صفحة الكاتب : باقر العراقي

الكتلة الوطنية للإنقاذ حلم أم حقيقة..؟
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبقى الوضع الحالي للعراق معقدا، ويلوذ بنفسه بين كتلة سياسية تدعي الإصلاح ولم نرَ منها إلا الفوضى لحد الآن، وجهة أخرى تقف مع الواقع الحالي برغم سوئه، ولا تريد المجازفة نظرا لظروف الحرب والاقتصاد المتدهور، وربما لغايات أخرى، وجهة ثالثة تقفز مرة هنا وأخرى هناك متعكزة على رأي جمهور لا يعلم أين يريد الذهاب.

طرحت آراء مختلفة كحلول وربما تاعها مريدوها في كل أزمة تمر بالبلد، فحكومة الإنقاذ تطل برأسها علينا كل ما تأزمت الأمور، وهي في حقيقة الأمر ليس لها وجود إلا في عقلية من يطرحا فلا دستور يسندها، ولا قانون يقول بها، ولا أعراف سياسية تواسيها.

إقالة الرئاسات الثلاث نبزت كمبادرة أيضا، في ساعة غضب وكردة فعل متطرفة، أتخدها النواب المصلحون، ضد كل ما هو رئيس في العراق، ومن غير أن يعرفوا إلى أين ستصل بهم مقامرتهم؟، وأين سيذهبون بالبلد؟، فأقالوا رئيسهم ونصبوا بديلا عنه، في جلسة برلمانية كأنها وحيدة الدهر، فلم يستطيعوا أن يعقدوا غيرها، ولم يستطيعوا أن يتنازلوا عما قاموا به فيها.

ما طرحناه ليس دفاعا عن الرئاسات الثلاث، فكل ويلات البلد من هذه الرئاسات، وأولها رئاسة الوزراء، التي استطاعت أن تكسر الجرة برأس البرلمان، بينما المفروض أن يتماسك أعضاء البرلمان ويحاسبوا الرجل التنفيذي الأول بالبلد، لا أن يذهبوا الى طريق التطرف والغلو ويسقطوا مؤسستهم التشريعية، ليصنعوا بدلا عنها فراغا سياسيا، نحن في غنى عنه في هذه الظروف العصيبة.

وبالرغم من النتائج غير المعروفة، وربما السلبية لهذا الحراك السياسي بشكل عام، إلا أنه لا يخلوا من فوائد جمة، حفزت آخرين كانوا قد هددوا سابقا، لأن يتخذوا قرارات مصيرية، فالتحالف الوطني لم يعد موجودا، ولابد من البديل، بعد أن تخلت عنه رئاسة الوزراء، وأصبح صنما من التمر يعود له المتخاصمون بعد أن يشعروا بالجوع فقط.

الطائفية أيضا خفت حدتها ونال منها حتى الطائفيون بمختلف توجهاتهم، ونزعوا لباسها لبعض الوقت، وهذا نصر آخر، إلا أنهم عادوا هذه الأيام فمعركة الفلوجة نالت من وطنيتهم المصطنعة، وهزت مشاعرهم الفئوية، خاصة وأنها معركة فاصلة في تحديد النصر على داعش، وتحرير الفلوجة يعني عودة المختطفة بعد سبي دام ثلاثة عشر عاما.

يبقى الحل الوحيد بيد عقلاء القوم بالرغم من قلتهم، فطريق الاعتدال ليس كالطائفية، فالأول يخسر الجماهير والثاني يكسبها، والجماهير لا تفهم طريق التعقل كما يقول "كوستاف لوبون"، ولكن هناك بارقة أمل بتكوين كتلة عابرة للطائفية من كل المكونات، أقطابها المعتدلون لتكون الكتلة الوطنية للإنقاذ.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/05/28



كتابة تعليق لموضوع : الكتلة الوطنية للإنقاذ حلم أم حقيقة..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net