صفحة الكاتب : قاسم العجرش

العبادي يقتحم البرلمان العراقي!
قاسم العجرش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
  لا يمكن النظر الى الأحداث الكبرى، بمعزل عن أسبابها ومسبباتها، ولا يمكن عزلها حتى عن المؤثرات الثانوية، وحدث كبير بحجم ما جرى في 30/4/2016، حينما تم أقتحام مجلس النواب العراقي، بالطريقة التي  كشفت هشاشة العملية السياسية العراقية برمتها، يحتاج الى قراءة الخلفية والحدث ذاته، والآتي من ما يعقبه من أحداث.
بدءا؛ لم تكن لدينا أزمة سياسية، وكانت الأمور تسير بشكل طبيعي، وكان يجب أن يتم المحافظة على ذلك التسيير، خصوصا ونحن نعيش واقعا صعبا، يتمثل بمعركتنا مع الإرهاب الداعشي، الذي يحتل أجزاءا واسعة من أرضنا العزيزة، وبالمشكل المالي الناتج عن هبوط أسعار النفط بشكل كبير.
تظاهرات ما يسمى بالمجتمع المدني، ومعهم حلف البعثيين والشيوعيين، كانت هي البداية؛ وهي بداية برعاية مكشوفة، من سفارات غربية معروفة، وبدعم عربي؛ هو ذاته الذي دعم تحركات جماعات مشابهة، في بلدان عربية أخرى، باتت أنقاضا الآن!
لأكثر من عام؛ كانت التظاهرات تراوح في مكانها، لكنها وبمرور الوقت تلقت دعما من الحكومة، وتحولت شيئا فشيئا؛ ونتيجة لهذا الدعم والقبول الحكومي، الى هراوة بيد الحكومة ورئيسها، للضغط على القوى السياسية، وللتخلص من من آثار ظرف تكليف السيد العبادي برئاسة الحكومة، وهي آثار ترتب عليها شيء كثير، إن على الصعيد علاقة السيد العبادي بحزبه، أو على الصعيد الوطني بعدما بدت الصورة، وكأن منصب رئيس الوزراء مُنح للسيد العبادي، بإرادة قادة كتل سياسية بعينها..وتتذكرون ليلة الهرير! 
صحيح أن لدينا مشكلات كبرى، بعضها يرتبط في أسس العملية السياسية ذاتها، وبعضها الآخر يرتبط بقلة الخبرة السياسية، وأخرى متعلقة بالفساد المالي والإداري والسياسي، ورابعة متعلقة بالمحاصصة السياسية، وكان يتعين معالجتها من الأسفل، بتشريعات قانونية، وببناء أداري سليم، وبضرب الفساد، مع المحافظة على وتيرة القتال ضد داعش ومن وراءه!
السيد رئيس الوزراء لم يسلك هذا المسلك، وظن أن المشكلة بالوزراء، معتنقا في ذلك أطروحة المتظاهرين ومن ظاهرهم، لا سيما أن وراء دعم التظاهرات؛ إرادة سفاراتية ـ إن صح إستخدام هذا المصطلح، بالتخلص من القوى السياسية الإسلامية، ومن الحشد الشعبي، الذي قلب موازين السفارات إياها رأسا على عقب، حينما غير المعادلة خلافا لإراداتها.
ليس صدفة أن الحشد الشعبي قد تشكل بالكامل، من أعضاء وأنصار القوى السياسية الإسلامية، وأن ليس بين مقاتليه "فرد" واحد، ينتمي الى ما يسمى بالمجتمع المدني، أو الى الشيوعيين واليساريين، ومخطيء من يعتقد أن الذين كانوا يرددون"ايران بره بره"، والذين ردحوا ضد اللواء قاسم سليماني، مستشار الحشد الشعبي العراقي، كانوا يشتمون أيران ذاتها، بل كانوا يريدون إخراج القوى السياسية الإسلامية، من المعادلة السياسية العراقية، وكانوا يهتفون بالحقيقة ضد الحشد الشعبي، وضد من أفتى بتشكيله..
 في صدد عملية الإصلاح، فإن إبدوعة التكنوقراط التي جاء بها السيد العبادي، كانت هي بوابة الأزمة، وهي كلمة حق أُريد بها باطلا، والذين أقتحموا البرلمان وأهانوا السلطة التشريعية، دخلوا من تلك البوابة وليس غيرها!
كلام قبل السلام: في الصورة يقف السيد العبادي إزاء أريكة بيضاء، منتشيا بإنتصاره على البرلمان!
سلام...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم العجرش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/08



كتابة تعليق لموضوع : العبادي يقتحم البرلمان العراقي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net