صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

رضيع لكل الفصول
علي حسين الخباز
 عند أول غرس ذبحوه بسهم يبعد النداوة عن كل غد عنيد 
تنامى سرب أسئلة يحز وريد الفطنة: 
لماذا ذبحوا الندى في وريد هذا الرضيع؟
هل من الشجاعة أن يطحن الطفولة في كبد الرضيع عطش الفتك؟ 
نحور طرية لا تتحمل قساوة السهام.. 
أكيد هم يخشون صلابتها؛ كونها ستمتشق الصرخة في غد قريب.. 
وهذا يعني أن قوس حرملة كان هو الخوف، والسهم الفاتك هو كل ما يملك من حياة؟ 
كم من حرملة يعيش بيننا الآن، وقد توارث الذبول؟ 
حرملة الذي رمى السهم ليذبح كل غيمة تنام في وريد وليد..! 
حرملة الذي ذبح الخصب في كل غد يحمل نداوة أمل جديد، 
وهو يعلم قبل أن يكون الماء ماء، هطل الندى في دفقة قلب الرضيع. 
حرملة الذي نشر الموت في كل التواريخ، تناسلت نباله بأوردة الصغار المذبوحين..
وحين تطاول الوعيد سهاما تسقي كبد كل رضيع بالهلاك، كبر السؤال: 
كيف يرى (الحرمليون) القلوب المنكوبة بالذبح بعد كل هذه القرون؟ 
أجيئك حرملة.. 
أحمل قلب رضيع أهلكه العطش الذي نثرتموه بالطف أسئلة:
ماذا قلت لنفسك يا حرملة، وأنت تنهي صراع القوم بحقد قاتل؟
ألم يكفك هذا الدم المنثور في حنايا الطف، لتقصد الرضيع بهذا الشرور؟ 
مهما بعد الزمان، سيبقى يحمل على جسور الوقت مليون سؤال: 
لماذا نسل حرملة المشين مازال يذبح الطفولة في كل حين؟ 
سؤال نبحثه في عقل نابه رشيد 
ساعد الله قلبك سيدي الرضيع 
الأرض حين يظمأ قلبها المقروح تموت.. 
الحقول.. 
الشجر.. 
الثمر.. 
كل بلا ماء يموت.. 
الدموع دم.. نواسي بها قلب الربيع المذبوح.. 
سؤال نحمله لأهل الاختصاص: 
من أي جرح آتيك أيها المبارك أفقا من المذبوحين، 
تناسلوا أمام وجودك سهاماً ونبالاً، ومليون حرملة لعين؟ 
من أي جرح آتيك سيدي الرضيع، 
وقد نثر الحسين دمك الى السماء؛ 
ليعلن أن الطفولة الى الله اقرب 
عبر خارقة أذهلت السؤال؟ 
سؤال عن خارقة الدم الصاعد الى السماء: 
عبد الله الرضيع (عليه السلام) أسس للأطفال هوية تصول وتقول: 
إن لكل دهر رضيعا 
ورضيع الدم لكل الدهور.. 
تستضيف السماوات في كل جيل دماً بلون الولاء، 
بعدما تطور الزمان الآن، وطور آلات الفتك.. 
استبدل حرملة القوس بالبندقية، والسهم رصاص، والرضيع صار وطنا..
وبعد كل هذا الوجع، وما زال العالم يعيش فورة اللظى بعين سؤال: 
كيف نستطيع ان تستثمر هذا الجرح لبناء عالم تسوده المحبة والسلام؟ 
ليكون يوم الطفل الرضيع يوما عالميا لنصرة الطفولة في كل مكان وزمان.. 
لنرجم كل حرملة على مر العصور.. 
الطفولة اقدس من حرب، وبها يسود السلام.. 
فسلام الله عليك يا سيدي الرضيع

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/13



كتابة تعليق لموضوع : رضيع لكل الفصول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net