلا مدرة على النيل خجلى من عظمة اﻷهرام.
22/4/2016
🍁🍁✒✒🍁🍁

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابراهيم سرور العاملي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/22



كتابة تعليق لموضوع : الامام علي في ميزان القيم الروحية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net