صفحة الكاتب : عباس الكتبي

أنا مع الإرهاب
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليلى خالد، أو أسمها الحركي"شادية أبو غزالة"، عضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من مواليد مدينة حيفا 1944م.
طائرة تابعة لشركة المال الإسرائيلية، تعمل على خط"لوس انجلس-تل أبيب"،واثناء مرورها بروما، قامت شادية ابو غزالة، وبمساعدة زميل، بخطف الطائرة وتحويل وجهتها الى سوريا، ثم قاما بإخراج الركاب البالغ عددهم 116 راكباً، ومن ثمة تفجير الطائرة، الهدف من هذه العملية، اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينين عند اسرائيل.
بعد هذه الحادثة في بداية 1969م،برز لفظ"الإرهاب"كمصطلح سياسي دولي، ويعنون به:اعمال وممارسات ووسائل، تمارس العنف والتهديد، تقوم به دول،أو منظمات، أو أفراد، تثير الرعب والذعر بين الناس، لأغراض وأهداف سياسية.
قطعاً، الإسلام يرفض كل أشكال العنف، والإرهاب التي تمارس ضد الناس الأبرياء المدنيين الآمنين، فآية ترهبون التي ذكرت في القرآن"ترهبون به عدو الله وعدوكم"، إنما خصّت في المعارك، بعيداً عن الناس العزل،فالله حثّ المسلمين على إبراز قوتهم، لإرهاب الجيش المعتدي وإخافته، وكل من يريد أن يعتدي عليهم، وهو أشبه بالأستعراض العسكري التي تمارسه الدول.
بل خليفة رسول الله ووصية، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"عليهما الصلاة والسلام"، ذهب ابعد من ذلك، فوصاياه لقادته وجنده في المعركة، وصايا انسانية واخلاقية عظيمة، من قبيل:(لا ترعبوا أمراةً، أو طفلاً، أو شيخاً كبيرا، ولاتقتلوا أسيراً، ولا تدركوا هارباً، ولا تجهزوا على جريحاً، ولا تخربوا زرعاً، أو تقطعوا شجرة، ولا تطمسوا بئراً..الخ)، كتبت هذه الوصايا مؤخراً على شكل مواد في قانون جنيف للحرب!
اضافة الى ان عامة علماء المسلمين، يروون حديثاً نبوياً مشهوراً:(المسلم من سلم الناس من لسانه ويده)، فالحديث لم يقل"من سلم المسلمين منه فقط"، بالاضافة الى"أل التعريف"في لفظ "الناس"، التي تفيد الاستغراق والعموم عند النحويين، يعني كافة الناس المسلم وغير المسلم.
قوى الأستكبار العالمي، والحكومات الدكتاتورية، والملكية المستبدة، صاروا يفصّلون مصطلح الإرهاب على مقاساتهم، ذاك الفعل ارهاب، وهذا ليس بإرهاب!
أمريكا، وعديد من الدول تمتلك أسلحة دمار شامل، لكن بوش الأبن، يختار منها:(ايران، وكوريا الشمالية، وسوريا)، ليصفها بمحور الشر والارهاب، لأنها تمتلك أسحلة دمار شامل! وحين تضرب الطائرات الامريكية هدفاً مدنياً، يذهب ضحيته أبرياء، تعلّله أمريكا، بأنه ارهاب مشتبه!
البحرين، تعتقل شبابها، والشيوخ والوجهاء، وتمارس ضد المتظاهرين السلميين، التهديد والعنف والتعذيب، ثم تصفهم بالإرهابيين، يريدوا الإخلال بأمن الدولة! 
السعودية، تقتل آلآف المدنيين العزل من الشعب اليمني، وتدمر مواردهم الاقتصادية، وبناهم التحتية، لا يقال عنه ارهاب، بل يقال عنه حماية لأمن الدولة السعودية!
الحشد الشعبي، يدافع عن الارض، والعرض، والنفوس، والمقدسات، وعن عيش وكرامة المواطن العراقي، كحق من حقوقه المشروعة، تأتيك هذه الدول وتصفه بالإرهاب! هؤلاء نترك الرد عليهم، للشاعر نزار قباني، فقد كفى ووفى في الرد، في قصيدته"أنا مع لإرهاب"، التي يقول فيها: 
((متهمون نحن بالإرهاب../ إذا رفضنا محونا../ على يد المغول واليهود والبرابرة..
متهمون نحن بالإرهاب../ إذا رفضنا أن نفاوض الذئب../ وأن نمد كفنا لعاهرة..
متهمون نحن بالإرهاب../ إذا حملنا الخبز والماء../ إلى طروادة المحاصرة..
متهمون نحن بالإرهاب../ إذا رفعنا صوتنا../ ضد الشعوبيين من قادتنا..
وكل من غيروا سروجهم../ وانتقلوا من وحدويين إلى سماسرة..
متهمون نحن بالإرهاب../ إذا اقترفنا مهنة الثقافة../
إذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة..
إذا ذكرنا ربنا تعالى../ إذا تلونا سورة الفتح../ وأصغينا إلى خطبة يوم الجمعة..
فنحن ضالعون في الإرهاب../ متهمون نحن بالإرهاب..
إن نحن دافعنا عن الأرض../ وعن كرامة التراب..
إذا تمردنا على اغتصاب الشعب../ إن كان هذا ذنبنا../ ما أروع الإرهاب..
لم يبق في حياتنا قصيدة../ ما فقدت عفافها../ في مضجع السلطان..
أنا مع الإرهاب.. / إن كان يستطيع أن يحرر الشعب..
من الطغاة والطغيان.. / وينقذ الإنسان من وحشية الإنسان..
أنا مع الإرهاب.. / إن كان يستطيع أن ينقذني..
من قيصر اليهود.. / أو قيصر الرومان..
أنا مع الإرهاب.. / بكل ما أملك من شعر.. ومن نثر.. ومن أنياب..
مادام هذا العالم الجديد.. / بين يدي قصاب..
أنا مع الإرهاب.. / إن كان مجلس الشيوخ في أمريكا..
هو الذي في يده الحساب.. / وهو الذي يقرر الثواب والعقاب..
أنا مع الإرهاب.. / مادام هذا العالم الجديد..
يكره في أعماقه.. / رائحة الأعراب..
أنا مع الإرهاب.. / مادام هذا العالم الجديد..
يريد أن يذبح أطفالي.. / ويرميهم إلى الكلاب..
من أجل هذا كله.. / أرفع صوتي عالياً..
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..
أنا مع الإرهاب..)). 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/26



كتابة تعليق لموضوع : أنا مع الإرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net