صفحة الكاتب : جاسب المرسومي

انهيار العراق الاقتصادي ورحمة صندوق النقد الدولي
جاسب المرسومي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لم يجد العراق طريقا يستطيع من خلاله التحرك والحفاظ على ما تبقى من حياة لبلد عاث فيه الانهيار المؤسساتي ونخر كل جسده  بعد ان استفحل على ايدي ثمة من البراغماتية والطائفية 
والعبثية المستفيدة من ضوضاء العراق والذين يعيشون على دماء ابناءه , فقد سلكت الجهات المسؤولة عن مالية العراق سلوكا لم يسبق له مثيل في دولة يمكنها ان تصنع القرار السياسي والاقتصادي لدول العالم , ليكون واقعا في شباك صندوق النقد الدولي ليفرض عليه شروط ما انزل الله بها من سلطان , كونه متوقعا بان العراق لا يمتلك من السياسيين ومن الحريصين على بلدانهم ليفكروا في اعادة تقويم البلد.
 وان ما يدفعه صندوق النقد الدولي من اموال ضخمة وصلت الى مائة مليار دولار بعد ان يستلم القرض الأخير البالغ ( 16 ) مليار دولار ما هو الا برهان على أن لا قائمة للعراق وليس هناك من سبيل في تغيير كفة الانهيار الاقتصادي للبلد ناهيك عن القروض الأخرى المستلمة من اليابان ودول أخرى.
ولكي يفكر الصندوق في اعادة امواله المقترضة من قبل العراق فتح باب المشارطة على ان يقوم العراق اولا بتقليل نسبة الموظفين ورفع سقف الضرائب التي قصمت ظهر المواطن واعادة النظر في اسعار الوقود المستهلكة كالنفط الأبيض والبنزين ووقود السيارات الديزل ومكائن الزراعة ومشتقاتها , وشروط أخرى لم تكشف عنها الدهاليز بعد .
ومنذ ان فاحت رائحة الخراب تسارع المفكرين من شرفاء العراق ليبحثوا عن منافذ سريعة لحل المشكلة الاقتصادية ورفع الحيف المالي والتدني المؤسساتي للعراق , فسارعوا في وضع وتقديم العديد من الافكار خصوصا على مستوى خبراء المال والاقتصاد أو خبراء النفط وخبراء الزراعة وتعهد الكثير منهم على انه سيتم التغيير خلال نصف عام فقط لو اتبعت الحكومة وطبقت تلك البرامج التي من شأنها تغيير الوضع وبشكل سريع خصوصا وأن العراق يمتلك كل المقومات التي تعيده الى حافة التوازن وتنتشله من ازمة ما مر به سابقا.
الا أن الاجندات التي ساهمت في وصول العراق الى الهاوية كانت من اشد المعارضين لهذه الافكار حتى وصلت لمستوى التهديد بالقتل أو الهجرة القصرية كما كان الاسلوب متعبا منذ عصر التغيير قبل ثلاثة عشر سنة. 
وليضل العراق تحت رحمة سلطنة النفط المتدهور اسعاره , سعت أطراف دولية لخراب وسائل التمكين الأخرى كالزراعة والصناعة ولم يعد للمنتوج العراقي سوقا أو من يحميه على الأقل .
فاصبح العراق مستجديا للماء وتحولت اراضيه الى سبخة مستفحلة ودمرت المصانع التي كانت تصدر منتوجها لدول أخرى واصبح سوقا ممتازا لدول الجوار التي صنعت وبشكل مباشر انهيار العراق ليكون تحت رحمة اجنداتها ومساهما فاعلا في دعم الاقتصاد الوطني لبلدانهم مقابل انهيار العملة العراقية وضياع مقاوماته ودمار شعبه.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جاسب المرسومي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/20



كتابة تعليق لموضوع : انهيار العراق الاقتصادي ورحمة صندوق النقد الدولي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net