صفحة الكاتب : واثق الجابري

هل يأتي جيل إرهابي أسوأ بعد داعش؟!
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 ثمة  توقعات تدور في الأوساط السياسية، وهناك تركيز اعلامي على غموض المستقبل وتنبؤات لا تبشر بخير بعد الخلاص من داعش، وكلما شرعت القوات العراقية بهجوم أو أوشكت على نصر؛ جابهتها موجة من الإشاعات، وآخرها ظهور جيل إرهابي أسوء من داعش، ولم تستبعد تلك التوقعات من وجود حركات متطرفة شيعية.
لا شك أن داعش أسوء عصابة عرفها التاريخ، وتعتلي قمة التطرف والإنحراف والرذيلة، ونتاج مجموع قاذورات المجتمعات الفاقدة لصوابها.
لا تحتاج جرائم داعش الى عناء البحث عن بشاعتها، وتلك العصابة تتبجح بجرائم تقشعر الأجساد لها ويندى جبين الإنسانية من وجود مخلوقات  أشرس من الوحوش، وعمدت على نحر الضحايا وحرق أو دفن الأجساد الحية، وإغتصاب النساء والأطفال وأكل الأكباد، وملاحقة المدنيين الفارين من بطشها وإستخدامهم دروع بشرية، وسبي النساء، وقائمة تطول من الإنتهاكات والممارسات المنحرفة المنحطة.
 تُصنف داعش في قمة هرم التطرف والتكفير والإنحراف، وخليط من السلفية والوهابية والقاعدة والبعث والعصابات المنحرفة، ولم تترك سبيل للشذوذ إلا وأعطته المبررات، وهذا ما واجه نقمة عارمة من مدنيين عاشوا وطأتها، وإنقلبوا على شعارات تبناها قادة دين وسياسة؛ فما وجدوا إلا عصابة ليس في نيتها سوى إستباحة الإنسان؛ بعيداً عن أي مثل إنساني وأخلاقي.
 تمخضت أحداث بسط داعش نفوذها على  الأرض؛ عن هروب ملايين السكان؛ بعد تعرض مَنْ وقع في أسرها الى القتل والتنكيل وإسترقاق الشرف، لتجتمع عوامل الى دوافع رافضة ثائرة في عموم المجتمع العراقي، الذي شعر بتهديد وحدته الوطنية وإنسانيته، فإنخرط الملايين للدفاع وحمل السلاح والتحشيد عسكرياً وإعلامياً، وإنقسم المجتمع الى فريقين: أما أن يقف بجانب الوطن والإنسانية، وصنف ما يزال ينهق بذرائع لم تعد تنطلي على مجتمع ذاق المرارة وفقدان الأرض والأبناء والأموال.
إن الحديث المتداول هذه الأيام عن ظهور جيل إرهابي أبشع من داعش؛ ما هو إلاً فزاعة يُراد منها  خلط الأوراق، وكأنه يتحدث عن شيئين: الأول يُحاول ان يُجمّل صورة داعش بوجود من أبشع منه، والثاني كأنه يُريد الإشارة عن وجود قوى لا يمكننا ضمان السلام دون التغاضي عن جرائمها ودعمها للإرهاب، ومن هؤولاء ساسة الفنادق والمنصات، ومن غض النظر عن داعش أو روج لها بدوافع طائفية؛ مقابل حفنة أموال لخيانة الوطن؛ بل بعضهم خان أخيه وأبن عمه وعشيرته ومذهبه.
مَنْ يتحدث عن ظهور جيل أسوء من داعش؛ لا شك أنه كان يتمنى أن تكون أكثر بطشاً، وما يزال يؤمن أن الإرهاب ردة فعل لعوامل أقنع نفسه بها.
داعش قمة التطرف والإنحراف، وبسقوطها سينتهي الإرهاب، ولا يمكن إعادة بأيّ شكل من الأشكال، ولكن النصر العراقي يحتاج الى مقومات لا تتغاضى عن أيّ تضحية، وأن لا تكرر الإختراقات التي سمحت بسقوط الزنكورة أربعة مرات ومنطقة أبو ريشة ثلاثة مرات، وكانت الأسباب للمحسوبيات العشائرية، فكانت عمل غادر من الخلف، وبعد القضاء على داعش الذي أصبح في متناول اليد للعراقيين؛ لا يمكن لأي عصابة أن تمارس عملها تحت أي ذريعة، والدماء التي سالت على أرض العراق؛ كفيلة بمنع أي مظهر مسلح خارج القانون.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/24



كتابة تعليق لموضوع : هل يأتي جيل إرهابي أسوأ بعد داعش؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net