صفحة الكاتب : فؤاد المازني

قادة الجهاد أم قادة الفساد
فؤاد المازني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بالرغم من القبضة الحديدية التي كانت تحيط بالمجتمع العراقي وما رافقها من تقويض لوسائل الإعلام والإستحكام الكامل بعدم الإتصال مع العالم الخارجي لما وراء حدود البلد وعدم القدرة على رؤية وسماع ومتابعة مايجري في العالم إلا من خلال نافذة واحدة هي نافذة الحزب الواحد والسلطة الدكتاتورية أبان حكم البعث الصدامي اللعين ، إلا أن هناك فرص أتيحت بين الحين والآخر لمعرفة أسماء (لمعارضة عراقية) في الخارج تنادي بإسقاط نظام صدام والبعث في العراق والمطالبة بإنقاذ الشعب العراقي من الظلم والتعسف والإضطهاد وإعادة الحقوق والمطالبة بالحرية والكرامة لهذا الشعب . وبطبيعة الحال كانت لهذه الأسماء وقع كبير في مسامع المجتمع في الداخل وبنيت الآمال والتطلعات على تلك الأسماء التي أصبحت لامعة في مخيلات من يسمع بها ولربما حازت على التأييد المطلق من قبل شعب يعيش المرارة والألم وأوصلته التمنيات أن يعقد طوق النجاة بهذه الأسماء بالرغم من عدم معرفته الحقيقية بمجريات حياة وسلوكية تلك المعارضة على أرض الواقع ، ووصل الحال بالشعب حسب طراطيش المعلومات التي تصله لتوصيف هؤلاء المعارضة بأنهم أصحاب دين وأخلاق ومبادئ وسائرون على منهج الصالحين في الأرض ويتمتعون بمواصفات الأمانة والإخلاص حتى النخاع مما حدى بالشعب الى أن يجعل منهم قادة ورموز لإنقاذه . ودارت رحى الأيام وتقرر أمريكا وحلفائها إسقاط الحكم العفلقي البعثي المقيت وتنهي حقبة سوداء من حكم العراق لتبدأ حقبة أخرى ، وعلى حين غرة حصل فراغ كامل لمنظومة الدولة العراقية فظهرت تلك الأسماء اللامعة التي كانت تسمي نفسها بالمعارضة العراقية وبلمح البصر إعتلت سدة الحكم لتسوق دفة البلد ومع الأيام والسنين ظهرت حقيقة هذه المعارضة ونزعتها وأخلاقيتها ومبادئها التي لا تتعدى المصالح الفئوية والحزبية والذاتية وعكفت على نهب الثروات وسرقة المال العام والإستحواذ على الممتلكات العامة ونشر الفساد بكافة الوسائل المتاحة لها ولا تبالي إلا بمصالحها حتى لو كانت نتيجة هذه المصلحة دمار البلد وأهله وهنا بانت الحقيقة المرة بأن الأسماء اللامعة بالأمس والتي كان الجميع يحسبها أسماء لقادة الجهاد ماهم إلا قادة للفساد .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فؤاد المازني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/18



كتابة تعليق لموضوع : قادة الجهاد أم قادة الفساد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net