صفحة الكاتب : علاء تكليف العوادي

رد الشمس ودفع الاشكال عن عدم حصول معجزتها
علاء تكليف العوادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
 
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
قد وكل الله لأوليائه المعاجز لبيان احقية منهجهم وكبح ردة المرتدين عن صوابهم واعلان التوبة فيما ساءوا فيه الى إمامهم المفترض الطاعة فما ال إليه بعض من نكر على الامام في عدم صلاته في مدينة بابل الذي رأى الامام فيها انها مدينة خسف فسرعان ما بين الله للمسلمين معجزة رد الشمس لترتفع عنهم غشاوة التشكيك فيروي لنا صاحب عين المعجزات معجزة رد الشمس للإمام علي (عليه السلام) فيقول: 
بسم الله الرحمن الرحيم حدث أبو الحسين احمد بن الحسين العطار قال حدثنى أبو جعفر محمد ابن يعقوب الكليني صاحب كتاب (الكافي) قال حدثنى على ابن ابراهبم ابن هاشم عن الحسن بن محبوب عن الحسن بن رزين القلا عن الفضل بن يسار عن الباقر عن أبيه عن جده الحسين بن علي (عليه السلام) قال لما رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتال اهل النهروان أخذ على النهروانات واعمال العراق ولم يكن يومئذ بنيت بغداد فلما وافى ناحية براثا صلى بالناس الظهر ورحلوا ودخلوا في ارض بابل وقد وجبت صلاة العصر فصاح المسلمون يا أمير المؤمنين هذا وقت العصر قد دخل فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) هذه ارض مخسوف بها وقد خسف الله بها ثلاثا وعليه تمام الرابعة ولا تحل لوصي ان يصلي فيها ومن اراد منكم ان يصلي فليصل، فقال المنافقون نعم هو لا يصلي ويقتل من يصلي يعنون ان اهل النهروان، فقال جويرية بن مسهر العبدي فتبعته في مائة فارس وقلت والله لا اصلي أو يصلي هو ولا قلدته صلاتي اليوم قال وسار امير المؤمنين (عليه السلام) الى ان اقطع ارض بابل وتدلت
الشمس للغروب ثم غابت واحمر الافق قال فالتفت الي امير المؤمنين (عليه السلام) وقال يا جويرية هات الماء قال فقدمت إليه الادواة فتوضئ ثم قال اذن يا جويرية فقلت يا امير المؤمنين ما وجب العشاء بعد فقال (عليه السلام) اذن للعصر فقلت في نفسي اذن للعصر وقد غربت الشمس ولكن علي الطاعة فأذنت فقال اقم ففعلت وإذا انا في الاقامة إذ تحركت شفتاه بكلام كانه منطق الخطاطيف لم افهم ما هو فرجعت الشمس بصرير عظيم حتى وقفت في مركزها من العصر فقام (عليه السلام) وكبر وصلى فصلينا ورائه فلما فرغ من وقعت كأنها سراج في طست وغابت واشتبكت النجوم فالتفت الي وقال اذن اذان العشاء يا ضعيف اليقين روي ان الشمس ردت عليه في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) موعوكا فوضع راسه في حجر امير المؤمنين (عليه السلام) وحضر وقت العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حنى استيقظ فقال (صلى الله عليه وآله) الله ان عليا (عليه السلام) كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر فردها الله عليه بيضاء حتى صلى ثم غربت، وقال في ذلك السيد الحميري رضي الله عنه في قصيدته المعروفة بالمذهبة. 
خير البرية بعد احمد من له * مني الولاء والى بنيه تطربي
امسى واصبح معصما مني له * يهوى وحبل هداية لم تقصب
ردت عليه الشمس لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب
حاى تبلج نورها في وقتها * للعصر ثم هوت هوى الكوكب
وعليه قد ردت ببابل مرة * اخرى وما ردت لخلق معرب
الى ليوشع اوله ولحبسها * ولردها تأويل امر معجب
لكن قد حاول المشككون التشكيك بهذه المعجزة التي خص الله تعالى به وليه علي بن ابي طالب (عليه السلام) بانه كيف يمكن لعملية ارجاء الشمس لم تأتي بما يخالف أيدولوجية الخلقة والتسيير الالهي لما هو ثابت عنده تعالى مكا انه كيف لا يوجب هذا التغير السريع والمفاجئ انهيار والرعب عند الناس ممن شاهد هذا الحدث العظيم. 
فقد اجاب عن مثل هذه التساؤلات المحقق الكبير السيد جعفر العاملي في كتابه رّد الشّمس لعلي (عليه السلام) ص8: فقال في رده:
ولأجل ذلك نلاحظ: أن إيمان الذين جاءت المعجزات لترد تحديهم، وتظهر عنادهم لم يكن ذلك الإيمان الصافي، ولا الثابت والعميق، وإن حاولوا هم إخفاء هذه الحقيقة..
فتأتي المعجزة لتفضح أولئك، ولكي تعطي الفرصة للمخدوعين بهم لإعادة النظر في الأمور، بعيداً عن أجواء الخداع والتضليل.
أضف إلى ذلك: أنه قد تكون هناك مصلحة في أن يرى هذه المعجزة أناس آخرون ليسوا في موقع التحدي، إذا أوجب ذلك زيادة إيمانهم ويقينهم بما هم عليه، إذا كانوا أهلاً لرؤيتها، وحيث لايكون لها أي أثر سلبي على إيمانهم هذا..
ولكن من الواضح: أنه لا يصح أن تأتي المعجزة لتوقع الناس في رعب وهلع يضطرهم إلى إعلان الإيمان والتسليم، والاستسلام للأمر القاهر، وصوناً لأنفسهم من خطر يتهددهم، ومن كارثة يمكن أن تحيق بهم، ومن دون أن يكون لعقولهم أي دور في إدراك الحقائق الإيمانية، ولا لفطرتهم أي أثر في إثارة الشعور لديهم بتلك الحقائق، وفي انسياقهم إليها، ونيلهم لها، ووقوفهم عليها.
إن إيماناً كهذا لا يسعى إليه الإسلام، ولا يرضى به، ولا يجعله مقياساً للمثوبة والعقوبة، ولا وسيلة لنيل المنازل الرضية والمقامات العلية عند الله سبحانه..
ومن هنا نقول: إن معجزة شق القمر، ومعجزة رد الشمس، بل وكذلك ما جرى لموسى (عليه السلام). من انقلاب العصا إلى حية، ونظائر ذلك. لا يجب أن يراها البشر جميعاً، بل يجب أن يراها المعاندون الذين يراد إظهار زيفهم، ورد التحدي الآتي من قبلهم.. وأن يراها أيضاً المخدوعون بهم، والواقعون تحت تأثيرهم.. وقد يراها بعض آخر من أهل الدين والإيمان الذي تزيدهم رؤيتهم لها إيماناً وتسليماً.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء تكليف العوادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/03



كتابة تعليق لموضوع : رد الشمس ودفع الاشكال عن عدم حصول معجزتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net