صفحة الكاتب : زهير مهدي

تأملات في طبق الكبسة
زهير مهدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
كل انسان يحتاج لقسط من التأمل meditation يغلق كل منافذ التشويش و الارباك و يستشعر السلم و الصفاء الداخلي ليتزود من ذلك بطاقة ايجابية تنعكس على سلوكه.
 
سواءا كان التأمل بالموسيقى الهادئة او بالصمت و الاسترخاء او بالصلاة (للقادرين على ذلك) او بمناجاة في جوف الليل او بسيجارة او اركيلة او استلقاءٌ في حوض سباحة او بسفر في طريق بري طويل.
 
 وقد يصاحب التامل بعض تمارين التنفس و الصوم عن اللحوم و التبخر بالبخور و اشعال الشموع.
 
و في الغالب فإن كل meditation يتبعه شعور بالسكون و التريث و النضج يعطي المتأمل زخما نفسيا يُمَكِنَهُ من التحكم بإنفعالاته و احتواء  ازماته بطريقة افضل و اهدأ.
 
فإن لم ينتج عن التأمل ال meditation اي عمل ايجابي او ضبط للمشاعر و الافعالات فذلك ليس بتأمل.
 
فالصلاة مثلا ليست صلاة ان لم يتبعها امتناع عن المنكر و عمل بالمعروف
و التدخين مجرد ادمان ان لم يتبع السيجارة راحة نفسية تنعكس على السلوك
و الموسيقى الهادئة  و الصمت يُعد مضيعة للوقت ان لم تجعلك تبتسم لمن حولك و تهتم به.
 
لذلك فالخير كل الخير يأتي من المتأملين بقصد تحسين السلوك و ترك الاثر الايجابي في البيئة.
 
التأمل المثمر جدا قد يكون متوقعا من رواد التأمل و التجرد مثل لاوتزو و الرومي و غاندي و نهروا و الام تريزا و اوشو  و قد يتوقع من اناس منخرطين بصخب الحياة اكثر مثل ابراهيم الفقي و انجلينا جولي. 
فبعض هؤلاء من استطاع ان يوظف السلم الذاتي لديه بطريقة تنسجم مع عظيم المه و همه و حزنه على معاناة الاخرين ليتحول الى مشروع عطاء عالمي. 
 
لكن تكون ثمرة او يأتي الخير من  ال meditation  الخليجي  المروج له هذه الايام و التأمل في طبق الكبسة فهذا شبه مستحيل،
مادام ثراء تلك الدويلات سببا في شقاء جيرانهم في العراق و سوريا و اليمن و مصر لا بل هو سبب في شقاء العالم اجمع.
 
فمحاضرات هؤلاء في برامجهم عن التأمل و الطاقة الايجابية لا يتجاوز نفعها جدران تلك القاعات الفخمة و لن يثمر في تخفيض دولار واحد من تذكرة دخول المحاضرة لتشمل فقيرا او يائسا فكيف يتعداها الى ارض الواقع.
 
التأمل و الطاقة الايجابية لا يعنيان ان تستشعر السلم و السكون و جارك مشرد جائع خائف بسببك.
 
لكن مالذي ينبغي قوله للعقل المتصحر الذي يظن انه يمكن ان يشتري الريادة في كل شيء حتى في الشعور و الافكار  بالبرميل و الدولار

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زهير مهدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/02



كتابة تعليق لموضوع : تأملات في طبق الكبسة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net