صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الاولوية للقطاع العام في اعادة البناء والاعمار
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ سقوط النظام الدكتاتوري، اعلنت الحكومات المتعاقبة انها ستعيد النظر بمؤسسات وشركات وزارة الصناعة وتعيد تأهيلها، وحتى بيع جزء منها، خصوصاً غير المنتج والمربح،  ولكن الحال لم يتغير الا في المدة الاخيرة، وهو غير ملموس بحيث يصبح مؤثراً ويحل المعضلات والتحديات التي تواجه هذه المؤسسات الاقتصادية، وبقيت غالبية هذه الجهات الاقتصادية تعاني من الخسائر في نشاطاتها. 
وزارة الصناعة اتخذت خطوة مهمة لتركيز النشاط وانتشاله مما هو فيه من وضع متخلف واعادة تنظيمه لتقليل الكلف وتحسين ادارته من خلال عملية دمج شركاتها البالغ عددها 73 شركة الى 32 شركة في محاولة للخلاص من الترهل الوظيفي ايضا ، هذا الدمج جاء على اساس التشابه في العمل والانتاج وما الى ذلك. 
ان احصاءات الوزارة تشير الى انه تم ضغط النفقات الى اكثر من 50 بالمئة وكذلك تحسين الوضع الاداري والانتاجي في الشركات ، فضلا عن ان التظاهرات التي كانت تخرج اسبوعياً للمطالبة بدفع الرواتب والاجور ما عاد المواطن يراها الا ما ندر. فعلاً الانتاج تحسن وازداد والتزمت دوائر الدولة  الى حد جيد بشراء المنتجات العراقية، والكف عن استيراد مثيلاتها اذا كانت المنتجات تسد الحاجة وتلتزم بالنوعية وقد طبق شعار (صنع في العراق) بشكل معقول ، غير انه يحتاج الى المزيد من الاهتمام والتحسين لدعم المنتج المحلي وحماية السوق الوطنية من سياسة الاغراق التي تمارسها دول الجوار وايضا الاحصاءات تشير الى ان 28 مادة تنتجها وزارة الصناعة من اصل 500 مادة خضعت مؤخراً الى الحماية.. ولكن لغاية الان منتجات القطاع الخاص العراقي غير مشمولة بالحماية الجزئية او الكلية التي تتناسب مع كميات الانتاج وسد الحاجة ومن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لحماية المنتجات المحلية تطبيق قانون التعرفة الكمركية وزيادة الضرائب على البضائع المستوردة من جميع المنافذ الحدودية، وهذا ما ضاعف العوائد  المالية، وحفز على افتتاح مراكز كمركية جديدة. طبعاً، لم يؤد ذلك الى انهاء التحديات والمشكلات التي تواجه وزارة الصناعة، وانما ووضعها على سكة الاسهام في تحسين تكوين الدخل الوطني. واذا ما استمر العمل على هذا المنوال، فمن المؤكد سيكون للشركات موقعاً افضل من جميع النواحي وتتمكن من تخطي عجزها في رفد الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على موارد النفط. 
ان وزارة الصناعة من  المراكز المهمة في التشغيل اذ يعمل فيها اكثر من 200 الف موظف وبالتالي استثمار هؤلاء وتشغيلهم امر في غاية الصعوبة من دون دعم مالي لاعادة تأهيل الشركات التابعة لها، وعملها على اساس الحساب الاقتصادي، أي الربح والخسارة مع مراعاة عدم التفريط بأي من الملاكات والعاملين فيها.
 الان البلاد في ازمة وبحاجة الى شركات لاعادة الاعمار والتأهيل، واذا ما تم اعطاء الافضلية في المنافسة الى القطاع  العام سوف نساعده على تجاوز محنته وصعوباته

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/22



كتابة تعليق لموضوع : الاولوية للقطاع العام في اعادة البناء والاعمار
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net