صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

قصة قصيرة... الشهوة والنجاح
اسعد عبدالله عبدعلي
جمانة شابة في العشرين، جميلة جدا, فشعرها الأسود وعينيها الناعستين, وبشرتها السمراء, مما جعل كل من يراها يفتتن بجمالها الأخاذ، فليس لها مثيلا في بغداد, دخلت للجامعة بعد صعوبات كبيرة, حيث استعان أهلها بمدرسين خصوصيين, بسبب ضعفها العلمي.
كان يسعدها سعي الكثيرون للفوز بمجرد ابتسامة من شفتيها، أو حتى مجرد رد السلام, جملها جعلها أنانية حد النخاع. 
مع قرب نهاية الموسم الدراسي الأول لها, واجهتها مشكلة في درس التخصص، بسبب ضعف مستواها العلمي, فهي كسولة بامتياز, وقد ترسب أن لم تفعل شيئا، وكان أستاذ المادة رجل عجوز، من النوع الملتزم دينيا،الذي يهتم بدرسه جدا، فلا يقبل  الرشوة أو أي مساومات.
قررت جمانة أن تحل مشكلتها بنفس أسلوب زميلتها جنان, حيث حدثتها كيف أنها نجحت في مادتين مقابل بضع قبلات ساخنة, وسمعت بعض الحكايات بنفس دراما صديقتها جنان, لذا وجدت جمانة انه من صميم التعقل, استغلال الجمال لصالح الفتاة. 
اتجهت نحو غرفة الأستاذ وقلبها يدق بسرعة, فكرت أن تتراجع, لكن حاصرتها فكرة الرسوب وتوبيخ أهلها لها, وعاد شريط كلام زميلاتها جنان, ففكرت أنها مجرد قبلات وبعدها نهاية كابوس الرسوب.
دقت باب غرفة الأستاذ بتردد، ولما لم يأتي الرد تنهدت بسعادة واستدارت كي تغادر, فإذا بالباب يفتح ويظهر لها عجوز سمين طويل, وقد بهرته جمانة بما تلبس, حيث القميص الضيق الذي اظهر من مفاتنها أكثر مما يخفي, وتنورة قصيرة تظهر سحرها الخاص، فقال:
-         نعم, ماذا تريدين؟
استجمعت قواها, وصممت على تنفيذ فكرتها, فدخلت للغرفة وأغلقت الباب, ثم قالت بغنج:
-         أستاذ، أرجوك ساعدني، لا أريد الرسوب, وأنا طوع أمرك، لك كل ما تحب وترغب.
 تلعثم الأستاذ وهو يشاهد كتلة من نار، جسد شامخ يطلبه، سكت ينظر لما يرى من تفاصيل مثيرة, لا يشاهدها إلا في الأفلام، تناسى القيم والمبادئ, امسك يدها واقترب منها, متنازلا بسرعة عن تاريخه، ليتذوق من تلك التفاحة التي أتته بالمجان، واستسلمت جمانة للأستاذ, مع شعورها بالتقزز والاشمئزاز من نفسها. 
انتهت دقائق الثورة، وانطفأت نار الشهوة, ما بين ندم الأستاذ عن تفريطه بقيمه, وضياع جمانة النفسي, فأحست لأول مرة برخص نفسها.
امسك الأستاذ بقلمه, وكتب أمام اسم جمانه, ناجحة بامتياز.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/10



كتابة تعليق لموضوع : قصة قصيرة... الشهوة والنجاح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net