صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لماذا لا أنتحر أنا
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وحتى لو بلغت الكآبة عندي حدا لايمكن علاجه بواسطة العقاقير ومراجعة الأخصائيين من الأطباء فلن أفعلها. ربما لأنني بالفعل مؤمن بنهاية لوجود طال، أو قصر ومهما حصل من تحديات ومصاعب وماأواجهه من مصائب، هذه النهاية لاتختلف عن الإنتحار فهو موت في النهاية، لكن هي الأفضل فلن تكون خيارا كالإنتحار السيء، وهناك قوة عليا تفرضها علي، وهناك إحتمالات ليست كلها سيئة بعدها، فمن الممكن أن ألاقي عالما أخرويا جميلا، وتكون الجنة هي الموضع الذي أطأه بقدمي هاتين سعيدا غير منزعج ولاأعاني من الكآبة ( الإنكسار)..

المنتحر شخص مهزوم إختار الطريقة السيئة للموت، وتجرد من مشاعر القوة والصمود. عندما أنظر في مشاكلي والطريق الذي أسلكه وظروف عملي وأوضاعي المادية، إحتاج معها للتخلص من نفسي، لكنني أقارن ماأنا عليه مع غيري من البشر فأجدهم أكثر حزنا، وعذابا ومعاناة، ومنهم من يتضور جوعا، وهناك من يتسول في الطرقات، ومنهم من يتوسل ليجد عملا يستره، ومنهم من ينام تحت أنقاض مبنى منهار جراء قصف شديد من طائرة، أو بفعل صاروخ هوى ودمر كل شيء، ومنهم من يعيش في بيت حقير، أو في بيوت الصفيح وينتظر عطف الآخرين، وكل هولاء لاينتحرون، وقد يكون كل واحد منهم مر بمرحلة عصيبة وفكر في الموت والتخلص من حالة العذاب لكنه قال لنفسه، يانفس النار تنتظرك فيكون عذابك مضاعفا فتحملي عذاب الدنيا لتنالي النعيم في الآخرة، وهكذا يسلي الناس أنفسهم بمشاعر وأفكار قد لايجدون الحماس ليؤمنوا بها لكنهم يفضلونها كخيار مفتوح على إحتمالات طيبة بخلاف الإنتحار.
لماذا لاينتحر المصريون، خاصة الغلابة منهم الذين يعيشون في المقابر، المصريون يغنون ويرقصون ويملأون المساجد والتكايا وحلقات الذكر ويزورون المراقد ويقيمون الموالد ويركضون في إتجاهات عدة بحثا عن رزق بسيط، ولكنهم لايفكرون في الغنتحار، وقد ينتحر البعض منهم لكنها صفة ليست غالبة في مجتمعهم. في كل يوم ينتحر الناس، لايصمدون، وهناك حالات إنتحار عديدة سجلت لنساء وشابات لم يقاومن لمجرد سماعهن لكلمة تقريع، أو لتعرضهن لمشكلة تافهة فتسرع الواحدة منهن لحرق جسدها، أو لوضع حبل حول عنقها فتشنق نفسها بطريقة مروعة.
لن أنتحر برغم الكآبة والعذابات، وسأبحث عن الحب والفرص الطيبة في الحياة مهما كانت شحيحة. فماعند الله خير.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/07/31



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لا أنتحر أنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net