صفحة الكاتب : مهدي المولى

مرض خطير ينتشر بسرعة بين الإرهابيين
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ينمو التطرف والإرهاب في بيئة مريضة تُصادر فكر الآخر، وتستند الى سلطة تضرب من يعارضها بالقوة والترويع، ومن السهولة الإنجراف في مجتمعات لا تستطيع المواجهة بحصول التطرف على شرعية من بعض الأنظمة، وحكومات تُرهب مواطنيها، وفي بعض هذه الدول صار الإنتقاد لهذه الافعال بمثابة التعدي على الحكومة والدولة، وما يعني التعرض لعقوبة؛ بنفس الوسائل التي يتبعها الإرهاب.
لا يمكن لعاقل أن يُصدق ما يحدث من أعمال إرهابية بفعل عاقل، وكل الإعتقاد أن من يُفجر نفسه أما أن يكون تحت تأثير المخدرات أو مُختل عقلياً.
يُخطيء من يعتقد أن الإرهاب حالة شاذة او طارئة، ولا مستوردة أو مؤامرة؛ في حين لها مدارس ومؤيدين وحكومات، وعند تعليق الأسباب بغير مسبابتها؛ نبتعد كثيراً عن التشخيص والعلاج، وننسى تأصل الفكر قبل أكثر من مائتي عام، وقَتَل كثير من المشايخ وهاجم كثير من الأماكن المقدسة للمسلمين، وأجبر غيرهم للنطق بالشهادتين، وكفر وحلل قتل من لا يقبل بأفكاره.
المسلمون أول من تحمل النقد، وتعالت أصوات منابر للإتهام بالشرك والزندقة والإرتداد، ودخلت كتب التكفير الى المدارس، ووزعت مجاناً أن لم تُباع بأبخس الأثمان، لتحمل سيل طعن هائل بالمعتقدات، ومن الصفحة الأولى الى نهاية الكتاب دعوات لتطهير الأرض من المخالفين، ويُرادف ذلك كم الفتاوى التي تدعو لقتل الأكثرية البشرية؛ لأنها راضية او مشركة او كافرة او عَبَدَةَ قبور، وهذا الخطاب لا يبتعد عن التداول في كعبة المسلمين.
إن المشكلة في أيدلوجيا تدعمها حكومات بذريعة نشر الدين، وتضغط على شعبها وتمول المنطقة وتُغري الغرب بالبترول، ومن يعترض من العلماء إذا لم يُقتل؛ يُعزل عن العالم ويمنع من الرد على الإتهامات الوهابية، وفكر التطهير العرقي وهدم المساجد وآثار الحضارات والشعوب، ما يعني تطهير الارض من البشرية الرافضة لفكرهم، وتصنيفهم الى كفرة ومشركين وضالين وأهل كتاب، وقتلهم حلال وتُستباح أموالهم ونسائهم، وفي هذا المجال كثير من الفتاوى المريضة المنحرفة.
عقل الإنسان هو الفارق المهم عن بقية المخلوقات، ولا عقل سليم دون جسد سليم، ولا تعني السلامة من التشوهات الخلقية إذا تشوه العقل.
أخطر الأمراض تلك النفسية منها مع جسد متكامل القوة، وكيف إذا ساندته حكومات وبترول، وسمحت لإستخدام أساليب غير قانونية، وضرب الخصوم بالسلاح وتكفير المعتقد والتميز العنصري داخل الدولة، وما تزال الدول غير معترفة بهذا السرطان؛ بإعطائها المسكنات للشعوب، والموت يُهدد ببشاعة، وبرابط ينتشر كالخريطة الأخطبوطية التي تلتف حول العالم؛ لتنشر الإرهاب في كل مكان بأسم والعقيدة والسلف، ولكن الحقيقة أن أولئك مصابون بمرض انفصام الشخصية عن الإنسانية والأخلاق، وأنهم كالمريض النفسي الذي يُريد الإنتحار، ولكن أنانيته تأبى أن تسمح بعيش غيره، ونعم أنه مُختل عقلياً؛ ذلك من يأكل ويشرب معك ويفكر في قتلك وقتل أشخاص لا يعرف ما في قلوبهم.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/25



كتابة تعليق لموضوع : مرض خطير ينتشر بسرعة بين الإرهابيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net