المؤمِن كَيّس فَطِن غيرِ آبه باللوابِس *
ابو باقر
 لا تَحسبوا قوةَ الظالمين وسلطة الغاشمين شيئا، فإنهم على شفا حُفرةٍ مِنَ الهلاكِ والدمار، وسيزولُ مُلكهم ، ويبورُ سعيهم. وان أمعنَ النظرَ المؤمنُ الموالي في كتابِ ربهِ القرآن الكريم ، و في الأحاديث المروية عن نبيهِ والأئمة الطيبين من عترته صلوات الله عليهم أجمعين، زادَ رجاؤهُ بالمستقبل الزاهر، وَبعُد عنهُ اليأسَ والكسل، ولبعثهُ النشاطَ والأمل إلى السعيَ والعمل، ولأدى واجبهُ مِن الامرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المُنكر، ولعَرفَ مسؤولياته ، وما هو مسؤولٌ عنهُ في قبالِ دينه، وكتابِ دينهِ وأحكامه ، ولا افهم ولا اعلم لِمَ يُعّولُ البعض على رِهانٍ خاسِر مُتشبثِاً بِهذا الشخصِ تارةً وذاكَ اخُرى بانياً آماله ُعلى على شُخوصٍ مِنَ البشر خطاء في اكثرِ احيانهم خداعون مُلبِسون عليهم , ونحنُ نعلم ان المؤمن الواعي مُتمرِس في عدم اثراءِ لواقح الفِتن , ارى ان البعض قدّ اختلفت امورهم و اضطربت فتارةً مُنتصراً لِهذا واُخرى ذاماً قادحاً لنفسِّ مَن انتصرَ له !
لِماذا لا نستنيرً بوصايا واوصافِ اميرُ المؤمنين للفِتنِ واستطالتها وقدّ وصف لنا بِعبائِر واضِحة بينة وجلية حيثُ قال : { لا يزالون بكم حتّى لا يتركوا منكم إلاّ نافعا لهم أو غير ضائرٍ بهم ، و لا يزال بلاؤهم حتّى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلاّ كانتصار العبد من ربّه و الصّاحب من مستصحبه ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشيّة و قِطعاً جاهليّة ليس فيها منار}
ويقولُ عليه السلام : "كن في الفتنة كابن اللبون؛ لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب". وابن اللبون عبارة عن جَمَل ذي سنتين، هذا الجَمَل لا يقوم بخدمة، لا ظهرٌ فيُركب، ليست له قوّةَ حَملِ الإنسان من بلد إلى بلد، وليس له ضرع فُيحلب، إنّما الإنسان يستبقي عنده ابن اللبون ليكبر يومًا من الأيام، ويصبح ظهرًا يركبه، أو يصبح ذا ضرعٍ يحلبه.
وليس معنى ذلك أن يعتزل الإنسان الساحة في الفتنة؛ فليس السلامة من الفتنة بالانسحاب من الساحة، وإنّما معنى ذلك أن لا يعطي الانسان من نفسه شيئاً للفتنة.
ان اهمَّ ما يعصِمَ الانسانِ مِنَ الفِتنِ هو * التقوى * وهيَ معاذ وفرقان لمِن يتحصّن بها، فاذا حصّن الإنسان نفسه في حدود الله تعالى، ولم يتجاوز حدوده في قولٍ أو فعلٍ ، عصمته التقوى من الضلال والفتنة، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : "اعلموا أنّه من يتقّ الله، يجعل له مخرجاً من الفتن، ونوراً من الظلم" .-النهج -
البعض شبيه بِما ذكرنا ولا قوةَ الا بالله ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابو باقر

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/30



كتابة تعليق لموضوع : المؤمِن كَيّس فَطِن غيرِ آبه باللوابِس *
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net