صفحة الكاتب : قيس النجم

المجلس السياسي ضرورة وطنية!
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(لا يمكنك أن ترى صورتك في الماء وهو يغلي، وكذلك لا يمكنك أن ترى الحقائق وأنت غاضب)، حكمة عميقة المعنى لمَنْ يريد تقييم الوضع السياسي للبلد.

 مسرحية جادة تم عرضها في البرلمان العراقي، والساسة يسقطون ببعضهم البعض، ولا يفكر أحد منهم بتوقيت هذه السجالات، والمناكفات التسقيطية، وحملات الإستجواب البرلمانية، في لحظات عصيبة كالتي تمر علينا أمنياً، وإلا أين كنتم من شبهات الفساد، طيلة عامين في وزارة الدفاع، أم أن البرلمان بات حلبة للصراع، بين المؤسسة العسكرية والتشريعية.

 لم يكن الوقت مناسباً، رغم أن كل ما طرح من قبل وزير الدفاع، ذات أهمية كبيرة لكشف الوجوه الحقيقية، لبعض ساسة البرلمان، الذين يعتلي محياهم الورع والحرص الكاذب على أبناء البلد، بسبب الظروف الأمنية الصعبة، وقرب تحرير آخر معاقل داعش في نينوى، ولكن عالية نصيف إحدى نواب العراقية، ومن ثم دولة القانون، ومن ثم كتلة الإصلاح النيابية المزعومة؟! كان لها رأي آخر، والسؤال هو: كيف لا يتكالب أعداؤنا علينا، ونحن نرى الطبقة السياسية الفاسدة، تخلق من داخلها أعداء، ويسقطون بعضهم البعض.

كل مَنْ شاهد جلسة الإستجواب البرلمانية، الاثنين الأول من آب للعام (2106)، يرى إن المكان بات ملتصقاً بجهنم، والأفاعي تنفث سمومها، بغية الإطاحة بالمؤسسة العسكرية، المتمثلة بوزيرها السيد خالد العبيدي، الذي قاد عقول البرلمانيين، والمستمعين، والمشاهدين، الى عمق الفساد، وكأن حاسة الإنتماء العسكري تحركت بداخله، بعد تهديدات فارغة من الساسة الصفيح، الذين ملأوا أركان العراق بالدم والدمع، من فضائحهم وسرقاتهم.

خيبات كبيرة وأحزان كثيرة، ومتاجرة بدماء الأبرياء، ونفوس معذبة، ومدن مستباحة، لولا كلمت من ربك (الفتوى الجهادية)، هي ما دفعت الوزير خالد العبيدي، برمي أحمال أثقلت كاهله، فبرزت الحاجة الى أن نفهم أولاً، لنتصرف بعد ذلك، فالأمر في حالة الغليان، يبدو غير واضح بشكل كافٍ.

تخمة المال الأسود، أبرز ما تم فضحه في هذه الجلسة الكارثية، والتي شاهد فيها أهل العراق، أن برلمانهم لا يضع إصبعه على الجرح، بل يترك العراق ينزف بغزارة، لصالح مطامعه الشخصية، والصفقات المشبوهة، في وقت هو بأمسّ الحاجة الى وحدة الخطاب، فأيام تحرير الموصل باتت على الأبواب، والسجالات السياسية لا طائل منها سوى أنها تخدم أعداء العملية الديمقراطية، تاركة مشاكل النازحين، وإعمار الأراضي المحررة جانبان آلا ساء ما يحكمون.

ختاماً: المجلس السياسي بات ضرورة وطنية ملحة، لتهدئة الأوضاع السياسية الراهنة، والتي تحتاج الى عقول حكيمة، تتدبر معنى الإنتماء للمشروع الوطني الجامع، الذي سيلقي بظلاله على العملية السياسية برمتها، لأن قرارات الأطراف الوطنية الفاعلة، ذات المقبولية البعيدة عن الطائفية والقومية، ستكون ذات بعد سيادي وإستراتيجي، بدلاً من قضاء وقت البرلمان هباءً منثورا، على أن الوقت يجب أن يكون منصباً، على أكمال عمليات التحرير، والقضاء على داعش نهائياً.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/10



كتابة تعليق لموضوع : المجلس السياسي ضرورة وطنية!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net