صفحة الكاتب : مروان مودنان

النص الموجه للطفل وخصوصيات الكتابة الدرامية للأطفال
مروان مودنان

 I. مسرح الطفل والفئة المستهدفة :

1. الفئات المستهدفة ومراحل النمو :

‌أ. الطفولة المبكرة من 3 إلى 6 سنوات :

يرى بعض التربويين أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي المدة التي تستقر بها أسس التربية الأولى فكل ما يفعله الوالدان في هذه المدة تمثل 90 % من عملية التربية وكما أنه في هذه المرحلة يشتد ميله إلى المحاكاة والتقليد والتمثيل وإن الأطفال في هذه المرحلة يفكرون بأيديهم وأرجلهم أكثر مما يفكرون بعقولهم وهذا يستدعي دفع الأطفال إلى التمثيل والخطابة وتنمية هوايتهم الحركية.

وتتسم المسرحية لهذه المرحلة على أنها :

1) تعتمد أساسا على الحركة أكثر منها على الكلام.

2) تجري الأحداث في عالم الحيوانات والطيور.

3) تجري الرموز المتحركة والكارتون.

4) تكون مبسطة واضحة تعتمد على محسوسات وتكون مشوقة.

5) فيها نوع من الإبهار في الإضاءة والألوان والأزياء والأشكال الأخرى.  

 

‌ب. مرحلة الطفولة المتوسطة من 7 إلى 9 سنوات :

في هذه المرحلة يكون الطفل قد اجتاز جانب التعرف على محيطه وانطلق إلى عالم أرحب فيه شيء من الاستقلالية عن الوالدين وزيادة في الثقة وتبدأ ملكة الخيال لديه بالتطور فيصبح متولعا بعالم الأساطير والخرافات التي تجدها في القصص الخرافية والقصص الشعبية ومن أهم سمات المسرحية في هذه المرحلة:

1) أنها خيالية.

2) مستمدة من البيئة الاجتماعية.

3) تشمل على نوع من التوجيه التربوي والاجتماعي الذي يؤكد القيم الاجتماعية بشكل غير مباشر.

4) تحتوي على نوع من المغامرة.

5) تحتوي على أسلوب واضح وفكرة بسيطة .

 

‌ج. مرحلة الطفولة العليا من 10 إلى 12 سنة :

ينتقل الطفل فيها من عالم الخيال إلى عالم أكثر واقعية ويفهم المفاهيم المعقدة ويصبح لديه القدرة على تحمل المسؤولية والتحكم في انفعالاته التي تقدم قصص الشجاعة والمعاصرة ومشاهدة المسرح كوسيلة تعبيرية ففيه يمكنهم من متابعة الحبكة المسرحية الأكثر تركيبا وتشابكا ويميلون إلى الاستهواء والإعجاب وتقبل الآراء من الآخرين ومن أعجاب الطفل أو يقدروهم دون نقد أو مناقشة. ومن أهم سمات المسرحية في هذه المرحلة:

1) البطولة والشجاعة والواقعية.

2) المعلومات العلمية.

3) الطابع التربوي والاجتماعي وتأكيد القيم الدينية والأخلاقية والانتماء القومي بأسلوب غير مباشر.  

 

‌د. مرحلة المراهقة من 13 إلى 15 سنة :

ينتقل الطفل في هذه المرحلة إلى حالة الاستقرار العاطفي النسبي التي يسميها علماء النفس (مرحلة التكون) إلى مرحلة شد وتعقيد أو حساسية التي يتدرج فيها الطفل من الطفولة إلى الرشد والنضوج – وأهم سمات المسرحية في هذه المرحلة:

1) تأكيد المثل العليا.

2) تكون ذات أهداف تربوية.

3) تتضمن معلومات تاريخية ومخاطبة العقل.

 

2. التلقي عند الأطفال :

تبدا عملية الاستجابة بالإدراك وخلال الادراك تكون هناك احاطة بالمدركات(سمعية، بصرية.. الخ) ثم يميز بين المدركات أي تحليلها الى مكوناتها الاساسية ثم اعادة تركيبها في مكون كلي جديد، وتختلف طرائق الادراك فيما بينها باختلاف الحواس ويختلف اسلوب الادراك البصري عن السمعي، فالأول يبدأ من الادراك الكلي للمثير او العمل المدرك ثم يتجه الى الاجزاء ثم يعود بعد ذلك الى الكل الذي يكون كلا جديدا، ليس ه و الكل الذي بدأت به هذه العملية. والاستجابة الجمالية هي استجابة الفرد للمثيرات الجمالية استجابة تتفق على مستوى محدد من الجودة في الفن. 

ان استجابة الطفل المتلقي للعرض المسرحي استجابة بريئة ساذجة توحد في ثقة بين الواقع وبين ما يراه في العرض المسرحي ولكن ك لما ازدادت خبرات المتلقي تحولت استجابته الى الفهم المتعاطف أي الادراك الفكري للموقف المعروض.

فملاحظة الطفل للآخرين في مواقف محبطة مثيرة لليأس ومشاهدة كيفية تغلبهم عليها وخروجهم منها يمنحنه فرصة لمراجعة استجاباته الانفعالية واستراتيجياته السلوكية الخاصة، بحيث يصبح اكثر كفاءة في مواجهة أي شيء مماثل قد يحدث لنا في المستقبل. 

لذا فان فاعلية الاستجابة في المسرح الموجه للأطفال يفترض ان ترتقي الى المشاركة الايجابية في العرض عبر طرق اتصالية متعددة كإجابة الاسئلة التي يطرحها الممثلون اثناء العرض او الاشتراك في كتابة النص اثناء البروفات ومن خلال(التغذية المرتدة ) يمكن ضبط عملية الاستجابة عن طريق ما يصل الى المصدر من معلومات مرسلة من المتلقي حول نجاح العرض او اخفاقه مما يمهد له ضبط الرسالة المقبلة.  

المرحلة التي وقع عليها البحث - ان ما يحتاج اليه الاطفال في هذه المرحلة العمرية  (10-12) ليس ذلك التفكير المنطقي المنظم بل هو مجرد نوع من الاستغراق الخاص في الوسائط الخاصة بالفنون، وايضا حوار بين شعوره الخاص بالحياة والموضوعات الفنية التي تحيط به . يجب ان يتعلم الاطفال لكن ليس عن طريق التلقين اذ أن كل ما علينا ان نفعله هو تنظيم مسرحيتنا بطريقة لا نقول لهم فيها أي شيء بل نتركهم يستنبطون ذلك مع اكثر ما يمكن استحصاله منهم بالمشاركة مع النماذج السلوكية التي نريدهم ان يتبعوها. 

ففي هذه المرحلة يصبح الاطفال اكثر اتقانا لقواعد لغتهم وللأنظمة الرمزية الاخرى في ثقافتهم، فهذه المرحلة العمرية هي الزمن المناسب الذي يذهب خلاله الاطفال الى ما وراء القراءات الحرفية للكلمات والصور والاغاني ويهتمون بالجوانب الاشارية والاكثر تعبيرية من هذه الرموز، ويفهمون الحبكة، أي ان الاحداث تحركها دوافع معينة تؤدي بمساراتها الى الصراع او لحل الصراع.

 إن الطفل في هذه المرحلة (10-12) يحاول تقليد سلوك وحركات البطل الحائز على اعجابه  اكثر من محاولته تقليد سلوك وكلام وحركات زملاءه واقرانه المقربين. 

ويكون كذلك واعيا بالخط الفاصل بين الواقع والخيال ، وتذكر القصص بدقة وان يعيد حكيها بكفاءة ويقوم بتنبؤات معقولة حول ما سيحدث للشخصيات، ويذهب الان الى ما وراء الحبكة الظاهرية ويهتم بالأسلوب والتعبير والتكوين الخاص بالعمل بل ينتج المحاكاة التهكمية، كما يتذوق الانحرافات او الازاحات التي تحدث في الاشكال المألوفة من المسرحيات. 

كما ان الاطفال يحاكون سلوك النماذج الاكثر نجاحا، وعندما يكافؤون لمحاكاة الاحكام الاخلاقية للنموذج يغيرون من احكامهم الاخلاقية ليصبحوا مثل النموذج فالأشخاص الجميلون وذوي الخطوة الاجتماعية والاكفاء والاقوياء فانهم ينتزعون محاكاة الاخرين لهم اكثر من النماذج التي لا تمتلك هذه الصفات. 

ويفترض بالنتاج الابداعي أي كان نوعه سواء للكبار او للأطفال ان يتوفر على مجموعة من الخصائص لكي تستدعي الاستجابة الجمالية وهذه الخصائص:

- اللاعتيادية:  وهي تثير الدهشة في الملاحظ لان الاستثنائي يجذب العين لوجود شيء غير متوقع فيه يحدث فينا هزة تشد تفكيرنا.

- الملائمة:  وهي تستدعي استجابة الارضاء والاشباع التي تكون مماثلة للشعور بالارتياح العام.

- قوة تحويل الواقع : التتابع الذي يتميز بهذه الخاصية يمتلك فعل الاثارة لدى الملاحظ وتغيير طريقته في ادراك العالم والتفكير به، أي تتطلب من الملاحظ تمثيل واستيعاب النتاج وضمه الى عالمه.

- تكثيف المعنى:  ومثل هذا النتاج يحمل الايجاز أي كفاءة الاستيعاب التي تحوي عناصر جوهرية تستدعي العديد من التأملات والتفسيرات ويكون الملاحظ مدعوا هنا لتذوق نكهته الخاصة بهذا التكثيف. 

II. خصوصيات الكتابة الدرامية للأطفال:

من غير الحكمة على الإطلاق استسهال الكتابة للأطفال، فأدب الطفل فن صعب، صعوبة الولوج إلى عوالم الطفولة، ولعل أصعب أنواع هذه الفنون، فن كتابة المسرحية الموجهة للطفل، لأهمية كل عنصر من عناصر المسرحية ودقته: لغة، وحواراً، وشخصيات، وحكاية.. إلخ

اللغة:

البساطة أهم سمة من سمات لغة نص مسرح الطفل، وهذا الأمر يتطلب من الكاتب استخدام لغة غير معقدة أو مبهمة؛ بل مستقاة من قاموس الأطفال اللغوي، ومنسجمة مع قدراتهم العقلية، وحاجاتهم النفسية، ليس بغية الفهم المباشر للنص، أو العرض فحسب؛ بل من أجل الاندماج والتواصل معهما أيضاً، من دون اللجوء إلى التبسيط الذي سيعود بالضرر على الأطفال :لغة. ووعياً. وذوقاً.

الحوار:

يعدّ الحوار كيان النص المسرحي، فبواسطته تسرد الحكاية، ومن خلاله تتكشف معالم الشخصية وتتطور، ومن دونه لا يتنامى الحدث، ولا يتكامل الصراع، ولا تصل المعلومات إلى الطفل القارئ، والحوار الجيد في مسرح الطفل هو: الحوار الواضح، الدقيق بلا إطالة، جمله وعباراته مختصرة من دون مغالاة، يلجأ الكاتب أحياناً إلى تكراره في بعض الأماكن، بقصد إمتاع القارئ والمتفرج الصغير، ومساعدته على الاندماج والتنبؤ بمصير الشخصيات والأحداث في المسرحية..  ومن المستحسن أن يركز الحوار على أمرين هامين:

- التعبير عن الشخصيات :عمرها. مكانتها. ثقافتها. معاناتها.

- الحركة )ويعدّ الحوار فعلاً من الأفعال، ومظهراً حسياً للمسرحية، لذلك، فإن قوته تكمن في حركته) . 

الحكاية :

الشغف بالحكايات ميل إنساني عام، يتصف به الكبير والصغير، الجاهل وغير الجاهل، والتزام كاتب مسرح الطفل بها ضرورة واجبة، بحيث تكون الحكاية، ومهما كان موضوعها، واضحة، بسيطة، محبوكة بإتقان، لتزيد من جذب انتباه المتفرج الصغير. والحكايات الشعبية نبعثر، يمكن أن ينهل منها الكاتب الكثير مما هو مناسب لأطفال اليوم، و يمسرحها، مراعياً بعض الشروط الضرورية مثل:

حسن اختيار النص.

الموضوعات يجب أن تكون مرحة.خفيفة.

تتميز بالحركة.

أن تكون قريبة من الأولاد وحياتهم.

أن تكون سهلة اللغة.

أن تتضمن بعض الأعاجيب والخوارق.

أن يدخل فيها العنصر الشعري البديع. 

و الهدف من تقديم الحكايات في مسرح الطفل، وصياغتها بشكل مناسب، فنياً وتربوياً، هو تعلم الطفل مبادئ الخير والحق، والحكم الصحيح على الأحداث بالدرجة الأساس، ولكن دونما وعظ أو إرشاد مباشر. وما ينطبق على الحكاية ينطبق على الموضوعات الأخرى المأخوذة من الحياة المعاصرة، تلك التي يستحسن أن تكون ضمن معرفة الطفل للواقع، في جو من الغرابة والإثارة لشد انتباهه وتشويقه.

ولأهمية هذا العنصر في مسرح الطفل؛ فإن بعض المسارح تلجأ إلى تقديم معارف ومعلومات جغرافية، حسابية، طبية.. في قالب الحكاية المشوقة.

الشخصية :

تعدّ الشخصية عنصراً مكوناً للمسرحية التي تقوم )على حدث يتم بساطة الشخصيات، أو الممثلين، في مكان وزمان محددين أمام جمهور من المتفرجين.   والشخصية المسرحية عبر تاريخها لم تثبت على شكل واحد كما حددها أرسطو، فلقد تلونت وتشكلت حسب عوامل جوهرية عديدة: مكانتها. سنها. بيئتها. عصرها. رؤية خالقها. مخرجاً كان هذا الخالق أم مؤلف.

وإذا كان هذا الكلام يخص مسرح الكبار بالدرجة الأساس، فذلك لأن للشخصية في مسرح الطفل سماتها الضرورية التي يمكن أن نشير إلى بعضها :

تمايز الشخصيات في المسرحية. بحيث تحتوي كل شخصية في النص الواحد على قدر كبير من الحيوية والتفرد والحياة.لأن الشخصيات الجامدة لا تقنع الطفل؛ بل تجعله ينفر منها، ومن العرض أيضاً.

أن تتسم بالوضوح التام، في الشكل والمضمون، وذلك من خلال: أفعالها. إلقائها. زيها.. ليسهل على الطفل فهمها، وبالتالي التعاطف معها، أو نبذها.

الاقتصار على العدد القليل من الشخصيات قدر الإمكان، ويفضل التركيز على شخصية رئيسة ليتمكن القارئ، أو المتفرج الصغير من متابعتها جيداً.

تقديم الشخصيات التي تجسد الخصال النبيلة: كالشجاعة، والصدق، والشهادة، والتفاني في طلب العلم، والانتصار للخير والحق، كما يفضل، قدر الإمكان، عدم نسيان الشخصيات القادرة على الإضحاك، لقدرتها على إضفاء السرور والبهجة إلى نفس القارئ والمتفرج الصغير.

الحبكة:

وتعني الحبكة تسلسل الأحداث وتناميها واندغامها في نسيج المسرحية الواحد، والحبكة في المسرحية الطفلية متقنة الصنع، بسيطة من دون تبسيط، أو سذاجة، فللطفل ذكاؤه، وحسه المرهف، وحبه الشديد للإثارة التي توقدها الحبكة القوية، وهو يفضل أن يشاهد الأحداث المثيرة ويقرأها منذ بداية النص، أو العرض المسرحي.

وفي الصراع بين السلبي، غير المفرط في سلبيته، والإيجابي، غير المبالغ فيه، لا بد أن تحقق قوى الخير النصر على قوى الشر، ولكن من دون تدخل سافر، أو إقحام من الكاتب. وإنما نتيجة لصراع مقنع، فنياً وفكرياً، بين قوتين متكافئتين، وذلك بهدف تعليم الطفل مبادئ الحق والخير والحكم الصحيح على الأمور. الذي لن يؤتي ثماره إلا من خلال صراع واضح غير معقد، لأن من شأن الصراعات المعقدة غير المفهومة بالنسبة إلى الطفل إرباكه وتسريب الملل إلى نفسه، الأمر الذي سينعكس سلباً على قراءته للنص ومتابعته للعرض. فليس من المهم بالنسبة إلى من يبدع للأطفال أن يرضي نفسه، بل المهم هو إرضاء الطفل وجعله يفهم )لأن الشيء المهم الوحيد ألا يشعر الطفل بأنه لا يفهم ، وفي نسيج الحبكة الناضجة يتم الاعتماد على الحدث الرئيس الذي يتصاعد ليصل الذروة ثم يبدأ في الانحدار وصولا إلى الحل ، وعدم طغيان حدث ثانوي عليه، مهما تميز هذا الحدث بالمتعة والفائدة، وتجنب إطالة المسرحية، أو استمرارها، بعد اتضاح الأمور وحل العقدة، حرصاً على تركيز الطفل وعدم تشتت ذهنه. 

 

الأنسنة :

وهي إعطاء الأشجار والجمادات والحيوانات صفات وخصائص إنسانية، وذلك بجعلها تتكلم وتنفعل وتتفاعل مع المشاكل التي تعترضها، وكانت هذه التقنية مهمة لأهمية الحيوان والطبيعة في خيال الطفل، رغم أنهم يعون حقيقتها ولكنهم يقبلون أنسنتها بدعوى أن هذه الكائنات تبادلهم نفس الحب وتريد التحدث معهم.

الخوارق:

لقد كان ولا يزال استحضار الظواهر الميتافيزيقية في أدب الطفل يستحوذ على انتباهه منذ نعومة أظافره، فالطفل يحب أن يسمع قصص الجان والغول والعفاريت والمردة والأبطال أصحاب القوى الخارقة والتنانين وغيرها.

1. تقنية الكتابة الدرامية للأطفال :

يجب أن نراعي في النص الذي نهيئه ما يلي :

الفئة المستهدفة، أي حسب المستوى الدراسي.

الهدف المعرفي التعليمي، ومراعاة مراحل النمو.

الهدف التربوي والدعوة إلى شخصية صالحة.

الهدف الجمالي والدعوة إلى التذوق الفني للفرجة.

تحديد الشخصيات.

تحديد الوحدات الثلاث : الزمان، المكان، الحدث.

رسم حدود النص "الإطار العام".

تحديد التيمة الأساسية.

التركيز على النقط التي تعتبر هامة بالنسبة للتمثيل.

نوع الملابس وعصرها.

الديكور وألوانه، ويستحن أن يرسمه التلميذ. 

 

2. اشتراك الأطفال في عملية الكتابة: 

 

جمع الأطفال، ووصف الموضوع، وتسجيل الملاحظات، والتعديل بما يناسب .

ضرورة وجود مندوبين بين الأطفال يسجلون وملاحظاتهم. 

المشرفون والأساتذة يسألون الطلاب بما يفيد النص .

اعتماد عملية حضور الأطفال البروفات (التدريبات). 

تكليف بعض الطلاب بصياغة النص النهائي مع متابعتهم. 

 

III. مسرحة النصوص :

من أجل تبسيط معطيات نص عادي وجعله قابلا للتمسرح، نبرز بعض التقنيات التي تعتبر مجالا للتمرن على الكتابة المسرحية، حيث يمكن للأطفال المشاركة فيها، مما يشحذ الطاقة الإبداعية لهم، ويحفز المعلمين على توفير نصوص مسرحية من إنتاجهم دون اللجوء لأعمال مسرحية جاهزة، وبذلك نجعلهم يتوفرون على تنظيم عملهم واشتغالاهم في أنشطة المسرح. وهذه التقنيات كالتالي :

1) التفكيك :

اختيار النص (أي نص).

قراءة النص.

تحليل النص: طبيعة النص، جرد الأسماء والأفعال.

تحديد الفكرة الرئيسية.

تحديد الأفكار الفرعية.

تحديد الأحداث.

تحديد الزمان والمكان.

تحديد الشخصيات.

2) إعادة كتابة النص المختار مسرحيا :

الانطلاق من الشخصيات حسب أهميتها من النص.

سرد الأحداث بواسطة الحوار.

الحفاظ على وحدة النص من خلال الزمان والمكان والحدث أو التصرف فيها حسب ما يتطلبه إبراز الفكرة الأساسية.

البناء الدرامي للنص حيث يتم التركيز في هذا البناء على :

التمهيد/مشهد ميمي.

الحبكة/العقدة.

الحل.

النهاية : نشيد أو أغنية أو رقصة.

 

3) مسرحة المناهج :

في هذا الإطار يصير المسرح وسيلة موظفة لخدمة المواد الدراسية، وليس غاية في ذاته، فهو أسلوب تعليمي ووسيلة إيضاح تشرح الدروس وتبسطها وتشخصها.

ومسرحة المناهج من أنجح الوسائط التربوية لتحقيق الخدمة المباشرة سواء للمشخص أو المتلقي، لأن العملية التعليمية خرجت من كونها معلومات تملئ بها عقول التلاميذ، وإنما هي خبرات يكتسبها الفرد لكي يتفاعل مع حياته بشكل أفضل، وذلك لما للمسرح من خاصية التركيبية، والمشاركة على مستوى العرض المسرحي بين التلاميذ والمعلم، والتلاميذ مع بعضهم البعض، والتفاعل المباشر بين المؤدي والمتلقي. 

والملاحظ أن الكثير من المتخصصين في التربية قد أخذوا يفكرون في توظيف الدراما كوسيلة لتدريس المواد، وقد اختمرت هذه الفكرة بعض ملاحظة مدى نجاعة وتأثير البرامج التعليمية التي يعرضها التلفزيون. 

ولمسرحة المنهاج مستويات : الابتدائي، الإعدادي، الثانوي، وهي تتدرج من نص لا يتجاوز ربع الساعة، وفي لغة وشخصيات ومواقف بسيطة. هذا وكان إدماج التربية المسرحية في المناهج بصورة مرحلية في رياض الأطفال، والابتدائي والإعدادي والثانوي، وتدرس النصوص الأدبية المسرحية ضمن مناهج الأدب العربي، مع التركيز على خصوصيتها من حيث هي فن قائم بذاته، كمسرحية "أهل الكهف" في الإعدادي، و "ابن الرومي في مدن الصفيح" في الثانوي.

وهكذا تتحقق للتربية المسرحية أحد أهدافها الأساسية وهو الهدف التعليمي، أي إعداد الموضوع والمادة الدراسية إعدادا دراميا، وإشراك التلاميذ في إعداد ولعب النص المعد داخل الفصل.

 

صاحب المقال :

مروان مودنان

من مواليد سنة 1990م بالدارالبيضاء المغرب

حاصل على شهادة الإجازة في اللغة العربية و آدابها.

حاصل على الإجازة التطبيقية في الدراسات المسرحية.

لي مقالات وديوان ينتظر النشر.

شغوف بالأدب والتراث والمسرح والنقد.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مروان مودنان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/01



كتابة تعليق لموضوع : النص الموجه للطفل وخصوصيات الكتابة الدرامية للأطفال
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net