صفحة الكاتب : عمران الواسطي

عناصر القوة في تيار شهيد المحراب
عمران الواسطي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  تميزت قيادتنا منذ انطلاقتها في العمل السياسي على عناصر قوة شكلت أهم الدعائم التي جعلها محوراً هاماً في بناء الدولة العراقية الجديدة ، ومكنتها من ان تكون قطب الرحى فيها ، فمشروعها السياسي الذي طرحه في الساحة السياسية العراقية لم يكن مشروعاً وليد ساعته وإنما اعتمد على جملة عناصر امتدت جذورها في عمق التأريخ العراقي المعاصر وفي الحراك السياسي الوطني بين الجماهير الواسعة ، ومن هذه العناصر :- 
1- العمق التأريخي : إن مشروع قيادتنا السياسي تشكلت ملامحه منذ نصف قرن تقريباً وبدأ عمله ونشاطه السياسي الوطني منذ بداية مرجعية الإمام السيد محسن الحكيم (رض) الذي تميز بمواقفه الوطنية ووقوفه إلى جانب الشعب العراقي مقابل الحكام المستبدين والظلمة وساهم مساهمة فعالة في تشجيع المواطنين للمطالبة بحقوقهم المشروعة وبدعم مرجعي قوي من قبله (رض) إلى جانب اشتراكه في قيادة ثورة العشرين التي قامت ضد الاحتلال الأجنبي للعراق ، فشكل هذا العمق التأريخي والقيادي أهم ركيزة في قيادتنا وأمتداده بين الجماهير العراقية .
2- الرؤية الواضحة : تمتلك قيادتنا رؤية واضحة في بناء الدولة العراقية الجديدة وفي بنيويته الحديثة التي ثبتها شهيد المحراب (رض) طيلة عقود من الزمن في محاضراته وأحاديثه (رض) وفي مجمل حراكه السياسي واستمر عزيز العراق (رض) بعد استشهاد شهيد المحراب (رض) على نفس النهج الذي إختطه (رض) ، وتعامل مع المستجدات السياسية وفق المبادئ التي رسمها الشهيد ، واستمر هذا النهج البنيوي حتى هذه الساعة بقيادة بقية السيف السيد عمار الحكيم (دامت بركاته) في تعاطيه العملي وفي خطابه السياسي مما زاد في تجذير وترسيخ هوية هذا الخط بنظرة واقعية لاتختلف في مضمونها عن مضامين نهج سلفه الصالح المتمثل بالإمام السيد محسن الحكيم(رض) وبالشهيد العلامة السيد محمد مهدي الحكيم (رض) وبشهيد المحراب (رض) وعزيز العراق (رض) .
3- الاعتدال والوسطية : استطاعت قيادتنا ان تثبت مواقفها الوطنية الهامة دون تشدد او انفعال في طرح اي موضوع ، ولذلك أصبحت هذه المواقف محل قبول الأخر كونها تصب في مصلحة الشعب العراقي ولا تستبطن مصالح خاصة ، لأنها ترفض المصالح الفئوية والحزبية على حساب المصلحة العامة  وهذا المبدأ هو الذي استطاع ان يحل الكثير من الأزمات التي واجهت العملية السياسية طيلة الأعوام التسعة الماضية وساهمت في تجسير العلاقة بين جميع الكتل والمكونات المساهمة في العملية السياسية .
4- العلاقات الوطنية : استطاعت قيادتنا ومن خلال اعتدالها السياسي ان تبني علاقات وتفاهمات وتحالفات ستراتيجية مع كافة الأطراف السياسية العراقية ولكون قياداتها هم من أبناء المرجعية الدينية ، أصبحت محل ثقة الجماهير وصارت مصدر جذب للجماهير فأتسعت مساحة الأنصار والموالين له وعلى أكثر من مستوى سواء كان وطنياً أو مذهبياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو ثقافياً ، ورغم كل محاولات إقصائها من موقعها لكنها لم تعمل على إقصاء احد ورغم ظلامتها إلا انه لم تظلم احد مما جعلها تمتد على جميع الفرقاء دون استثناء وأصبحت الرقم الأول في ثقة الآخرين بوعودها وبعملها الوطني المتميز . لذلك ترى من حقها ان تدافع عن مشروعها السياسي الذي يعتقد انه المشروع الحقيقي الذي يلبي طموحات وآمال الشعب العراقي . ولا نغالي ان قلنا ان قيادتنا تمتلك القوة الاقليمية وليس العراقية فقط ، وهذا ما نجده في التعامل السياسي الإقليمي والدولي الذي لا يستطيع ان يتجاهل دورها في كافة هذه المستويات.
5- الرمزية القائدة : وكما اسلفنا فأن قيادتنا لها من الرموز القائدة المقبولة من جميع أوساط الشعب العراقي لمواقفها الوطنية المشهودة بدءاً بالمرجع الأعلى السيد محسن الحكيم (رض) ومروراً بمواقف السيد مهدي الحكيم وبقيادة شهيد المحراب وعزيز العراق (رض) وصولاً إلى القيادة الشابة لسماحة السيد عمار الحكيم (حفظه الله ورعاه) القادرة على الحركة في كل الاتجاهات دون كلل أو ملل طالما انها تصب في مرضاة الله وخدمة الشعب العراقي .
إن الارتباط بهذه الرموز ضروري في كل مراحل العمل السياسي لأنها تشكل الإرث الوطني لحركة الشعب العراقي ، فهذه العائلة الكريمة من آل الحكيم لاتحتاج إلى تعريف لأنها الأكثر توهجاً وانتشاراً وأكثر تضحيات في سبيل الله سبحانه وتعالى ولخدمة العراق والعراقيين ، وقد عرفها احد المراجع الكبار بعائلة (الفقاهة والشهادة) وان الالتفاف حول مشروعها الوطني ومنهجها السياسي سوف يساهم في بناء العراق الجديد الدستوري الاتحادي الديمقراطي التعددي ، وهذا ما يجعلنا نتمسك بمواقفها ونعتز بالانتماء إليها وننسجم معها بكل قوة .
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمران الواسطي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/18



كتابة تعليق لموضوع : عناصر القوة في تيار شهيد المحراب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net