لنتوحد حول أئمتنا ومراجعنا وشعائرنا
صوت الجالية العراقية

 

لا يوجد مذهب ، لا في الاسلام ولا في الاديان السماوية ، ولا في المذاهب الوضعية الانسانية ، مثل شيعة اهل البيت(ع) من الشعائر والمناسبات التي تخرج لعظمتها عن نطاق حتى التصور العقلي للانسان ، فلا يوجد في المعمورة من مثال يمكن ان يقاس به ظاهرة زوار اربعين الامام الحسين عليه السلام ، والذي يتجاوز عددهم اكثر من 20 مليون انسان ، يتوجهون الى مدينة كربلاء ، دون ان تكون وراء هذه الظاهرة حكومة او سلطة او جهة.

الملفت ان ظاهرة الاربعين تتكرر في مقاييس اصغر مثل زيارة الامام موسى الكاظم عليه السلام التي نعيش هذه الايام ذكرى استشهاده ، والتي شارك فيها الملايين ، الذين توافدوا من داخل العراق وخارجه ، وزيارة الامام علي بن ابي طالب (ع) وزيارة باقي الائمة الاطهار في العراق ، ومنها زيارة مراقدهم في سامراء ، وهي ظواهر نشهدها في الوقت الذي يعيش العراق اسوء وضع امني ، فالدواعش والبعثيين الصداميين والحاقدين يتربصون الدوائر باتباع اهل البيت عليهم السلام.
ما اريد التوصل اليه من هذه المقدمة ، هو ان الزوار الذي يسكبون الدمعة على الائمة الاطهار ، والذين يسيرون عشرات ومئات الكيلومترات مشيا على الاقدام للوصول الى مراقد ائمة اهل البيت (ع) ، ونراهم كيف تنمحي بينهم كل الفواصل الطبقية وكل التوجهات السياسية ، فيتحركون كجسد واحد نحو هدف واحد ، وهذا الهدف هو ائمتهم الاطهار الذي يمثلون الاسلام المحمدي الاصيل.
لا ادري لماذا تلفني حالة من الفرح وانا ارى شيعة العراق والشيعة الوافدين من خارج العراق وهم يشاركون في احياء ذكرى افراح واتراح اهل البيت عليهم السلام ، حيث يتعامل بعضهم مع بعض كاخوة ، بل واكثر من اخوة ، فهناك حالة من الايثار اشهدها في صورة انسانية في غاية من الروعة لا يمكن ان اراها الا في هذه المراسم الدينية السامية ، ولكن للاسف الشديد في المقابل تنتابني حالة من الحزن والالم ، عندما ارى اتباع شيعة اهل البيت عليهم السلام ، خارج دائرة الشعائر الدينية ، حيث يناصب بعضهم البعض العداء ، بل ان بعضهم يتحالف مع اعداء اهل البيت عليهم السلام ضد اخوته في المذهب ، ونرى الاختلاف بينهم يشتعل لاتفه الاسباب ، كما راينا في يوم السبت 3 نيسان / ابريل عندما اقتحم انصار التيار الصدري ، وهو تيار شيعي كبير ، المنطقة الخضراء ، وكانت شعاراته لا تستهدف الا الشيعة وللاسف الشديد ، بل ان بعضهم اعتدى فقط على نواب شيعة فقط.
انا هنا لا ادافع عن الفساد والظلم او عن النواب الذين تعرضوا للاعتداء ، او انتقد الجماهير ، ولكني ذكرت هذه الحادثة كمثال على ما يعانيه الشارع الشيعي من فرقة وضياع ، بسبب قرب الحادثة زمنيا ، والا هناك اخطاء كبيرة مارستها جماهير شيعية تابعة لاحزاب شيعة لا يمكن الا انتقادها ، لانها كانت صبت في صالح اعداء اتباع اهل البيت بشكل عام.
على سبيل المثال رفعت بعض جماهير التيار الصدري شعارا يقول “ايران بره بره” ، دون ان تعي هذه الجماهير ، من الذي رفع هذا الشعار اول مرة ؟، ولماذا رفع؟ ، وماذا يعني اصلا؟، فهذا الشعار رفع في ساحات “الاعتصام” التي اشرفت عليها “داعش” وجماعات البعث الصدامي في غرب العراق قبل ان تسقط الموصل وصلاح الدين والانبار بايديهم ، ورفع حينها لان هذه الجماعات لا تعترف بالنظام السياسي العراقي ، فهي تعتبر كل شيعي هو ايراني لا فرق بين اي حزب او اخر ، فالكل ايرانيون وعليهم الرحيل ، لان الوطني من وجهة نظر البعثيين والتكفيريين ، هم من يمثلهم ومن يجب ان يعادي ايران على طول الخط وبذلك تثبت وطنيته الغريزية ، اما معنى هذا الشعار بشكل عام هو ان الشيعة والعمود الفقري للشيعة وهم سكنة وسط وجنوب العراق لا مكان لهم في العراق على المدى البعيد ولابد من طردهم من العراق عاجلا ام اجلا .
اعود الى من حيث بدات ، ان علينا كشيعة ان نتجاوز كل خلافاتنا وان نسير على هدى ارشادات وتوجيهات المرجعية العليا في النجف الاشرف التي اثبتت انها الحصن الحصين ليس لشيعة اهل البيت فقط بل للعراقيين جميعا ، كما ثبت ذلك في الظروف الحالكة التي مر بها العراق ، وارجو ان يعزز ائمتنا وشعائرنا من وحدتنا ، كما تتبلور في محرم وصفر وفي المناسبات الدينية ، عندها سنشعر اننا نركب في مركب واحد ، ولا بد من ان نصل به الى بر الامان.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صوت الجالية العراقية

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/04



كتابة تعليق لموضوع : لنتوحد حول أئمتنا ومراجعنا وشعائرنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net