صفحة الكاتب : رحيم الخالدي

قادةٌ يَعْشَقُونَ الرحيلْ !...
رحيم الخالدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

رجال بدأو حياتهم بحمل السلاح، قارعوا الظلم والإستبداد، و"هيهات منّا الذلة" كان شعارهم منذ أول يوم، لامست أيديهم السلاح، والوقوف بوجه البعث كان البداية، وانهوها بمحاربة الإرهاب التكفيري، وهو الإمتداد لحكم البعث، ولا ننسى العامل الرئيسي وقوى الإستكبار العالمي، المتمثل بأمريكا واللوبي الصهيوني المسيطر على القرار الأمريكي، وربيبتها إسرائيل، بعدما عجزت عن مجابهة الأبطال من حزب الله في كل حروبها، فراحت بمشوارها في خلق عدوٍ من داخل الدول العربية .

 

البخاتي ذلك التلميذ الذي تربى في حضن قائده السيّد "محمد باقر الحكيم "، الذي كان يدعو في كل صلاةٍ بالتعجيل في الشهادة ولقاء ربه، كذلك سار السيد البخاتي على نفس ذلك المسار! الذي إختطه عن معرفة عقائدية ويقين، أن هذه الحياة لا تساوي ذرة من الحياة الأخرى وبكل ملذاتها، فكان رحيله سريعاً، غير آسف على شيء أضاعه في هذه الحياة الفانية، التي يهرول لها أشباه الرجال، متنعمين بأموال الفقراء التي سرقوها عن علم ودراية، وهنالك فرق كبير بين هذا وذاك .

 

أعرفه عن بعد، دائم الإنشغال، ليس لديه وقت يهدره، في مسائل دنيوية  ليس لها قيمة، بقدر ما له إرتباط عقائدي قوي، منهمك ومنشغل بحياة إخوتهِ المجاهدين الأبطال، الذين لبوا نداء سيّد الحشد، "الإمام السيستاني" ملبيا بقدر المستطاع إحتياجهم، ولو كان ضئيل! المهم إنه عمل بما يمليه عليه دينه وعقيدته، ومسؤوليته أمام ربه، إضافة إلى أنه قلما تجده خارج ساحات العز والكرامة، حاملا على ظهره هم العراق، وكيفية تحريره من براثن الإرهاب التكفيري .

 

مهندسُ حربٍ من طرازٍ خاصْ، وله الفخر بأنه القائد الذي زَفَّ البشرى الأولى، بتحرير قاطع الكرمة، الذي كان عصيّا على أقوى الجيوش في العالم، وأمريكا أنموذج لذلك الجيش المتكامل العدة والعدد، إضافة للعامل اللوجستي المتطور، وأسلحته الذكية والتكنولوجية المتطورة، التي يباهي بها العالم، فكان المجاهد السيد "صالح البخاتي" وبتلك الإمكانيات البسيطة، مع جنوده يتقدمهم، ويشد من عزيمتهم ويشجعهم، على أن داعش ليس إلا صورة مزيفة، زينتها أمريكا، لتبث الرعب في المنطقة العربية ومنها العراق .

 

السّر في تمني الشهادة لا يعرفه إلا هو وأستاذهُ، والدعاء إضافة للبكاء أثناء الصلاة وهو يناجي ربهُ، من يراه يعتقد إنه كاره للحياة، أو انه لا يريدها، بقدر ما هو مكلف تكليفا شرعيا، والفتوى تنص على أنه من يُقْتَلْ فإنه شهيدا، وهنا جمع بين الجهاد والشهادة، وهذا شيء محيّر لكثير ممن يعشقون الحياة وزينتها، وهنا فقدنا بطلا وقائداً نحن أحوج له اليوم أكثر من ذي قبل، بتحرير باقي المناطق التي لا زالت تحت سيطرة تلك المجاميع التكفيرية، ولا ننسى بأن العراق لديه قادة لا يقلون خبرة عن السيد صالح البخاتي، إنهم رجال يعشقون الشهادة .    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحيم الخالدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/06/29



كتابة تعليق لموضوع : قادةٌ يَعْشَقُونَ الرحيلْ !...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net