صفحة الكاتب : هايل المذابي

عقدة القرن الثاني عشر التي قتلنا بها المبدعين!!
هايل المذابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قضينا منذ عصر النهضة جل أوقاتنا في الحديث عن مشكلة العلوم و الفنون و الآداب العربية و كيف أن القطيعة بدأت منذ القرن الثاني عشر و كتبنا قصائداً و ألفنا العشرات من الكتب عن ذلك. 
عقدة القرن الثاني عشر التي أصيب بها العرب ما زالت تمنعهم من الإيمان بقدراتهم و إمكانياتهم، فما زال العربي يؤكد لنفسه كل يوم أنه لايستطيع الإبداع لإن الإبداع يقتضي ليتحقق ترجمة علوم الغرب و مؤلفاتهم منذ القرن الثاني عشر و حتى اليوم و لنلحق بالركب الحضاري لا بد أن يكون علماؤنا و مبدعونا كالنموذج القديم الذي سبق القرن الثاني عشر؛ و بموجب تلك العقدة و بموجب هذا التصور لكيفية ما يجب أن يكون عليه علماؤنا و مبدعونا حاربنا كل بادرة و كل بذرة تبشر بدوحة عظيمة.
للأسف يفضل العرب العيش مستهلكاً و عالةً على الغرب و على العالم بأكمله، و لا يناسبه أن يشجع عالماً أو باحثاً أو مبدعاً من بني جنسه، بل و حتى أنه لا يؤمن بنفسه و قدراته في أفضل الحالات.
و لعل ما يفترض بنا بدلاً عن الشكوى و التباكي على حضارة قامت قبل قرون من الزمان هو أن نبصر هؤلاء المبدعين العرب في الغرب هروباً من كساد العلم لدى العرب فبأمثالهم ستقوم حضارة العرب التي كلنا لها ما لا تحتمله من النقد و العويل؛ نعم فبدلاً من أن نصدق أن لدينا ثروات حقيقية هم الشباب و المبدعين في أي مكانٍ كانوا في الغرب أو الشرق أصررنا على أن الحضارة العربية قد ماتت في القرن الثاني عشر و أن اللحاق بالحضارات الأخرى هو المستحيل و يحتاج إلى جهود جبارة و أموال طائلة، و أعمينا أبصارنا عن المبدعين من العرب و لم نصدق لوهلة أن قدراتهم و إمكانياتهم قد تحل كل مشاكلنا مع الحكاية المزعومة عن الحضارة العربية التي ماتت. 
إننا نقتل الفجر و الضوء كل يوم؛ إننا نقتل أنفسنا و نحارب أنفسنا، و هذا هو حال من يعبدون الماضي فيعيشون اغترابا عن الحاضر و عاطلين عن المستقبل؛ إن الحاضر هو فعالية لكن العرب لم يتعلموا بعد كيف يعيشون هذه الفعالية، و لعل العالم أحمد زويل الذي مات مؤخراً و الباحثة اليمنية مناهل ثابت و غيرهم كثير من المبدعين العرب شواهد على ذلك الاستيعاب لفعالية الحاضر الذي وجب على العرب تعلم العيش فيها.  فما زالوا يصرون على الماضي و نموذجه ناسين أن لكل عصر أسبابه و أدواته و طريقته و مظاهره و آلياته و و حيناً آخر تجدهم مصرين على النموذج الأجنبي الذي أصاب كل شيء في حياتنا و في كل المجالات بحالة ركود...
صدقوني لم يكن أحمد زويل و مثله مناهل ثابت وغيرهم بحاجة إلى دعم العرب بقدر ما كانوا في أمس الحاجة إلى أن نكف آذانا عنهم؛ و مع ذلك و رغم كل ما لاقوه أثبتوا أن إثباتهم لذواتهم نابع لإحترامهم لذواتهم و إيمانهم بقدراتهم و إمكانياتهم و الأيام تثبت أن ما يبقى فقط هو ما ينفع الناس أما الزبد فيذهب جفاء.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هايل المذابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/22



كتابة تعليق لموضوع : عقدة القرن الثاني عشر التي قتلنا بها المبدعين!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net