صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

تحالف القوى وأربع خطوات للعودة من الموت
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الساحة السياسية العراقية تشعرنا دوما بالغثيان, نتيجة السلوك السياسي الغريب, الذي يمارسه إغلب الموجودين فيها, ومن إغرب ما حصل أخيرا هي قصة إستجواب وزير الدفاع, الإستجواب الذي أرتد تأثيره بعنف على تحالف القوى السنية, نتيجة الإتهامات العلنية التي أطلقها ألعبيدي بحق رئيس البرلمان وآخرون, فأسرع قادة تحالف القوى للاجتماع مع القادة السنة المبرزين ( النجيفي والمطلك), بغية حلحلة الأمور وعبور الأزمة, التي تعصف بقيادات الأحزاب السنية في العراق.
فكانت خطوات أربعة متسلسلة عملوا بجد واجتهاد على تنفيذها, للخروج من المأزق, حتى الوصول إلى بر الأمان.
الخطوة الأولى: عملية تحسين السمعة, حيث قام تحالف القوى بالطلب من السفير الأمريكي في بغداد, إلى إبلاغ حكومته والمجموعة الدولية بان وجود فاسدين في تحالف القوى لا ينال من سمعته, في تصرف يوضح اهتمام القوى السنية بالسفارة الأمريكية, نتيجة إدراكهم مدى تأثيرها في القرار العراقي,  فكان الإسراع نحو السفير الأمريكي ليكون جزء من الحل في أزمتهم الأخيرة.
ويبدو أن قنبلة ألعبيدي قد أثرت على سمعة تحالف القوى السنية, فكانت خطوتهم الأولى إزالة عار الفضيحة عبر تطمين السفير الأمريكي, حيث يبدو أنهم يشعرون بالخجل والحرج من فضيحة البرلمان, لذا توجهت جهودهم إلى ترميم البيت السني, وإزالة اثأر العار بالوسائل الممكنة.
الخطوة الثانية: الترويج من جديد لتحالف القوى, حيث عمد تحالف القوى إلى محاولة ألإثبات لواشنطن والمجتمع الدولي بأنهم مازالوا قوة مؤثرة, ولن تهزها فضيحة اتهامات وزير الدفاع, وانه يمكن اعتبارهم هم الحصان السني الرابح في العملية السياسية, ولكي تدرك واشنطن أهمية التعامل مع تحالف القوى, فإعلان تحالف القوى عن رفضه مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل المرتقبة, كنوع من التزلف ومبادرة حسن نية لواشنطن, حتى لو كان على حساب المصلحة الوطنية وقضية أتمام التحرير, فغير مهم أن يسيء لمشاعر الأغلبية العراقية ما دام يحقق رضا واشنطن.
الخطوة الثالثة: أعادة الروح لكيان يموت, حيث يمر تحالف القوى باسوا أيامه, حيث أن جماهيره ساخطة عليه, فهي تعيش النزوح من مناطقها, الذي يمثل ضريبة احتضان المناطق السنية لقيادات ورجال تنظيم القاعدة وداعش, وهذا الاحتضان كان نوع من الفعل السياسي, والذي أنتج مصيبة لأهالي المناطق السنية, فكانت مصيبة النزوح نتيجة الأداء السياسي السيئ للساسة السنة.
ألان الجماهير السنية تبحث عن بديل سياسي عن نخبة سياسية سنية سيئة, لم تحقق طموحات الناس, مع فسادها بعد افتضاح أمرها على لسان ألعبيدي, بل إن الجماهير السنية ألان تجد في العسكري القوي الذي فضح الفاسدين, خير بديل عن الفاسدين المتخاذلين, مما اثأر مخاوف نخبة أهل السنة السياسية من وزير الدفاع ألعبيدي.
الخطوة الرابعة: التحرك نحو القضاء العراقي, لعبور أزمة الاتهامات, والوصول لحلول قانونية تعبر بهم للضفة الأخرى, فكانت أول بادرة نجاح لجهودهم, هو إعلان القضاء العراقي تبرئة الجبوري! في أسرع محاكمة في تاريخ العراق, مما أثار تندر الشارع العراقي, وشكك الجماهير في السلطة القضائية, حيث كان الأهم عند النخبة السياسية السنية عملية غسل العار, ثم الانطلاق لأداء دورهم المُعَطل للحياة السياسية, كما هو منذ حدوث التغيير.
قال احد الأدباء ((  والمحزن دائما أن الأقرباء هم أكثر من يتمنى فشلنا, لكي لا يشعروا بالنقص)).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/10



كتابة تعليق لموضوع : تحالف القوى وأربع خطوات للعودة من الموت
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net