صفحة الكاتب : د . صاحب جواد الحكيم

قاف فِي ذِكراه السنوية ِ
د . صاحب جواد الحكيم
عَن التوثيق ِ ، و الخائفين ِ و المنسحبين َ و اليائسينَ ...
تمرُ عَلينا هذهِ الايام الذكرى السنوية ُ الأولى لانطلاقة ِ إعلانِ قاف (قفْ أمام َ الفساد ِ).
في هذه ِالذكرى لا نُريدُ أن نَستعرضَ النجاحات ِالتي حَققها قاف، كما يفعل ُالآخرون َ في الذكرى السَنوية ِ لانطلاق ِمَشاريعهم ُ، بل نُريدُ أن نذكّرَ بِحقائق َ أشَرنا إليها في الإعلان ِ التاسيسي وبَدت ْمفاعليُها تظهرُ تِباعا ً.
بداية ً لابد ّ من التذكير ِ ببعض ِ الأُسس ِ التي قام َعليها قافُ:-
1.   التوثيقُ ، بمعنى البحث ِ عن أدلة ٍ مادية ٍصالحة ٍ لإثبات ِ واقعة ِ الفساد ِ أمام َ أيِّ مَحكمة ٍ عادلةٍ ، لا السير ُ وَراء َ الإشاعات ِ مهما كانت ْ قوية ً.
2.   عَدم ُ التبعية ِ لأي ِ جهة ٍ رسمية ٍ أو غيرِ رسمية ٍ، وبالتالي عدم ُ إستثناء ِ أي َّ فرد ٍ أو نوع ٍ أو شريحة ٍ منَ الفاسدين َ، مَهما كان َدينُهم ، أو مذهبهُم أو عرقهُم ، أو حزبُهم ، أو عشيرتُهم ، أو موقعُهم الإجتماعيُّ ، أو السياسي ُّ  ، أو الدينيُّ.
3.   أن التوقيع َعلى قاف لا يُزكّي من يوقّع ُ عليه ِ، وبِالتالي فقدْ يُصبح ُ مُستهدفاً لِقاف ، إذا أثبتت الوثائق ُ فسادَهُ.
هذا يَعني أنَ َمُهمة َقاف في كَشف ِالفساد ِ ليست مُهمة ً سريعة ً، ولا سَهلة ً، ولا حتى خالية ً مِن المَخاطر ِ على القائمين َعليها ، أو المُشاركين َ فيها، ولذلك شهِدنا بَعض َ الإنسحابات ِ من ْ التعاونِ مع قاف ، من قِبلِ أشخاص ٍ كانوا قد أعْربوا عن إستعدادِهم لدعم ِإعلان ِ قاف ، ووقّعوا عَليه.
تَنوعت أسبابُ إنسحاب ِ المُنسحبين بَينَ خائف ٍ مِن إنتقام ِ الفاسدين َ، وبينَ خائفٍ على نَفسه ِ من نتائج ِ عمل ِ قاف، وبينَ يائس ٍ من وُصول ِ قاف إلى أيّ ِنتيجة ٍ في مكافحة ِالفسادِ.
الخائفون َ من انتقام ِالفاسدين : إمتنعوا عنْ تزويدِ قاف بما وَقع َ في أيديهم ُمن وثائق َ، لأن كشفـَها يعني كشف َ ظُهورِهم ُ للفاسدين َ ، وتعرضَهم للانتقام ِ. لهؤلاء ِ نقول ُ: نحن ُ مُلتزمون َ معَ الجميع ِ بِعدم ِ كشف ِ مَصادرِ الوثائق ِالتي تَصلنا، ونَلتزم ُ – إضافة ً إلى ذلك َ، وعند َ الطلب ِ- بعدم ِالكشف ِ عن نَفس ِ الوثيقة ِ ، أو التلويح ِ بِها ، إلى أن نَتلقى إشعاراً مِن الذي بَعثها لنا بَزوال ِ الخَطرِ عنهُ.
أما الخائفون َ من نتائج ِ عمل ِ قاف، فنتفهّم ُ مَوقِفـَهم، ونعتبره ُ مُؤشرا ً مُستقبليا ً على نَجاح ِ المشروع ِ، فالمَجسات ُ التي يَملكها هؤلاء حَساسة ٌ جِداً، وقدْ انسحبوا بعد أن شاهدوا مُؤشرات ِ النجاح ِ المستقبليةِ .
أما اليائسون َ مِن وُصول ِ قاف إلى أيِّ نتيجة ٍ فيستحقون َ إهتماماً خاصاً ، ولا بُد َ أن نُوضح َ لهم الحقيقة َ التالية َ:
إن مُهمة َ قاف هي كَشف ُ الفساد ِ وتوثيقه ِ، وتَنظيمِ ُ ملفاته ِ وَتكييفِها قانونيا ً،  والبحث ُ عن الوسائل ِ والطُرق ِ لمحكافحته ِ ، واسترداد ُ أموال ِالشعب ِ المسروقة ِ ومعاقبة ُ الفاسدين َ...وهي مُهمة ٌ تختلف ُعن كَشف ِ سَرِقة ِ بيت ٍ ، أو مَحل ٍ بجهود ِ مركز ِ الشرطة، وتقديم السّارق ِالى محكمة ِ القضاء ِ ، أو الناحية ِ، لاسترداد ِالمسروقات ِ ، وإيداع ِ السارق ِ السِجن َ...إن عَمل َ قاف هُو اكتشاف ُ سَرقة ِ الثروة ِ الوطنية ِ لشعب ٍ كامل ٍ خلال أكثر ِ من عَقد ٍ من الزمن ِ ، بِواسطة ِ مَجموعة ِ عِصابات ٍ مختلفة ٍ على الحُصص ِ ، متفقة ًعلى التَستر ِ على بَعضِها، وهي تُمسك ُ السلطة َبكل ِ مَفاصلِها وتشكّلُ الدولة َ العميقة َ التي لنْ تَتغيرَ بِتغيرِ الحُكومة ِ والبرلمان ِ والقضاءِ، وهذه العصابات ُ لها القدرة ُ على سَرقة ِ بَعير ٍ منَ الشارع ِ في وضح ِ النهارِ، أمام َ الناس ِدون َ أن يتمكن َ أحَد ٌ مِن إثبات ِ السَرقة ِ.
هكذا مهة ٌ تتطلب ُ أولاً تَعاون َ الجَميعِ ِ، وتَتطلب ُ ثانياً الصَّبر َ. وهيَ على مُستوى مُحاكمة ِمجرمي الحروب ِ العالمية ِ، والمُتهمين َ بالإبادة ِ الجماعية ِ، أوالجرائم ِ ضِد َ الإنسانية ِ. هكذا مُحاكمات ٌ تتطلب ُ زَمناً طويلا ً وصَبرا ً جميلا ً.
في مُحاكمة ِالمُجرمين َ الذين سَرقوا ثروة َ الشعب ِ العراقي ِ يَقف ُ قاف في مَوقِع ِ المُدعيٍ ّ العامّ ِ ويَنتظر ُ من َ الجَميع ِ أن يَقوموا بِدور ِ الشهود ِ لا دَور ِ المتفرجين َ .
الدكتور صاحب الحكيم المنسق العام لقاف
حزيران 2016
شهر رمضان المبارك 1437
 رابط موقع قاف 1 :
https://www.facebook.com/Qaaff/?fref=ts

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صاحب جواد الحكيم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/12



كتابة تعليق لموضوع : قاف فِي ذِكراه السنوية ِ
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net