صفحة الكاتب : نجاح بيعي

أقاصيص قصيرة .
نجاح بيعي
1 ــ الـعَـمـامـة : 
ــ من بين قسوة القضبان الباردة , بانت لي من بعيد عَمامة التغيير , تتقدم الجمع نحونا ! . 
هتفت بسرّي مستبشرا ً \" انّ ساعة الخلاص قد حانت , وبنور الحريّة ستتبدد ظلمة السّجن الكبير ! \". إقتحموا الزنزانة الموحشة , وحرّروني من العتمة الباردة !. وكي لا تُصب عينيّ بالعمى , من شدة ضوء الحريّة الساطع .. لفني بعباءته السوداء .
وإلى الآن لا أزال لا أرى إلاّ الظلمة !؟ . 
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
2 ــ الـثـمـن :
بدون استئذان , دخل عليه أحد رجال حمايته الشخصيّة مرعوبا وقال :
\" سيدي .. التفجيرات قريبة منّا ..؟!\".
أعتدل الزعيم بجلسته مكابرا ً, وهو يحاول أن يطرد رعدة الخوف التي انتابته . ومن غير أن ينهض من كرسيه الدوّار ، قال بما بقي لديه من شجاعة , وبفم ٍ يابس ٍ وصوت ٍ أبح : \" شعرت بذلك !..\".
مدّ يده المرتجفة , وبكبسه زر منه رفع صوت التلفاز.. وراح يعـايـن بعينين فارغتين , اللقطات الأُوَل للإنفجار عبر شاشتها .!
كانت عين الكاميرا تتجول بصمت بمكان الانفجار ، متنقلة بين الأشلاء والنار , والدخان والحديد . حتى أتت على صبيّة مرتمية على أحد الأرصفة ووقفت عندها , كانت تئنّ بإعياء تام بعينين مغمضتين . ووجهها المحترق ينزف من كلّ مكان , اقتربت منها الكاميرا أكثر فأكثر ، حتى غطّى وجهها فضاء شاشة التلفاز التي أمامه . فجأة فتحت عينيها على وسعهما , وعبر دماء النزف الحار , اخترقت نظراتها الساخطة عدسة الكاميرا , وعبرت شاشة الحدث الصاخبة , إلى حيث عينيّ القابع على كرسيّ الزعامة الدوّار , خلف مكتبه الفخم وتسمّرت بهما .
قالت والألم يعتصرها : \" انتم تخطؤون , ونحن ندفع الثمن !؟ .\"
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
3 ــ وطـن ودم :
 
عند آخر ليل الوطن .. وحيدا أغمض عينيه ونام .
حلم أنه يعدو , و يسبح , ويطير !
تذوق الـ .. ح ..ر .. يـ .. ؟!.
إستيقظ فزعا فجأة , على صخب فرقعة عالية , وأنفه مزكوم بدخان البارود المحترق . ودم له عبيط , على قارعة الرصيف .
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
 
4 ــ كـربـلاء : 
كانت جمهرة المتظاهرين الغاضبة قد اجتازته !؟. بينما جمُد هو بلا حراك وسط الطريق , مطرقا رأسه كتمثال , غير عابئ للبنادق المصوبة نحوهم ! قال رفيقه : 
\" لماذا وقفت , امضِ !؟\".
ردّ عليه وهو ينظر إلى أحدى فوهات بنادق الجنود وقال :
\"أيّ درب أحط قدمي عليه , أراه يفضي إلى \" كربلاء \" .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نجاح بيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/25



كتابة تعليق لموضوع : أقاصيص قصيرة .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net