المشغل النقدي في ميسان تبنى المشغل منهج النقد الثقافي لمعاينة النتاجات والنصوص الابداعية والثقافية بشكل عام لكشف انساقها المضمرة
عبد الحسين بريسم

يعد المشغل النقدي في اتحاد الادباء والكتاب في ميسان واحد من اهم المشاغل الفاعلة على مستوى العراق حيث اشتغل على طروحات النقد الثقافي في المشهد الثقافي العراقي والعربي حيث عمل نقاد ميسان ومنهم محمد قاسم الياسري وعلي سعدون وصادق ناصر الصكر وحسن الكعبي وحسن السلمان الذي كان لنا حوار معه حيث سالناه اولا في البدء ماهو الهدف من المشغل النقدي :

ـ هناك اكثر من هدف للمشغل النقدي . فاحد الاهداف هو ايجاد حراك نقدي ممنهج لملاحقة ومعاينة النصوص الابداعية عبر رؤية نقدية مغايرة لما هو سائد نقديا على الصعيد القطري والعربي على حد سواء ،  وذلك بتبني منهج النقد الثقافي لقراءة النصوص دون تمييز او مفاضلة على مستوى الاسماء الابداعية  ومكانتها ، وخلق جو سجالي / جدلي عابر للنص الابداعي / الادبي تجاه كل مايقع في باب النص الثقافي / الفكري . ومن الاهداف الاخرى هو تفعيل عمل المؤسسة الثقافية المتمثلة باتحاد ادباء وكتاب ميسان بجعل المشغل جزء من برنامج انشطة الاتحاد عبر المشاركة الدؤوبة في  اماسيها وفعالياتها الثقافية . اضافة الى سعي المشغل ان يكون اسهامة نوعية في النقدية العراقية . 

كيف كانت الخطوات الاولى للمشغل : 

ـ في الحقيقة لم يكن هناك اتفاق مسبق لتشكيل المشغل كجماعة ورؤية نقدية . انما تقارب الافكار وانسجامها  حول طبيعة العمل النقدي الذي ينبغي ان ينظر الى النص بوصفه فضاء سوسيو ـ ثقافيا ، والاشتغال في نفس المنطقة ،  هو من كان المنطلق لتاسيس المشغل وتفعيله فرديا وضمن دائرة اتحاد ادباء وكتاب ميسان . فبعد عدة جلسات حوارية لأعضاء المشغل  وبالتشاور مع الهيئة الادارية للاتحاد تم تشكيل المشغل ،  وهو يتالف كل من الاساتذة النقاد محمد قاسم الياسري ، وصادق ناصر الصكر ، وعلي سعدون ، وحسن الكعبي ، وحسن السلمان . 

اهم طروحات المشغل في متبنياته : 

ـ  على صعيد الرؤية النقدية ، تبنى المشغل منهج النقد الثقافي لمعاينة النتاجات والنصوص الابداعية والثقافية بشكل عام لكشف انساقها المضمرة ونوايا مؤلفيها الواعية المتمثلة بمقاصدهم وافكارهم وتصوراتهم الايديولوجية وكل مايقع في باب المعنى بعد تجاهل المناهج النصية لهذه الابعاد والاكتفاء بتسليط الاضواء النقدية على جماليات النص وعوالمه الداخلية ،  وحصرالجهد النقدي بالكيفيات الادبية التي تشكل بنية النص ووجوده الابداعي ، دون ان يعني ذلك تجاهل الكيفيات والاليات المشكلة لخصيصة النص الابداعي ، أي تبني رؤية نقدية متوازنة تاخذ في الاعتبار مايقع خارج النص وداخله عبر نظرة نقدية شمولية للنص . ومن متبنايته النقدية اعادة قراءة التجارب الابداعية للأسماء المعروفة ، قراءة مهنية ،  محايدة ، موضوعية ،  بعد ان تم غض النظر عن مواطن ضعفها وخللها عبر ( المجاملات النقدية ) وضغط العلاقات الاجتماعية ، او تلك التي تم تمريرها وتسويقها عبر النقد النصي / الاحادي الرؤية ، الضيق الافق . 

اهم الاشتغالات النقدية في عمر المشغل النقدي : 

ـ كان للمشغل النقدي اشتغالات واسهامات كثيرة ومتنوعة  ،  سواء على مستوى المحافظة ام خارجها . فعلى مستوى المحافظة كان اسهام المشغل في محاور مهرجان الكميت الثقافية ،  كقضايا الهوية واشكالياتها في مستجدات الراهن العراقي ، وغيرها من محاور المهرجان التي تخص الاجناس الابداعية كالرواية العراقية الجديدة ومتغيرات النص الشعري ، اسهاما فاعلا ومؤثرا . اما على صعيد الانشطة التي تقع خارج نطاق الاتحاد ، فقد تم تناول اكثر من تجربة ابداعية . منها قراءات مشتركة  في تجربة الشاعر سلمان داود محمد ، وتجربة الشاعر محمد تركي النصار ، وتجربة لؤي حمزة عباس الروائية ، وقراءة في الرواية العراقية الجديدة ، وقراءة في المنهج الثقافي النقدي وغيرها من الانشطة المشتركة ، اضافة الى الانشطة الفردية لأعضاء المشغل ومشاركاتهم في المهرجانات والمتلقيات الثقافية العامة كمهرجان الجواهري والمربد وغيرها . كما حرص المشغل وضمن اطار الاتحاد ، على استضافة اكثر من اديب ،  كالقاص والروائي حنون مجيد والقاص والروائي اسعد اللامي وغيرهم ، وساهم اعضاء المشغل في اكثر من مناسبة ثقافية في بغداد . 

كيف تجد عمل المشغل النقدي ، وهل غطى المشغل المشهد الشعري والسردي في ميسان : 

ـ بشهادة جميع الادباء والمعنيين بالشأن الابداعي والثقافي ، كان عمل المشغل عملا مثمرا ونوعيا ، وبصفتي احد اعضاءه ،  اطمح ان يكون اكثر فاعلية وحضورا في الساحة النقدية العراقية من خلال الحرص على المشاركة في المتلقيات الثقافية ومتابعة مايصدر من نتاجات ابداعية . اما بخصوص تغطيته للمشهد الشعري في ميسان ،  فلا اعتقد انها تغطية مقبولة ، والسبب يعود لتداخل انشطة المشغل نقديا ولكثرة النتاجات الشعرية الميسانية الصادرة مؤخرا ،  حيث تعمل النسبة العددية الكبيرة قياسا بعدد الناقد الى عدم متابعة كل مايصدر . لكن المشغل يحاول قدر الامكان متابعة المشهد الشعري الميساني الزاخر بالمواهب اللامعة  . 

يعطي الاسم دلالة تعني بالاشتغال المسبق على المنجز كيف يتم ذلك : 

ـ لايعمل المشغل وفق الرؤية الاستباقية او المعدة سلفا لقراءة النص ، بوصفها قالبا او معيارا جاهزا يطبق تعسفيا لقراءة النص  ، انما هنالك مساحة من الحرية في قراءة النص ،  تختلف من ناقد عضو في المشغل لآخر ، ولكنها تتقيد بالإطار  النقدي العام للمنهج ، واعني الالتزام برؤية النقد الثقافي ومهامه النقدية كما تطرقنا الى ذلك انفا ، وقراءة النص وفق هذا المنهج للإحاطة بمقصدياته الفعلية من معان وافكار وميول ايدويولوجية ،  ليس استهدافا شخصيا لشخص المؤلف ،  بقدر ماهي قراءة واعية ، حيادية ، قائمة على براهين وادلة النص ، ومنطلقة منها. 

ماهي المشاريع القادمة للمشغل : 

هناك افكار لتطوير المشغل عدديا وذلك بضم بعض الاسماء الشابة الواعدة اليه من نقاد المحافظة ، والانفتاح اكثر على التجارب العربية والعالمية  ، ووضع اكثر من تجربة ابداعية وعلى مختلف الاجناس على جدول اعمال المشغل ، وتفعيل دوره سواء في اتحاد ادباء ميسان او الحرص على ان يكون لها دور في رابطة النقاد العائدة للاتحاد العام للادباء والكتاب العرقيين / المركز .

الموضوع السابق ذات خطوة ....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat