صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

اسقاط الجنسية بين حق المواطنة ومزاج الحاكم.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 لا نريد ان نعطي الحق لهذا او لذاك وإنما نناقش قضية اثارتها افعال حكومة البحرين وما قامت به قبل أيام من اسقاط جنسية رجل دين بحريني ونائب برلماني سابق من دون سبب أو ذنب، قوانين لا توجد إلا في هذه الجهة من العالم وبالخصوص دول الخليج وما جاورها.
 
اسقاط الجنسية في العالم يتم فقط على الذين اكتسبوها عن طريق الاقامة أو بقرار خاص من الدولة ولا يحق لأي حكومة ان تسقط جنسية مواطن ولد على أرض أي دولة ونلاحظ في هذا المجال قيام فرنسا بإسقاط جنسية المجرمين الذين قاموا بتفجيرات باريس وهم ممن ولد في باريس وقد قامت قيامة المنظمات الانسانية ضد هذا القرار الذي اعتبروه عنصريا وجائرا. 
ما نلاحظه أن أقدم من قام بطرد المواطنين من البلد واسقاط حق المواطنة هم اليهود ، ثم قامت الكنيسة المسيحية باصدار قانون (التحريم) الذي تقوم بموجبه بطرد أي شخص من الدين المسيحي وحرمانه من هذا الدين. فاليهود والمسيحييون وفئة معينة من حكّام العالم العربي تميزوا بعملية الطرد وسحب الجنسية والأعجب منه هو سحب إيمان الشخص منه وطرده من الدين كما رأينا في المسيحية.
 
أما بالنسبة للدول الخليجية فنأخذ مثالا قانون الجنسية السعودية والبحريني ، فهذا القانون سنّه شيوخ العشائر ممن تسلط على رقاب هذا الشعب بقوة العشيرة كما فعل صدام حسين من التلاعب بقوانين البلد واسقاط الجنسية عمن لا يروق له.
 
والآن نأتي على قانون الجنسية السعودي أولا بماذا يُعرّف المواطن السعودي ؟ 
المادة رقم (٣) من قانون الجنسية السعودي يقول في الفقرة أ – (السعودي هو من كان تابعا لحكومة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظمة طبقا لأحكام هذا النظام).
 
فالمواطن في مهلكة آل سعود لا ينتمي إلى الأرض التي ولد عليها . فهو ليس حجازي أو مكي أو مدني أو من الجزيرة بل هو سعودي تابع لهذه العائلة العفنة. وإذا اعترض المواطن على سلوك حكّامه فإنه يُطرد من البلد بعد أن تُصادر كل املاكه التي اكتسبها طيلة سنين من الشقاء والكد والتعب. 
واما سبب اسقاط الجنسية فهو سببُ غريب حيث يقول : (إسقاط الجنسية: هي عقوبة أو قرار تتخذه الحكومة بحق من وقع عليه الإسقاط سواء كان سعودي الأصل أو مكتسباً للجنسية السعودية، إذا ثبت عدم ولائه للمملكة). إذن فإن المعيار هو (الولاء للمهلكة).
 
فلحكومة جلالة الملك إسقاط الجنسية العربية السعودية عنه تطبيقا لحكم المادة (١٣) بمقتضى أحكام هذه المادة تجرى تصفية أملاك الشخص الذي أسقطت جنسيته وفقا لنظام تملك العقار ويتم حرمانه من الإقامة في أراضي المملكة العربية السعودية أو العودة إليها.
أما في البحرين فلا يكاد يختلف الأمر شيئا ، فإن قانون الجنسية في هذه البقعة العائمة قام بكتابته الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة سنة 1963 ونشرته جريدة وقائع وزارة الداخلية البحرينية في العدد 1963/8 والذي جاء فيه : (نحن عيسى بن سلمان آل خليفة، حاكم البحرين وتوابعها، نأمر هذا اليوم الثامن والعشرين من شهر ربيع الثاني 1383 الموافق لليوم السادس عشر من شهر سبتمبر 1963 بأنه يعتبر الشخص بحرينيا إذا ولد في البحرين أو خارجها وكان أبوه بحرينيا عند تلك الولادة.وكذلك يُعتبر بحرينيا كل من يأمر عظمة الحاكم منحه الجنسية البحرينية سواء كان عربيا أو أجنبيا).
 
وأما سبب اسقاط الجنسية عن أي مواطن فإن المقياس هو الولاء لمملكة البحرين وفق الفقرة الثامنة من القانون التي تنص على ما يلي : (بأمر عظمة الحاكم سحب الجنسية البحرينية من الشخص المتجنس وفق الفقرة ج إذا تسبب في الأضرار بأمن الدولة).
 
وبما أن الشيخ سلمان من مواليد البحرين سنة 1940 فهذا يعني أن هذا الشيخ سابق حتى على قانون الجنسية البحريني، ولم يثبت أن الرجل خان البحرين او تزعزع ولاءه للبحرين بل كان في خدمة البحرين منذ سنوات طويلة حيث كان عضوا في كل من المجلس التأسيسي والمجلس الوطني البحريني،وهو عضو في الهيأة العليا للمجمع العالمي لأهل البيت والمرشد لجمعية الوفاق البحرينية وعالم معتدل ولكنه قال كلمة الحق التي تُعتبر في عرف آل خليفة (اضرار بأمن الدولة).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/21



كتابة تعليق لموضوع : اسقاط الجنسية بين حق المواطنة ومزاج الحاكم.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net